موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

عن الموت .. والأثر الأخير

لاحظ الكثيرون أنني خلال الأسبوع الماضي كل يوم أحضر عزاء أو أكثر لأناس أعزاء علي القلب .. أدعو الله لهم جميعًا بالرحمة والمغفرة

فبدأت أتأمل حقيقة وهي :

أننا في هذه الحياة الدنيا منذ قدومنا على الأرض ونحن في رحلة سفر محطتها الأخيرة إلي الله عز وجل ، ومدة سفرنا هي عمرنا الذي كتبه الله عز وجل لنا ، والأيام والليالي مراحل هذا السفر ، فكل يوم وليلة مرحلة من هذه المراحل ، فلا تزال تطويها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي السفر .

قطعت شهور العمر لهواً وغفلةً – ولم تحترم فيمـا أتيت المحرّما

فلا رجب وافيت فـيه بحقه – ولا صمت شهر الصوم صوماً متمِّما

ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي – مضى كنت قواماً ولا كنت محرما

فهل لك أن تمحي الذنوب بـتوبةٍ – وتبكي عـليها حسرةً وتندما

وبدأت أذكر لنفسي :

بأن الموت أصعب ما نواجهه فنحن لا نتخيل الحياة بدون أحبائنا وبنفس الوقت الموت علينا حق ؛ لذلك يجب أن نكون دائماً على استعداد لمواجهته واستقباله بأعمالنا الصالحة التي أوصانا الله بها.

وظللت أردد سؤالًا واحدًا :

ما هي آثارك الخيَّرة في هذه الحياة ؟

فمن لا أثر له لا وجود له , من لا أثر له لا حياة له .

ووجدت أن أفضل الآثار هي إجابات الأسئلة التالية :

ما هي الكلمات التي تتوقع أن يصفك الناس بها بعد موتك ؟

ما هو المشروع الذي تريد أن يُثبت في صحيفة عملك بعد وفاتك؟

كم مسلماً علّمته من الخير ؟

كم تائهاً إلى طريق الخير هديت ؟

كم كلمةً طيبةً غرست؟

كم حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم بلّغت ؟

كم مرةً بين متخاصمين أصلحت ؟

ماذا قدمت لمجتمعك ولبلدك الطيبة.. مصرنا الحبيبة ؟

هل ساندت بلدك ضد من حاول هدمها من المغرضين؟

هل أتقنت عملك لتساعد في نهضة مصرنا الحبيبة؟

هل حاولت أن تقتل الشائعات التي تحاك ضد وطنك؟

هل ساندت رئيسك فيما يحاول أن يقوم به تجاه وطنك مصر الغالية لتكون في مصاف الدول المتقدمة؟

هل كنت إيجابيًا تجاه أهلك وأبنائك وأحبائك ووطنك ودينك؟

واستحضرني قول الله جل وعلا على لسان إبراهيم عليه السلام : { رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}

يقول الطبري في تفسيرها : ( واجعل لـي فـي الناس ذكراً جميلاً، وثناءً حسناً، بـاقـياً فـيـمن يجيء من القرون بعدي ) .

فآثار المرء التي تبقى وتذكر بعد الإنسان من خير أو شر يجازى عليها: من أثرٍ حسنٍ؛ كعلمٍ ٍعلَّموه، أو كتابٍ صنَّفوه، أو بناءٍ بنوه من مسجدٍ أو رِباطٍ أو نحو ذلك.

واستحضرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال : (( سبعٌ يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته ))

فاللهم اجعل لي ولكم الأثر الخيٍر في الدنيا وعند الموت وبعده.

د/ أحمد شريف

مساعد رئيس حزب المؤتمر

التعليقات مغلقة.