موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

عرض العيشوريات ما بين المسرح الطقسي وما بعد الاحتفالية الجديدة

 بقلم : عزيز ريان

0

عرض العيشوريات ما بين المسرح الطقسي وما بعد الاحتفالية الجديدة

شفشاون،المغرب

 بقلم : عزيز ريان

شهد مسرح عفيفي بمدينة الجديدة المغربية عرضا مسرحيا لفرقة الزهور تحت عنوان:”العيشوريات”، على الساعة الثامنة مساء.وذلك بشراكة مع المسرح الوطني محمد الخامس ودعم  وزارة الشباب والثقافة.ومن تأليف:إبراهيم الهنائي،وإخراج:عبد اللطيف الدشراوي،الموسيقى،الإنارة والمحافظة العامة:رشيد طلحا ومن تمثيل:سعاد حسني،سناء بحاج،حنان بنموسى،لبنى شكلاط،رجاء زركيني.

العنوان:المباشرة المعلنة للاحتفال

يُشير عنوان العرض صراحة لمناسبة دينية ويعكس بشكل مباشر أجواء العرض،وبالتالي خلوه من عنصر التشويق والإثارة وفي نفس الوقت يغري بحضوره للاحتفال بالمناسبة بشكل مسرحي ما.فلفظة “العيشوريات” مقتبسة من كلمة”عيشورا” كما تلفظ في بعض المناطق المغربية إشارة للمناسبة الدينية المعروفة:”عاشوراء”.بمعنى العنوان يشكل اتفاقا ضمنيا مع الجمهور للاحتفال مع صناع العرض بالمناسبة الدينية حتى وإن مرت فترة وزمان تاريخ الاحتفال بها.

مضمون العرض:فكرة يونانية بنفس مغربي خالص

يَحكي العرض عن خمسة نساء بمعمل نسيج تقليدي يحكين قصصهم بشكل مسرحي احتفالي بهيج،ويحققن حلمهن بأخذ زمام(الحكم،السلطة) من الرجل لفترة محددة.الفكرة مقتبسة من نص معروف:برلمان النساء للكاتب اليوناني الكوميدي أريسطوفان. لنتابع قصص كل من:شامة،أم كلثوم،الياقوت،زينب،زهرة مع الآخر الرجل ومعاناتهن اليومية ضد رجولة منقوصة تنتقص منهن ومن مكانتهن. لكل منهن قصة ألم ومعاناة وظلم ساهم فيه الرجل بشكل أوبأخر.والذي يحضر إما بتمثيل نسائي أوبصوت بالكواليس ليكون الغائب الحاضر .الفكرة العامة للعرض هي إظهار وتأكيد قيمة وتأثير المرأة في مشهد الحياة بشكل عام وتصحيح المفاهيم والأحكام المسبقة عنها بشكل فرجوي واحتفالي مسرحي متنوع.نساء عاملات بمعمل حياكة الصوف،يطرحن قصصهن بشكل لعبي وغنائي فني على وقع احتفالهن بمناسبة العاشوراء.القصص تختلف من إمرأة إلى أخرى،لنصل لأخر قصة لثلاث نساء عجوزات يبحثن عن رجل في سن مبكرة،ليفاجئن بأنهن(وباقتراح من شركة الزواج) سيكن زواجات لرجل واحد متزوج أصلا.لكنه يرفض ويقرر العيش مع زوجته الوحيدة التي لا تنجب.يبدأ وينتهي العرض بأغنية شعبية معروفة عن المناسبة:”عيشوري،عيشوري،دليت عليك شعوري” والتي تنادي على مناسبة العشوراء والاستعداد الكامل للاحتفال وإطلاق شعر الرأس علامة الفرح والسرور.كما لو أننا في قلب طقوس دينية مكتملة،عرفها تاريخ المسرح وسمي بالمسرح الطقسي.

