كتب _ أحمد بكري
بعد أسبوع الآلام الذى عاشه المصريون وإحتبست فيه أنفاسهم بين سفينة جانحة وحادث قطار وإنهيار عقار … عادت الشمس لتشرق من جديد .. شمس الأمل بأنه فى الإمكان أبدع مما كان .. شمس الأمل فى إستنهاض عزيمة المصريين ليبهروا العالم من جديد …
المصريون إذا ( أرادوا ) إستطاعوا ولانت لهم كل الصعاب وسقطت عنهم كل القيود . بعد أيام قليلة من جنوح السفينة بقناة السويس ومع شماتة الشامتين وتربص المتربصين وترقب العالم ( لأسابيع أو شهور ) حتى تعود الملاحة فى القناة لسابق عهدها !! إستطاع المصريون ( المصريون فقط ) وبفضل من الله تعويم السفينة وإزالة آثار ( عدوانها ) وإعادة الملاحة وإنهاء أزمة تكدس السفن العالقة … فى نصر جديد من الله لهذا البلد الآمن المطمئن بنصر الله . وبالأمس إستطاع المصريون مجددا إبهار العالم من جديد بإخراج الإحتفال بموكب المومياوات الملكية على هذا الشكل الحضارى الأسطورى بعقول مصرية وأياد مصرية خالصة . حقا كان مشهدا بصريا بديعا لا تدركه غير العيون الصافية ..
العيون المحبة للجمال … وعلى العكس كانت هناك عيون أخرى مترقبة متربصة .. عيون أصابها الزيف وعمى الألوان الذى ختم على قلوبهم من قبل . تلك العيون التى لا ترى غير القبح وتهلل له وتهلل به هى ذاتها التى شككت وتشككت ( بغير دليل أو برهان ) أن المصريين ( وحدهم ) هم من إستطاعوا بفضل الله تعويم السفينة الجانحة بأقل الإمكانيات وبأوفر وقت فى جهد خارق أذهل العالم …
هؤلاء الذين راحوا يدعون ( إفكا ) أن مساعدات أجنبية هى من واجهت حادث السفينة وأن جهات أجنبية هى من قامت بتعويم السفينة فى إنكار مقيت ومزرى لأى جهد مصرى بذل للتغلب على تلك الكارثة .. ومن عجب .. أن أى من هؤلاء لم يقدم الدليل على صحة ما يدعون كذبا وزورا … والأعجب أن أى جهة أجنبية لم تعلن عن مشاركتها فى تعويم السفينة رغم ما فى ذلك من دعاية وترويج لها إن صح قول الكاذبين …
والأعجب من كل ذلك والمكذب الأكبر لحديث الإفك أن كل الأعداء المأجورين وعلى تعدد قنواتهم الإعلامية المأجورة لم يجر حديثا إعلاميا واحدا مع أى جهة ( أجنبية ) إدعوها لتؤكد صدق حديثهم وإدعائهم الكاذب … إنما هو الحقد والحقد فقط على كل ماهو مصرى . نفس هؤلاء أصحاب العيون العاشقة للقبح الكارهة لكل جميل … هم أنفسهم من ساءهم مشهد الأمس الجميل البديع الراقى الذى جدد الشهادة لمصر بالتفرد التاريخى والحضارى … هؤلاء المرضى حمقى العقول غلف القلوب أبوا أن يمر الحدث الذى وقف له العالم إجلالا وإكبارا دون أن يبثوا سموم جهلهم وسفاهة أحلامهم .. أنكروا على المصريين الإحتفاء بجدودهم وحضارتهم بحجة أن الجدود كانوا كفارا عبدة اوثان !! بل وذهب بعضهم إلى ماهو أبعد من ذلك بتحريم البحث عن علوم الفراعنة ومنها علم التحنيط بداعى أنه تحد لقدرة الله وإنتهاكا لحرمة الموتى !! هل يعلم هؤلاء السفهاء أنه ما كان لعلم ( قديما وحديثا ) أن يظهر للنور ويستمر إلا بفضل من الله ولحكمة هو وحده عالمها … أليس هو سبحانه القائل ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) .. إذن لا علم إلا بإرادة الله وحده … ولا علم يخالف قدرة الله وحده. هؤلاء السفهاء الغافلين ( المستغفلين ) الذين يصفون الأجداد بالكفر وتحريم الإحتفال بهم وتحريم الأخذ بعلومهم هم أنفسهم من تملأ صورهم مع ( تماثيل وأصنام ) الفراعنة الكفرة هواتفهم وأرشيف صورهم !! هؤلاء السفهاء الغافلين( المستغفلين ) لا يدركوا أن حضارة الأجداد هى أول حضارة بشرية عرفت فكرة التوحيد وعبادة الإله الواحد وأول حضارة عرفت فكرة البعث بعد الموت !! هؤلاء السفهاء الغافلين ( المستغفلين ) لم أضبط واحدا منهم يناقش قضية حياتية تهم المواطن بشكل مباشر .. كقضية ( الزبالة ) مثلا … لم يطرح أحدهم المشكلة ولم يقدم لها حلا !! هم فقط مشغولون ( ومأجورون ) للطعن فى كل نجاح مصرى خالص . رغم أنوفكم جميعا ستظل مصر لتبقى وتحيا . ( الزبالة فى العقول مش فى الشوارع ) …
أحمد بكري
رئيس قسم القضايا بمصلحة الضرائب المصرية
التعليقات مغلقة.