موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

«نصر بطعم الفخر» ..  علماء دين : استلهام روح أكتوبر يحطم الصعاب ويحقق المعجزات

السعيد : الجيش المصري رد الكرامة إلى الأمة العربية فلم يعبأ بالحرب النفسية مطلقًا

ربيع : الشعب المصري خرج يوم السادس من أكتوبر مدجج بأهم سلاح وهو الإيمان بالله

قاعود : التدريب الصحيح والتوقيت المناسب والإعداد الجيد بالإضافة لحسن التوكل على الله أدى لنصر أكتوبر

قاعود : الجندي المصري ادرك أنه إن مات مات شهيدًا وإن عاش عاش منتصرًا عزيزا بين أبناء وطنه

خليفة : جنود الجيش المصري توكلوا على الله ثم أخذوا بأسباب النصر في حرب أكتوبر

كتب ـ أحمد حمدي

 

ستظل روح أكتوبر علامة فارقة فى تاريخ العسكرية المصرية على أن الإرادة الصلبة التى يساندها الإيمان بالله القوى والتخطيط المحكم تستطيع صناعة المعجزات، ومن الأحرى  بنا أن نحسن استغلالها لنحقق بها أعظم الإنجازات فى ميادين الحرب وميادين السلام معًا دون تكاسل.

«السادس من أكتوبر العاشر من رمضان»  اليوم الخالد الأغر والرمز الذي تتعلم دروسه الأجيال وتتناقلها مع الزهو والفخر فلقد استوعبت الأمة فى يوم العبور العظيم والنصر درساً كانت قد نسيته أو هى تناسته حيناً من الدهر، إلا وهو درس الإيمان بالله والتوكل عليه  مع العزيمة والوطنية الصادقة والتخطيط والإعداد والتضحية والفداء درس حب الوطن والجهاد فى سبيله .

«الله أكبر» شعار ردده الجندي المصري  المقاتل أثناء عبور طريق النصر ودفعت هذه الكلمات رجالنا البواسل وهم صائمون نحو القتال بشجاعة منقطعة النظير فسطروا بأيديهم ودمائهم ملحمة تاريخية ستبقى شاهدة على عظمة المصريين عبر صفحات التاريخ.


حرب أكتوبر أعظم نموذج للتلاحم

وأكد علماء الدين أن ملحمة انتصارات حرب 6 أكتوبر المجيدة سطرت أعظم نموذج للتلاحم والانتماء وحب الوطن  بين أفراد الشعب المصرى وقواته المسلحة وفي هذا اليوم انصهرت الأمة فى بوتقة الرجاء والأمل والصدق من خلال الإخلاص فى العمل الممزوج بحل الوطن والإنتماء إليه .

انتصار أكتوبر ملحمة غير مسبوقة

غانم السعيد، عميد كلية اللغة العربية السابق، رآى أن ملحمة نصر أكتوبر ملحمة غير مسبوقة في تاريخ الحروب العالمية سواء من حيث الاستعداد لها أم وقت انطلاقها أم التحدي العظيم الذي واجهته قواتنا المسلحة  الباسلة كي تعبر  أصعب مانع مائي في التاريخ (قناة السويس) وأشد  الخطوط العسكرية التي عرفتها البشرية تحصينا (خط بارليف).


 

خسائر في صف العدو
وأكد “السعيد”، في تصريح خاص لـ”تحيا مصر”، فلقد استوعبت قواتنا المسلحة درس الهزيمة على عجل بعد هزيمة يونيه ١٩٦٧م ولم تضيع وقتا في البكاء على اللبن المسكوب، مشيرا إلى أنه قد بدأت حرب استنزاف للعدو فأنهكت الخصم  وأوقعت به خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وكان من أهم خسائر العدو فيها تدمير إحدى أعظم المدمرات الحربية ( المدمرة إيلات) تلك التي كانت تتباهى بها القوات البحرية الإسرائيلية.

التدريب المسبوق للجندي المصري
وأضاف عميد كلية اللغة العربية السابق، أن جنودنا البواسل كانوا في ميادين القتال يتدربون على كيفية عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف غير عابئين بالحرب النفسية التي كانت تشنها إسرائيل على الجيش والشعب المصري، مبينا أن العدو ادعى بأنه يستحيل على أي جيش في العالم عبور قناة السويس بعد وضع  الألغام  كما أدعى أن خط بارليف الذي أقيم على الضفة الشرقية للقناة سيكون مقبرة للجندي الذي سوف يحاول اقتحامه.

عزيمة الجيش المصري الصلبة
وبيّن أن الجيش المصري بعزيمته الفولاذية وإصراره على محو الهزيمة ورد الكرامة إلى الأمة العربية لم يعبأ بتلك الحرب النفسية، مؤكدا أنه انطلق يسعى إلى تحقيق هدفه متوكلا على الله الذي وعد بالنصر لمن ينصر دينه.


وتابع:”بدأت الحرب في يوم السادس من أكتوبر العاشر من رمضان وفي توقيت غير مألوف في تاريخ الحروب العسكرية حيث كان التوقيت في الساعة الثانية ظهرا انطلقت جحافل الجيش المصري في حماس لاحدود له  ورغبة شديدة في الاستشهاد يعبرون قناة السويس وهم يرددون صيحات (الله  أكبر) التي ضجت بها السماء والأرض فأرعبت العدو وزلزلت الأرض من تحت أقدامه وفي مدة لا تزيد عن ست ساعات كانت قواتنا قد عبرت القناة وحطمت خط بارليف وتتحقق لمصر وللأمتين العربية والإسلامية أعظم نصر في التاريخ الحديث”.