المسرح الطقسي:إعادة إحياء لنوع مسرحي قديم

المسرح الطقسي هو:”نوع مسرحي لا يعتمد اعتمادا أساسيا في بنائه على الشخصية،أو الحبكة،بل تصدير المناخ الخاص بالطقس الذي تباح فيه جميع العناصر المسرحية المكونة للشكل المسرحي.فالطقس بهذا النوع،يأتي في المرتبة الأولى كما لو أنه دائما ما يكون المحصلة النهائية التي يحصل عليها المشاهد في نهاية العرض المقدم.”[1]

والطقوس عادة قائمة بالأساس على تكرار نمطي مغلق وذلك لمعرفة سر النظام وأصله.وهي أقدم من أي حضارة وأي مجتمع،ويقر المحللون بتطور طقوس عبادة”ديونيزوس” من طقس ديني إلى عرض مسرحي.إن الانتقال من الأسطوري إلى ما هو مسرحي اعتمد على موضوعات أسطورية أولا.وهو تطور لا يمكن أن يكون ظاهرة يونانية خالصة فقد عرفت حضارات أخرى عروضا لها طابع ديني(بلاد الهند،الحضارة الفرعونية بمصر..) يوظف عادة أناشيد وأغاني دينية كما في العرض والذي أضاف أغاني اخرى لحنت خصيصا،حتى في معاقبة الرجل لما يمارسه من عنف على المرأة.فكلمة”اعطيه” والتي تعني اضربه أعاد صياغتها صناع العرض بشكل فني غنائي مناسب حتى ولو بشكل رمزي لا يعني مواجهة العنف بالعنف.وشكل جسد الممثلات بطلا كما كان في عروض المسرح الطقسي،حيث لبست النساء قناعا رمزيا للعب دور الرجل المكرر.اناشيد وأهازيج ذكرتنا بأناشيد “يديثرامبية”:والتي كان ينشدها جماعيا العابد لتمجيد الإله باخوس(يونيوس)إله  الخمر.

العاشوراء:طقوس قديمة حافظ عليها المسلمون بحسب مناطقهم

هي مناسبة يحتفل بها المسلمون في أول محرم كما يحتفل بها المغاربة.وحيث الأسواق تعرض آلات موسيقية ألعاب نارية وغيرها من التحضيرات التي تستمر إلى 10 محرم.وتختلف الاحتفالات من منطقة إلى أخرى.وهناك من يقر بأن أصله من ممارسة دينية لليهود (ربط بخروج النبي موسيقى بأهله من مصر)،حافظ عليها المسلمون بعدها.في حين هناك من ربطه بالحضور الشيعي بالمغرب منذ عهد المولى إدريس.لكن الاحتفال المغربي مختلف من ناحية الضرب وما شابه،بل هو فيه التراحم،صلة الرحم،وإحياء الليلة بالبخور،وأكل ذيل خروف الأضحى وغيرها.

الاحتفال:بدون بيانات تنظيرية جلب العرض القاعة

اعتبر أرسطو طاليس أن الشعر محاكاة للطبيعة،ولابد للإنسان أن يحاكي هذه الطبيعة في كل حالاتها.ليس في الشعر فقط بل حتى في الفن والعبادة،تمد الطبيعة هذا الانسان بمعارفه الأولى وتسمح له باستخدام حواسه. والمسرح منذ بداياته عرف تأثير الممارسات البدائية لطقوس الرقص والأداء الإيمائي والاحتفالات الشعائرية.

وجماعة المسرح الاحتفالي بالمغرب أهم التوجهات المسرحية التي استقت من البعد الاحتفالي والفرجوي الذي تحققه الأشكال التراثية المغروسة في البيئة العربية(حلقة،بساط،مداح..) في أعمالهم الدرامية.

وبالنظر إلى دلالات لغوية للاحتفال نجد لفظتين هما:الاجتماع،التزين،سواء عند العرب أو الغرب.هو كل ما ينتسب إلى العيد حيث يكون هنالك مشاركة جماعية يستعد لها الانسان.اشترك العرب والغرب في تأكيد شروط الاحتفال ب:المشاركة،الاجتماع،التزين.يشرح باتريس بافيس الاحتفال :وقد ننسى في بعض الأوقات أن الاحتفال هو الشكل الوصفي للعيد،ففي أثينا كانت الاحتفالات بالإله ديونيزوس تقام كل عام في أيام معلومة،حيث توجد التسلية والمرح والالتقاء وقد حافظ الاحتفال في ذلك على الكثيرين قدسيته وخاصيته الاستثنائية عكس ما نراه اليوم حيث أفرغ من محتواه والمعنى القدسي للاحتفال. التعاريف غالبا كانت مركزة على العلامة الأيقونية البصرية للفرجة،أو هي  مركزة على فعل المشاركة من طرف المتلقي.

