إن رأيتَني أبتسِمُ أو أضحكُ؛ فذلكَ لا يعني أنني سعيد. فكثيراً ما أبتسمُ وقلبي يتقطَّعُ ألماً، وكثيراً ما أضحكُ؛ وأنا أُبصِرُ الدُّنيا من سَمِّ الخِياط!
أتَذكرُ حين أتيتَني وشكَوْتَ لي حُزنَك؛ إذ لم يحدثْ – خلالَ عَشرِ السنواتِ الأخيرةِ حالَ الحَولُ -الحالي- على مالِكَ وهو بالِغٌ للنِّصابِ؛ لتُخرِجَ زكاتَه؟!
وكنتَ تحكي؛ وكأنَّ مَنْ تحكي لهُ هو شيخُ المُزَكِّين.
وما دَرَيْتَ – يا صديقي- أنني في مثلِ حالِكَ؛ مع فرقٍ بسيط؛ هو أنني لم أملِكْ – بعدُ- نِصابَ الزكاةِ المفروضةِ؛ ولو مرةً واحدةً في حياتِي!
يَا صدِيقي :
أتَذكرُ لَمَّا أخبرتَني بأنكَ أَجَّلتَ دخولَ أحدِ أبنائكَ الجامعةَ عاماً دراسياً كاملاً؛ لعدمِ قدرتِكَ على الوفاءِ بمتطلباتِ ذلك؟!
وقلتَ لي وقتَها: “العين بصيرة والإيد قصيرة”.
ولم أشأ – حينَها – أن أزيدَ همَّكَ بِهَمِّي؛ وأخبركَ بأنَّ اثنينِ من أبنائي حدثَ لهما ما حدث لابنِكَ تماماً !
ياَ صديقِي :
أتَذكرُ يومَ أتيتَني لتُخبِرَني بأنَّكَ قد ابتُليتَ بمرضِ السُّكَّرِ وأنتَ لم تبلُغِ الخمسينَ مِنَ العُمر؟! وكنتَ في غايةِ الخوفِ والرُّعب.
التعليقات مغلقة.