حب الوطن المحرك الأساسي للمعركة
من جانبه، قال مصطفى ربيع، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن هناك مقومات وأسباب لابد من توفرها حتى يصل المرأ إلى هدفه أحد أهم هذه الأسباب التي ينبغي توفرها (الإيمان بالهدف)، مبينا أن هناك محرك ذاتى يدفعه نحو هدفه دفعا هذا المحرك نستطيع أن نسميه وقود الفكرة.

وأضاف” ربيع” في تصريح خاص لـ”تحيا مصر”، أن الشعب المصري خرج يوم السادس من أكتوبر مدجج بأهم سلاح وهو الإيمان بالله تعالى وقد امتلأت قلوبهم بأهم محرك يمثل وقود فكرتهم وهو حبهم لوطنهم الغالى مصر، مبينا  أنه على الرغم من أنهم كانوا أقل عتادا من العدو الذى جاء إلى أرض المعركة مدججا بأعتى وأحدث الأسلحة فقد استطاع المصريون بإيمانهم بفكرتهم وحبهم لوطنهم وهم يصيحون بأعلى أصواتهم (الله أكبر) أن يحققوا انتصارا تاريخيًا بهذه الصيحة التى كانت بمثابة الدليل على صدق إيمانهم بربهم الذى ينصر الحق ويعيده لأهله.

تذكر حرب أكتوبر لاستلهام الدروس

فيما رأى محمد قاعود، أحد علماء وزارة الاوقاف، أنه يوجد العديد من الأحداث والانتصارات في تاريخ الأمة الإسلامية والعربية يجب على كل فرد أن يتذكرها ليستلهم الدروس والعبر على رأسهم انتصار حرب اكتوبر المجيد، مبينا أن الجيش المصري استطاع في ساعات قليلة أن ينتصر على العدو بكل قوة هذه العدو الذي ظن أنه لن يهزم أبدا .



التمسك بالله أدى للنصر
وأضاف”قاعود”، في تصريح خاص لـ”تحيا مصر”، ان هناك اسبابا رئيسية وقوية أدت إلى هذا النصر بجانب الإعداد الجيد واختيار التوقيت المناسب والتدريب الصحيح وهو التمسك والإعتصام بالله تعالى الذي أمدهم بالنصر المبين، مشيرا إلى أن الله قد وعد من ينصره بالنصر ومن يتمسك به بالفوز في الدنيا والأخرة لقوله تعالى :” إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.

النصر ليس بقوة السلاح وإنما أيمان وتخطيط
وأوضح أحد علماء  وزارة الأوقاف، أن النصر تحقق جليا بعدما أدرك الجندي المصري المجاهد أن النصر ليس بقوة السلاح فقط وإنما ايمان بالله وصلة قوية بخالقه سبحانه وتعالى مسبب الأسباب وحسن التوكل عليه وهنا تحقق قوله تعالى :”
بَلِ ٱللَّهُ مَوْلَىٰكُمْ وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّٰصِرِينَ “، مؤكدا أن الجندي اعتقد اعتقادًا راسخًا أنه إن مات مات شهيدا وان عاش عاش منتصرا عزيزا  بين أبناء وطنه.

مقومات النصر بالتفصيل
من جانبه، أكد محمد خليفة، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، أن النصر يكون لمن أخذ بأسبابه يقول الله تعالى في كتابه : ﴿ وَمَا النَّصْرُ إلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾، مضيفا أنه من هذه الأسباب 1-      الإيمان الخالص بالله تعالى – قال تعالى : ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾


 

2-     اعتقادهم بربح البيع  باعوا أنفسهم وأموالهم لله تعالى  قال تعالى :”  ﴿ إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾

 

3-     – الثبات والإكثار من الذكر يقول الله تعالى :” ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ فكان الجنود المصريون في حرب العاشر من رمضان ثابتين ذاكرين الله تعالى فكان لسانهم يلهج بالتكبير

3- فكان تكبيرهم استغاثة بالله تعالى فاستجاب لهم ربهم  وأمدهم بالملائكة فكان النصر حليفهم قال تعالى:” وقال: ﴿ إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾

4-     الإعداد الجيد  بكل ما نستطيع  فقد أمرنا الله تعالى بالإعداد للعدو بكل ما نستطيع من قوة ومن رباط الخيل قال سبحانه: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لا تُظْلَمُونَ ﴾ فقد كان آباؤنا يستعدون لهذه الحرب بكل ما يستطيعون فهم لا يرضون الذل والهوان والاعتداء على أرضنا من محتل غاصب .

وأوضح “خليفة”، في تصريح خاص لـ”تحيا مصر”، أن اعتماد جنود الجيش المصري على الله في حرب  أكتوبر ثم أخذهم بأسباب النصر والتمكين أدى للنصر المبين، مبينا أن  كل هذه الأسباب تحققت في جنودنا البواسل في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973 فكانوا غزا وفخرا للأمتين العربية والإسلامية.

التعليقات مغلقة.