كتبت د/غادة حجاج
هل تعلم ان نسب هرمونات الحب والانجذاب العاطفى والانبهار…
.. تختلف كليا عن نسب هرمونات الارتباط و الزواج..
.. وجد الباحثون حدوث زيادة في نسبة هرمون الدوبامين (dopamine) أو (pleasure chemical) في مراحل الحب الأولى من الانجذاب العاطفي٬ بينما أكدت دراسة بجامعة كاليفورنيا أن الأمر مختلفا مع الأزواج وممن تربطهم علاقات ناجحة طويلة الأمد٬
.. حيث تبين نقص الدوبامين في أجسادهم٬ وازدياد هرمون آخر يسمى الأوكسيتوسين (oxytocin) أو (bonding chemical).
…. يعني ببساطة: إن كيمياء الحب (بأشواقه ولوعته) مختلفة عن كيمياء الزواج (العلاقات المستمرة طويلة الأمد).
هذا الكلام أهم مما نتخيل٬ فنظرة البعض للزواج خاطئة من الأساس٬ البعض يبني فكرة الزواج على الانجذاب العاطفي فقط على اعتبار أنه الحب، وتكون الصدمة حين يتزوج أحدهم وفي ذهنه هذه الفكرة الخاطئة، حينها سيكون لسان حاله “ياليتني ماتزوجت”٬ بل وسينعت كل من سولت له نفسه على الزواج بالجنون وسينصحه بالعدول عن رأيه٬ لجهل منه بمفهوم الحب و مراحله.
ما هو الحب إذا !؟ وما هي مراحله ؟
لو تأملنا أي علاقة مثالية، سنجد إنها تمر بثلاثة مراحل:
المرحلة الأولى: الانبهار…
وهي مرحلة الدوبامين.
في هذه المرحلة تكون القصة في بدايتها. ترى الشخص الذي تحبه وكأنه (كامل) ولا نقص فيه٬ ظريف وخفيف الظل وتكون سعيداً وأنت معه٬ تشعر أنه مختلف عن كل من قابلتهم في حياتك.
هذه المرحلة هي التي أنتجت كل قصائد الحب والأغاني في التاريخ الإنساني٬ وهي المرحلة الوحيدة التي تركز عليها وسائل الإعلام والدراما الرومانسية.
ولكن ..احذر كل الحذر، من قرار الارتباط في هذه المرحلة.
المرحلة الثانية: الاكتشاف..
هي مرحلة تعرف كل من الطرفين على الآخر مع مرور الوقت.
الوقت هو الضمان الأهم في نجاح أي علاقة٬ فهو كفيل بأن يكشف عيوب الشخص الذي تحبه٬ و إظهار حقيقة أنه ليس كاملا كما كنت تظن.
هل هذا طبيعي؟ الإجابة: طبيعي تماما.
وحين تجد أن هذا يحدث في علاقتك الجادة فاعلم أنك تسير في الطريق الصحيح،
لأن في هذه المرحلة تختفي الصورة المزيفة التي كنت تراها في مرحلة الانبهار وسترى الشخص على طبيعته. في هذا الوقت يمكنك أن تقرر.
المرحلة الثالثة: مرحلة التعايش والعشرة…
في هذه المرحلة يصل الطرفان إلى معرفة كاملة بعيوب بعضهم٬ وتكون عندهم القدرة على معايشتها والتكيف معها.
..(نقع في الحب ليس عندما نجد الشخص الكامل ولكن عندما نتعلم رؤية الشخص غير الكامل كامل تماما)
هذه المرحلة هي أصعب مرحلة في العلاقات، لأنها تتضمن المجال لحل الخلافات التي تنشب حتما بينكما٬ وكيفية تعامل كل منكما مع عيوب الآخر.
تجاوز هذه المرحلة، تعني أقصى درجات الحب التي من الممكن أن تصل إليها العلاقة.
و أما القدرة على استحداث “مرحلة الانبهار”، من حين لآخر، في مرحله التعايش يضمن استمرار العلاقة والذهاب بها بعيدا، فلا بأس في زيارة نفس الأماكن التي كنا فيها في بداية تعارفنا٬ كلمة رقيقة٬ لمسة حانية٬ هدية بسيطة، هذه هي العلاقة الأقرب للمثالية٬ وليست مرحلة الانبهار فقط. كما توهمك أغلب الأفلام والدراما الرومنسية إن لم تكن كلها.
يقع في هذا الشرك ملايين من الناس٬ حين يجدون أن مشاعرهم قد تغيرت دون أن يفهموا السبب٬ وتكون النتيجة دمار علاقة رائعة٬ دون أن يعلموا أن هذا التغير جزء من العلاقة الطبيعية بل ودلاله على صحتها ونضجها.
الغزل والرومانسة والانجذاب والسهر والحديث الطويل الممتع الذي لا يكل منه ولا يمل في “مرحلة الانبهار” طبيعي، لأنك لا ترى عيوبا وهذا لا يعتبر حباً.
أما الحب الحقيقي فهو مرورك بجميع مراحل العلاقة بنجاح٬ لأن هذا يعني أنك عرفت شخصا وأدركت عيوبه وظللت مصرا على الحياة معه رغم كل شيء…. إلي اللقاء في كبسولات نفسية اخري 🌿