كتب : سيد عبداللاه
والنظام الحديث (التعليم الثانوي)، بكل صدق وشفافية.
من المتعارف عليه في الأوساط العلمية؛ أن أي مشروع تنفيذي له جانبان، أحدهما نظري، والآخر تطبيقي،
أما عن الجانب النظري لهذا المشروع، فيشمل الأهداف، والخطوات الإجرائية لتحقيقها- بغض النظر عن تحقيقها من عدمه-.
والحقيقة، أن نظام التعليم الحالي
قام بوضع أفضل إطار نظري، شهده التعليم المصري، منذ فجر التاريخ، ووضع أهدافا، لو تم تحقيقها؛ لعدنا للعصر الذهبي للحضارة المصرية، فكان في مقدمة هذه الأهداف على سبيل المثال:
محو الأمية التكنولوجية، وتنمية مهارات التفكير المختلفة، لدى الطلاب، ومواكبة تطورات الثورة الصناعية الرابعة، وعصر المعلومات، وغيرها من الأهداف، والسبل النظرية لتحقيقها.
أما عن الإطار التطبيقي،_ وهو الأهم_ وبسببه تكمن الطامة الكبرى وتتمحور المشكلة.
فمن وجهة نظري المتواضعة، فإلى الآن، المحصلة تعود علينا بالسلب لا الايجاب،
والهدم لا البناء،
والإهدار لا التوفير، والخراب لا التعمير.
وكل ذلك جاء بالدليل بعيدا عن التطبيل والتهليل.
وإليكم الحقيقة بكل الحزافير
١_ من الناحية المادية حصلنا على قرض من البنك الدولي قيمته نصف مليار دولار وهو ما يعادل ٩مليار جنيها مصريا
على أن نرده ١.٥مليار دولار أي ما يعادل ٢٧مليار جنيها يعني وهو ما يعنى اقتراضنا ٩مليار ونردهم ٢٧مليارا وهذا عين الإهدار
ليت الأمر يقف عند هذا الحد بل أن ٩ مليارات ليست كلها نقودا بل أغلبها أدوات وخدمات وتدريبات وشركات وشبكات وعمولات واشتغالات وديسكفريهات ولكل من قال هات.
٢_ من الناحية العلمية والتربوية
قامت الوزارة بتدريب أغلب المعلمين على بعض جوانب التطوير لكن مع الاسف
لم يكن التدريب على المستوى الذي يحقق الفائدة المرجوة نظرا لعدة سلبيات منها
أ- عدم اختيار المدربين الأكفاء أو اختيار المكان المناسب للتدريب او توفير المادة التدريبية الحقيقية المعينة فكنت كلما سألت مدربا عن محتوى التدريب كانت إجابته لا تتعدى امتعاض الشفايف
ب- وأخطر هذه السلبيات أيضا هو عدم متابعة أثر التدريب وهو القنبلة التى أتت على كل أثر حقيقي للتدريب. حتى إن وجدت متابعة إن وجدت كانت بدون تقرير وكان الرد كله تمام يا فندم.
ونتيجة لذلك أغلب المعلمين لم يتمكنوا تمكن المحترفين من إدارة الصفوف إدارة تفاعلية ولم يتمكنوا حتى من تشغيل السبورات الذكية في الفصول بل أغلبهم يستخدمها كشاشة عرض
أغلب المعلمين لم يتمكنوا من إدارة الشاسات الحديثة التى لا يوجد لها مثيل حتى في المدارس الدولية _والتى استخدمها عدد من الطلاب كوسيلة للرقص_ولكن ماالفائدة وهي لا تجد من يحسن التعامل معها
٣- بالنسبة للمعلمين
لا يراعي المشروع الحالة النفسية للمعلمين فلم يسع لتوفير أبسط احتياجاتهم المادية التى تكفى لحفظ ماء وجهم، لم يكفهم شر انتظار المرتب الزهيد ولم يسع بأي شكل من الأشكال لزيادة راتب المعلم وخصوصا بعدما وعدوه بوهم الكارت الذكي ونظام النقاط وزيادة المرتب المرتقب والذي هو أبسط وأقل حقوق المعلم في زمان بات فيه راتب أشرف المهن مهين فبدون هذه الزيادة يهدم أي نظام في العالم
فتحضرنى مقولة الكاتب البريطاني
برتراند راسل” ” عندما تعطى للموظف ١٠٠دولار ليحيا حياة طبيعية وانت تعلم أنه في حاجةإلى ٥٠٠دولار فأنت تخلق منه موظفا فاسدا”
٤_ من ناحية الطلاب
أدى النظام الجديد إلى زيادة نسبة الغياب
ففى ظل هذا النظام بات الطالب يرى أن ذهابه للمدرسة دون الجدوى
فكل ما يدرسه لم يأت له في الامتحان
بعدما اعتمدت الامتحانات على نظام الكتاب المفتوح
وبعدما أصيب المعلم بالإحباط نتيجة ضعف المعيشة وبعدما فقد المعلم السيطرة على الطالب حيث لا رادع له في ظل اللوائح الجديدة.
٥- من ناحية أولياء الأمور
أصبح ولي الأمر يعاني من انشغال ابنه عن الدراسة بالتاب واستخدامه استخداما سيئا في تحميل الالعاب والأغاني والافلام المحظورة وغيرها من المهلكات.
كما زادت معاناة ولي الأمر في البحث عن مقرر يدرسه ابنه بعدما بات المقرر في واد و الاختبارات في واد آخر، وذاد قلقه على مستقبل ابنه بدعوى محاربة الحفظ والتلقين.
انتظروني إن كان في العمر بقية
الأدلة والبراهين على محدودية نجاح النظام الحديث و الحلول الإجرائية المقترحة.
#سيد عبد اللاه
الخبير التربوي والباحث الأكاديمي والمدرب الدولي والمعلم المحترف.
والكاتب في شؤون التعليم.
التعليقات مغلقة.