الحمد لله الذي خلق الإنسان من عدم، وعلمه بالنون والقلم، وأرسل إليه خير من سار على قدم، وأنزل عليه رحمته وأسبغ عليه النعم.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
المنصة الكريمة السادة الحضور أحييكم جميعا بتحية الإسلام ” السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد
فبتوفيق من الله تعالى ثم برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ، ومن معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ سلامة داوود ، وسعادة نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا الاستاذ الدكتور محمود صديق، تعقد كلية التربية مؤتمرها الدولي الثامن تحت عنوان:
” تدويل التعليم بين الثوابت والمتغيرات _ التعليم الأزهري أنموذجا”
وقد انطلقت فكرة المؤتمر من عدة منطلقات أهمها :
المنطلق الأول: منطلق ديني يدعو إلى التعددية والتنوع وإلى التعارف والتعاون والتعايش ، ويظهر ذلك جليا في قوله تعالى:” وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم..” فقد أكدت الآية على التنوع والاختلاف وأكدت ايضا على التعارف لتحقيق أرضية مشتركة بين الجميع رغم ما بينهم من اختلاف ، وذلك في جميع مجالات الحياة بما في ذلك الأنظمة التعليمية.
المنطلق الثاني: منطلق وطني ؛ يتمثل في توجيهات القيادة السياسية التي تدعو إلى التجديد والتطوير في جميع أنظمة الدولة بما في ذلك نظام التعليم حتى تكون قادرة على تحقيق التنمية الشاملة في ضوء رؤية مصر 2030م.
المنطلق الثالث: منطلق مؤسسي ويتمثل في الأزهر الشريف ورسالته عبر القرون والتي قدمت نموذجا قلما يجود الزمان بمثله في تدويل التعليم؛ حيث استقبل الدارسين من جميع أنحاء العالم وقدم له تعليما موحدا لم يفرق فيه بينهم على أساس اللون أو العرق أو اللغة أو الثقافة، فخرج أجيالا يوجد بينها تفاهم وانسجام فكري رائع رغم اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم، وفي الوقت نفسه راعى ما بين الدارسين من تنوع ثقافي ولغوي؛ فجعل لطلاب كل بلد من البلدان رواقا خاصا بهم، في احترام كامل لهذا التنوع والثراء الثقافي واللغوي الذي يتمتعون به.
المنطلق الرابع : منطلق فكري يتمثل في وثيقة الأخوة الإنسانية التي أعدها فضيلة الأمام الأكبر وبابا الفاتيكان والتي تعد نموذجا للقيم المشتركة التي يمكن أن تجمع مختلف الأديان والثقافات في جو من التسامح والاحترام وتؤكد على دور القيادات الدينية في صناعة السلام العالي.
المنطلق الخامس: طبيعة العصر التي فرضت علينا العديد من التحديات الحضارية والثقافية والسياسية والدينية، والتي وضعتنا أمام أحد أمرين إما أن ننصهر في العالم وتذوب هويتنا وثقافتنا وقيمنا في العولمة أو البحث عن صيغة تعليم توافقية تراعي القواسم المشتركة وخصوصيات المجتمع الثقافية والفكرية والحضارية والدينية.
المنطلق السادس: هو صناعة شخصية متميزة محليا ودوليا تفرض وجودها ، ومن ثم تفرض احترامها على الآخرين ، ولا سبيل لذلك بدون نظام تعليمي له صبغة دولية.
لقد خطى التعليم في مصر بصفة عامة والتعليم الأزهري بصفته رائدا للتعليم الديني الدولي خطوات لا بأس بها في مجال الاعتماد على المعايير الدولية في تقويم وتطوير التعليم؛ فهناك مئات المعاهد الأزهرية وعشرات الكليات في جامعة الأزهر قد حصلت على شهادة الاعتماد من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وهي مؤسسة وطنية تعمل وفق معايير دولية وهي خطوة كبيرة نحو تدويل انظمتنا التعليمية.
إن تدويل التعليم له العديد من الفوائد والثمار ستظهر جليا في توصيات الجلسات العلمية والتوصيات العامة للمؤتمر.
ولنشر فكرة تدويل التعليم وإلقاء الضوء عليها تاريخيا وتوضيح أبعادها وأهميتها حاليا؛ ووضع تصورات لها مستقبليا جاء هذا المؤتمر في تسعة محاور، تم تغطيتها بأكثر من خمسة وسبعين بحثا، شارك في إعدادها أكثر من خمسة وثمانين باحثا من داخل مصر وخارجها في محاولة جادة منهم للتوصل إلى تصور شامل لصيغة دولية للتعليم المصري بصفة عامة والأزهري بصفة خاصة، تضع أرضية مشتركة بين التعليم في مصر ومختلف نظم التعليم العالمية وتحفظ لمصر خصوصيتها الدينية والثقافية والفكرية في توزان رائع بين المتغيرات والثوابت.
وفي نهاية كلمتي أتقدم بالشكر والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي لدعمه المتواصل للمؤسسات التعليمية أيمانا منه بكون التعليم محور التنمية وتحقيق رؤية مصر 2030 ، كما أتقدم بالشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب لرعايته الكريمة لهذا المؤتمر، وفضيلة ا.د/ محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر ، وفضيلة رئيس جامعة الأزهر أ.د سلامة داود ، وفضيلة أ.د نائب رئيس الجامعة أ.د محمود صديق وأ.د محمد أبو زيد الأمير نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، أ.د/ محمد الشربيني نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم، أ.د/ محمد فكري نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، أ.د / محمد عبد المالك نائب رئيس الجامعة للوجه القبلي وأتقدم بالشكر والتقدير لمعالي فضيلة مفتي الجمهورية أ.د / شوقي علام على تلبيته للدعوة، وأ.د / نظير عياد رئيس مجمع البحوث الإسلامية و أ.د حسن الصغير الأمين العام لهيئة كبار العلماء، و أ.د/ راجية طه نائب رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، والأستاذة الدكتورة / أسماء مصطفى نائب رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، كما أتقدم بالشكر والتقدير لفضيلة الشيخ / أيمن عبد العزيز رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والشكر والتقدير لعمداء الكليات أ.د/ نهلة الصعيدي مستشار فضيلة الإمام للوافدين وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للوافدين وررئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، وسعادة أ.د/ إيمان هريدي عميدة كلية الدراسات العليا التربوية بجامعة القاهرة، والشكر والتقدير لسعادة الدكتورة خضرة سالم عضو مجلس الشيوخ، وجميع السادة عمداء ووكلاء الكليات الذين شرفونا بحضورهم اليوم والسادة الإعلاميين الذي شاركونا في التغطية الإعلامية للمؤتمر، وجميع الحضور من الباحثين والباحثات وطلاب العلم ،والشكر موصول لوكيلي الكلية أ.د جمال الهواري، أ.د عطية السيد مقررا المؤتمر لجهودهما في التحضير لهذا المؤتمر، وفرق إعداد المؤتمر التي عملت ليل نهار ليخرج هذا المؤتمر بالصورة التي تليق به، والشكر موصول للسادة رؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وموظفي الكلية، ولكل من ساهم في الإعداد لهذا المؤتمر.
التعليقات مغلقة.