مبادره خريجى صيدله القاهره ١٩٨٢ لمساعده مرضى الجذام
*مبادرة خريجي صيدلة القاهرة ١٩٨٢ لمساعدة مرضي الجذام* فى قلب القاهرة الجميلة، جسد مجموعة من الأصدقاء الجوهر الحقيقي للمسؤولية المجتمعية بمفهومها الجديد و الذي يمكن جموع الشعب المصري الأصيل من خدمة مجتمعه بصورة لائقة و مفيدة. تتكون هذه المجموعة الفريدة من بعض الصيادلة خريجي صيدلة القاهرة 1982، جروب الخير ، وبعضهم يعيشون فى مصر وبعضهم فى بلاد المهجر او دول اخرى. اختار هؤلاء تكريس وقتهم ومواردهم لمساعدة المحتاجين في مجتمعهم بدلاً من أن يعيشوا حياة من الاسترخاء والراحة. واخذا بمبدأ الرحمة كقوة دافعة لهم ، شرعوا في مهمة لدعم الأفراد الأكثر ضعفا و الأضعف صوتا وخاصة أولئك المصابين بالجذام فلا صوت عال لهم و لا اعلانات و لا تليفونات تسأل الناس زكواتهم و تبرعاتهم و لكنهم آثروا العيش في الظل مع ما ابتلاهم الله من مرض. الجذام هو إصابة بكتيرية تظهر علي الجلد و مشكلته أنه لا يتم تشخيصه مبكرا و للأسف ينتشر و يصيب الأطراف وأعصابها و حتي يصل الي نهايتها العصبية فيصبح لزاما بتر هذا الطرف ليصبح الشخص الذي كان سليما معافي مبتور الأصابع أو القدمين و ربما ما هو أسوء. و إدراكًا للتحديات التي يواجهها مرضى الجذام ، جعل مجموعة الصيادلة الذين جمعتهم وسائل التواصل الإجتماعي بعد سنوات كثيرة من تخرجهم و تفرقهم إجتمع هؤلاء و حددوا مهمتهم و هي تقديم الدعم على شكل أطراف صناعية وكراسي متحركة كهربائية و بعض العمليات الجراحية على اساس أن التنقل جانب حيوي هام لحياة طبيعية لهؤلاء المرضى ، فهم يجمعون الأموال بلا كلل من خلال التبرعات السخية منهم و منهم فقط مما يمكّن هؤلاء المرضى من استعادة استقلاليتهم وتنقلهم معتمدين علي أنفسهم دون مساعدة من أحد و كيف يطلبون المساعدة و المجتمع ينفر منهم و يعزلهم في مستعمرة او بدون بعيدة عن الحياة كما هو الحال في بعض محافظات مصر. إن نكرانهم للذات لا يعرف حدودًا ، لأنهم يقومون بحملات دؤوبة ويشجعون الآخرين على المساهمة في هذه القضية النبيلة ، ويظهرون القوة الحقيقية للعمل الجماعي و بمفهوم جديد يسعون لإرسائه في مصرنا الحبيبة ألا و هو المسئولية المجتمعية تجاه من يعيشون معنا و حولنا و لا يشعر بهم الكثيرين. في الدول المتقدمة نجد ما يسمي بالمسئولية المجتمعية للشركات او ما يطلق عليه Corporate Social Responsibility (CSR) و استطاع صيادلة هذه المجموعة خلق مصطلح و مفهوم جديد و هو المسئولية المجتمعية للمجموعات أو ما أطلقوا عليه Group Social Responsibility (GSR) وفهمًا للظروف الأليمة التي تواجهها المؤسسات الداعمة للجذام و فهما للدور الحكومي المبذول من وزارة الصحة في توفير الأدوية و العلاجات اللازمة لهم إلي جانب وزارة التضامن الإجتماعي التي توفر لهم معاش تكافل و كرامة، و لكن احتياجهم للتحرك كبشر جعلهم محبطون صامتون لا يسألون الناس و لهذا فقد تبرع صيادلة المجموعة بسخاء بأموال لتحسين جودة الحياة لهؤلاء المرضي مما جعل الابتسامة تعود على وجوه المحرومين بعد أن استطاع هؤلاء المرضي الحصول علي أبسط حقوق الإنسان و هي حرية التنقل بدون مساعدة فعم سعيد و عم ابراهيم و غيرهم الكثيرين الآن يستطيعون التوجه للحمام دون أن يطلبوا من أحد المساعدة و كم هذا مفرحا و مبهجا لهم. كما امتد التزامهم برفاهية المجتمع إلى ما هو أبعد من الرعاية الصحية. حيث ركز الصيادلة المتقاعدون اهتمامهم ايضا على مستشفيات الأطفال الحكومية التي تعاني من ميزانيات محدودة و بهذا أرسوا مبدأ مهم و مفهوم جديد للمساهمة المجتمعية بل و يتطلعون لنقل هذة التجربة الفريدة للمجموعات المختلفة علي السوشيال ميديا ليصبح لديهم (GSR) بل ربما يصل طموحهم الي الشركات الخاصة العاملة في مصر أن تقوم بدورها تجاه المجتمع الذي تعيش و تنمو هذه الشركات بل و تتربح منه الكثير.. أما آن لهم أن يتولوا مسئوليتهم تجاه هذا المجتمع و يصبح لديهم (CSR) و يعتقدون أنه آن الآوان أن يحدث هذا بدلا مما نراه من المليارات المدفوعة في الإعلانات و التليفونات و غيرها من الوسائل التي لا تعود علي المجتمع بفائدة حقيقية فكما تراعي الدولة و مؤسساتها المهمشين و العشوائيين فيصبح لزاما علي الشركات توجيه جزء من مصاريف دعايتها لهؤلاء المهمشين. لقد حشدت أعمالهم غير الأنانية المجتمع معًا ، مما عزز ثقافة التعاطف والكرم و يعد ذلك بمثابة تذكير قوي بأنه لا يوجد عمل لطيف صغير جدًا وأنه بشكل جماعي يمكننا إحداث تأثير كبير على حياة الآخرين في عالم تهيمن فيه اللامبالاة غالبًا و تعمل هذه المجموعة من الصيادلة كمنارة إرشادية تذكرنا جميعًا بالقوة التي نمتلكها لإحداث فرق ويتردد صدى أفعالهم إلى ما هو أبعد من الحياة التي يلمسونها مباشرةً ، مما يلهم عددًا لا يحصى من الآخرين لاحتضان روح المسؤولية المجتمعية وتقديم يد العون إلى المحتاجين. إنهم يجسدون فكرة أنه لم يفت الأوان أبدًا لإحداث تأثير إيجابي على العالم ، تاركين وراءهم إرثًا من اللطف والرحمة للأجيال القادمة . مع تحيات :_ أعضاء جروب الخير خريجي صيدلة القاهرة ١٩٨٢
التعليقات مغلقة.