عندما تشعر بغياب الثقة والضعف وعدم الأستقرار النفسى ! عندما تشعر بالاحتياج للدعم ووجودك داخل دائرة أمان! عندما تشعر بالإنهيار ويعلو صراخك الصامت ويزيد الأنين داخلك من يأتي ليقيمك من جديد؟ من يمد يد العون لك بإهتمام وحنان ؟
أسئلة ترددت في ذهني كثيراً خاصة في الأونة الأخيرة ,في ظل أزمات وكبوات عالمية وأقتصادية وبيئية ,في ظل حروب ونزاعات وغياب الاستقرار خارج حدودنا النفسية ,في ظل أوبئة أطاحت بحياة كثيرين وأصبح شبح الموت يهدد الجميع وبات الإنسان يشعر بضعف وخوف واحتياج للشعور بالأمان .الكل اصبح في احتياج للطمأنينة ووجود من يخبره أن كل شئ سوف يكون على يرام .
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه خلقه الله هكذا ليأنس بوجود الأخرين ويدخل في دائرة علاقات اجتماعية متزنة وسوية توفر له الدعم والاستقرار النفسي علاقات فيها يستقيم حجم الأخذ مع العطاء ويحترم كل منا الأخر ويتقبل النواقص والضعفات هي علاقات نكمل فيها بعضنا البعض ونعين بعضنا البعض على قسوة الأيام .ولكن مع مرور الوقت تشوهت تلك العلاقات وباتت ضغوط الحياة وتقلباتها سبب في خروج نفوس مشوهة غير مستقرة نفسياً وأخلاقياً وبات الأنسان مصدر ألم للأخرين وربما اصبحت حكايتنا وأسرارنا هي مصدر للأهانة والضغط والسخرية .
في الحقيقة كلنا نحمل في داخلنا أشكال من الضعفات والنواقص والهشاشة النفسية وداخلنا هذا الطفل نجده ثائر حزين وربما مرح سعيد وأحيانا متألم وربما متقلب هذا الطفل يحتاج لمن يحتويه! يحتاج لمن يحكى معه يفتقد للفضفضة أمام شخص يثق فيه ولا يخجل من أن يرى ضعفه ويكشف احتياجاته بحرية أمامه هذا الصغير داخلنا يحتاج لمن يمارس معه فن الاستماع الصامت حتي يهدأ ويخرج ما بين طيات قلبه دون وجود أى أحكام فالحكي مع من يرتاح له قلبنا في حد ذاته هو أحد اشكال العلاج ومصدر للهدوء والشعور بالاتزان. ولكن مع من نحكي وكيف نختار دائرة المقربين ؟وماذا بعد الحكي ؟ وماذا يصنع الاخرون بروايتنا واحتياجتنا المكشوفة أمامهم ؟ وهل هناك من يكتم الأسرار ؟
في الحقيقة لا ؟
زادت معدلات الجريمة ..زادت معلادت العنف الأسرى .. زادت معدلات الأنتحار ..
غاب الأمان والاستقرار الداخلي والخارجي وأصبح من نثق فيهم ومن نحكي ونفضفض معهم هم مصدر الضغط يتهمونا بالهشاشة والضعف ويتركوا كل نقاط قوتنا لتكون ثغرات نفوسنا هي لعبة يلوح بها من وثقنا فيهم يوما . أسرارنا الشخصية قد تكون لعبة ضغط في يد الأخرون.
أحترم بشدة الطبيعة الإنسانية.. احترم وأقدر العلاقات المتزنة السوية. أتفهم أن في حياة كل إنسان أسرار ونقاط ضغف ومحطات فشل وتقلبات مزاجية وعدم استقرار.تحتاج للتروى في احتوائها ومعالجتها
فمنا من اختبر فشل دراسي أو فشل مشروع .. من تعرض لصدمات عاطفية , أنفصال أسرى أو طلاق .. واجه حادث تحرش أو اغتصاب ..تعرض لفقدان عزيز .. تعرض للهروب من وطنه والخروج لبلاد بعيدة بحثا عن الأمان وغيرها من قصص انسانية فُرضت بسبب طبيعة الحياة ؟
مع كل هذا الضعف من يحتويك؟
وحدها نفسك هي من سوف تعينك على استكمال الطريق لقد وصلنا لمرحلة اصبح كل انسان يحتاج لتدريب نفسه على الصمود والوقوف و احتواء ضعفاته وعدم البوح بها للأخرين
نحتاج لمراجعة هذا الحوار الداخلي ومعرفة ماذا نخبر أنفسنا عنها! هل صورتك الداخلية عن نفسك مشوهه ام صورة واثقة وعلى يقين بماذا تريد؟ وإذا شعرت بعدم اليقين يجب أن تتعلم كيف تحدث نفسك بلطف وتخبر نفسك ان الفشل والتعثر لا يعني نهاية الطريق
فلتقلل حواراتك مع الأخرين ودع كل شخص لهمومه وكن معين للأخرين من بعيد ولكن إذا أردت أن تنجو بنفسك فلتتقن فنون الحوار الداخلي وتعلم كيف تحكى مع نفسك وتعززها ,تعلم كيف تحتوى ضعفك بقوة حتي تعبر الطريق ؟
أنا لا أنتقص من أهمية وجود الدعم النفسي والعلاقات المتزنة والحكايات وفضفضة الأصدقاء وجلسات المشورة. لا استخف بأهمية احتياج كل منا لوجود شخص واحد في حياته يجرى إليه ويختبي بين ذراعه إذا شعر بالخوف , لكن في زمن أصبح الكل في احتياج وضعف وتخبط وألم نحتاج أن نتعلم كيف نلملم أوجاعنا بأنفسنا ونضع ضعفاتنا أمام الله
التعليقات مغلقة.