تقديم أوبريت غنائى خفيف الموسيقى والكلمة الشعرية البسيطة أحد أعمدته الأساسية حلم حققه لنا المخرج عصام السيد على خشبة المسرح القومى العريق فى إفتتاح موسمه الصيفى بعمل بعنوان “مش روميو وجيولييت ” .. العمل قصته بسيطة تدور حول مجموعة طلبة فى مدرسة ثانوية يتشاجرون وخلال المشاجرة وفى محاولة للتهدئة ينقسم المعلمون لفريقين الأول يدعو بالقسوة مع الطلبة وكل من هؤلاء المعلمين لديه مصلحة
شخصية أو أهداف ذاتية له وهناك أخرون ينادون بالحب والتسامح والإخاء ولكن يأتى الناظر ويحسم الموقف بإحتواء الطلبة وتجمعهم فى تقديم مسرحية شكسبير الشهيرة “روميو وجولييت” ومن خلال مسرح المدرسة وكالعادة ينشب الشجار مرة اخرى حول إختيار المسرحية ولكن ينتصر الحب والإخاء فى النهاية ليخرح كل جمهور المسرح يردد أغنية الختام عن الحب من خلال لحن متميز للموسيقار أحمد شعتوت الذى له الفضل مع الشاعر أ مين حداد فى نجاح هذا العمل المتميز وبقاء نغماته عالقة فى أذن المتفرج..
..العمل ليس مسرحية غنائية إ ستعراضية بالمعنى التقليدى وإنما تقوم على الحوار المنغم ويتخلله فقرات بسيطة جدامن الحوار السردى والتميز هنا أن معظم أعضاء العمل الذين يتحاورون بالغناء ممثلين وليسوا مطربين محترفين ولم نشعر بالنشاز او المبالغة حيث أعتمد المو سيقار أحمد شعتوت أن يحافط بالنغمة البسيطة والمصاحبة الموسيقية الخفيفة على الكلمة الشعرية للشاعر أمين حداد والتى جاءت تتناسب مع أصوات الممثلين وأقتصرت الألحان والأغانى التى بها لمحة طربية وميلوديات واضحة للمحترفين الذى وجودهم جعل هناك توازن بين الممثلين وبين المطربين ليشعر المتفرج بالجانب الموسيقى الذى يعد عماد العمل ..
العمل مايمثل الحب فيه المدرس يوسف الذى يؤديه على الحجار والذى خبرته المسرحية والغنائية كان لها دور مميز فى العمل والذى عاد للمسرح بعد طول غياب واستطاع أن يتفهم دوره ورغم محافظته على الغناء المنغم ولكن كان للتطريب نصيب أشعل الصالة بالتصفيق أما الجانب الآخر من الحب زهرة والتى تقوم بها رانيا فريد شوقى التى تعد بالفعل زهرة هذا العرض ليس فى الإستعراض وخفة الحركة بخطوات مدروسةعلى المسرح حيث لها خبرة فى هذا المجال وإنما فى حوارها الغنائى وأغنيتها فى دويتو مع الحجار نجدها تمسكت باللحن ولم تخرج عنه لم تتفلسف وتسعى للتطريب بل جاء صوتها على نغمة واحدة عوضت عن الطرب بالإحساس والقدرة على التعبير عن ألمها حيث إنهما مختلفان فى الديانة تنالهم الشائعات أيضا من المتطرفين والأثنان يوسف وزهرة عبرا عن موقفهنا بحوار وأغانى على الموسيقى المسجلة سلفا بإتقان يصل إلى حد الإبهار..
العمل انقسم إلى فاصلين أتضح فيهما الحركة المسرحية والتى جاءت بتصميمات إستعراضية مبتكرة من مصممة الرقصات شيرين حجازى التى نجحت تماما فى الإستعراضات سواء فى المشاجرة اوالإستعمال المزدوج للكراسى لتعطى لمحة المدرسةهذا العمل كما شاهدته به تضافر جميل ومحكم بين عناصره المختلفة ديكور محمد الغرباوى وجرافيك محمد عبد الرازق وإضاءة ياسر شعلان وملابس علا جودة ومى كمال والحركة المسرحية والإعداد الجيد لعصام السيد والذى شاركه فيه محمد سرور العمل لم يعتمد على الغناء والحوار المنغم وأنما ايضا على الموسيقى البحتة المعبرة عن الحدث وخاصة أثناء المشاجرة وأثناءإقتناع الطلبة بعمل المسرحية كما هناك تنوع تبعا للمشاهد مثلافى مشهد الحريق ظهرت أ صوت آلات النفخ والإيقاع بشكل متواتر توافقت مع الإضاءة أيضا عندما خاطبت تيريزايسوع ظهرت الألحان القبطيىة ولكن ببساطة بعيدة عن المباشرة وفى المشاهد الرومانسية جاء دور الآلات الوترية الناعمة ورغم عدم وجود اوركسترا جاء التنفيذ بديعا عبر عن فكر احمد شعتوت الموسيقى وحرفيته العالية..
من عناصر نجاح العمل إختيار الممثلين وكان النجم ميدو عادل موفقا حيث جسد بمهارة الشخصية المتناقضة والتى تحمل التباين فى المشاعر الأولى الشرسة المتمردة التى تتشاجر ثم كانت شخصيته الرومانسية عندما لعب دور روميو و وتحول التمثيل الى حقيقة مع النجمة الواعدة دنيا النشارالتى قامت بدور الطالبة ميرنا وميدو إبن مسرح الدولة وليست تجربة الغناء جديدة عليه بل سبق نجاحه بجدارة فى فى دور سيد درويش.. من عناصر النجاح أيضا مطربة فرق الموسيقى العربية بالأوبراأميرة أحمد التى كانت مفاجأة فى التمثيل حيث قامت بدور تيريرا التى تحب على الحجار وتحقد على زهرة والممثل الكبير عزت زين الذى قام بدور الناظر وطه خليفة فى دور الطالب نجاتى ومايكل سيدهم فى دور الطالب مايكل وطارق راغب المدرس وآسرعلى مدرس الدروس الخصوصية حتى الذى قام بدور الفراش كان البسمة التى تحفف حدة التوتر وبشكل عام الكل تفوق حتى الراقصين أستطاعوا جميعا أن ينقلوا مشاعر الحب والوحدة الوطنية ومقاومة التطرف بنص بسيط سلس ومخرج مالكا لأدواته والجميع يستحقون الشكر والتقدير ..
التعليقات مغلقة.