والأكيد أن المسرح الاحتفالي يبحث في عموميته عن:نص:ينطلق من الأشكال ذات الطابع الاحتفالي والبعد الفرجوي.،ومكان:يعتمد على الفضاءات المفتوحة،تلقي: أي ضرورة المشاركة الجماعية مبنية على التواصل الجماهيري كما بعرضنا الذي تجاوب معه الحضور بشكل تشاركي واضح.”عيشوريات” عرض على شكل فرجة احتفالية تنهل من الموروث الشعبي الديني المغربي وتتكأ على حدوثة عالمية كمصدر الانطلاق لتقديم لوحات فرجوية مختلفة مباشرة وتحسيسية.يعكس بكل حذافيره ماهية المسرح الاحتفالي.ف” المسرح الاحتفالي ينطلق من نقطة أساسية وهي أن الإنسان كائن احتفالي بطبعه،أي انه قبل أن يكتشف الكلام  فقد اكتشف الحفل…اكتشفه  ليعبر عن حاجاته واحساساته الداخلية،فالحفل ضرورة حتمية،ويبقى بعد هذا أن نتساءل: كيف طور هذا الفعل/الاحتفال ليجعله في خدمة   ما هو حقيقي وانساني وحيوي.”[2] وبعرضنا شهدنا تجاوبا كاملا بين المتلقي والعرض عبر مراحل العرض بأكمله.في هذه الاحتفالية يطفو ظل الانسان وصدى الزمان،كما لو انه حركة وصيرورة  قبل كل شيء،وهي بهذا  أفكار حية تتحرك في عالم متحرك وفي أجساد إنسانية متحركة.اعتبر فئة الاحتفاليين أنهم جاءوا ضد السائد والتقليدي فاحتفالهم منتمي (إلى الفكر وليس إلى السياسة..السياسة كلعبة وليس كرؤية)وبهذا فهي  تقترح انقلابا مخالفا ومغايرا لانقلابات العسكر،وتحدد مجال هذا الانقلاب المغاير في الفكر والنفس والوجدان والروح،وهي بهذا تؤكد على أن المستقبل فكرة،وان الابداع  فكرة،وأن التغيير فكرة،وان هذه الفكرة تنشأ في ذهن مفكر،وان هذا المفكر ينبغي أن يكون حرا ومسؤولا ومبدعا أو لا يكون).[3]

الفرجة:شكل ناجح ببساطة

هي أشمل من الأداء ومن العرض المسرحي ذاته،إذ تستوعب الاثنين معا،بل تتجاوزهما لتشمل الشعائر والاحتفالات والمراسيم والسيرك وأنماط الاحتجاج الجماهيرية والسلوكات الفرجوية الشعبية من قبيل “الحلقة”وايمعشارن”،رقصات أحواش”،”بابا عيشور”،”بوجلود”..(من حوار لخالد أمين  المنشور بموقع العربي الجديد أجراه بالرباط سليمان الحقيوي بتاريخ 22 يوليوز 2015).

المفروض أن الفرجة هي آحر لحظة في العملية الابداعية المسرحية التي تبدأ بالكتابة مرورا بالتدريب والإخراج والإنجاز التقني وصولا إلى حضور الجمهور لمكان وزمان العرض،لانطلاق الفرجة ليتحول المسرح إلى أكثر من الفرجة.وتصبح هي قاسما مشتركا ومكملا لعناصر أخرى لخدمة المسرح.الاحتفال والفرجة من أهم مقومات الفكر الاحتفالي بتوظيف الأشكال الاحتفالية والعناصر الفرجوية لتأصيل المنحى الاحتفالي،وايجاد صيغة تميز المسرح العربي عن باقي المسارح.وهذا توظيف لا يتوقف جماليات النص الاحتفالي عند حدوده فقط بل يتعداه إلى بناء فني درامي مغاير في طرحه للبناء الكلاسيكي.

ويمكننا تلخيص خصائص الفرجة في:

  1. فضاء الفرجة بأبعاد رمزية.
  2. تعبير عفوي وتلقائي حي.
  3. مرتبطة بزمان ومكان ما،لكنها ذات تأثير راسخ في ذاكرة المتلقي.
  4. موضوعها مبني على الجماعية(تسلية،فضح عيوب..)
  5. لها عناصر درامية للشخصيات.
  6. لا تفصل بين صانعها ومتلقيها.
  7. لا يوجد فيها حد فاصل بين الوهم والحقيقة،القدسي والدنيوي.

اهتمت الاحتفالية الموحية بالفرجة والبعد المشهدي من أعياد دينية وأشكال فنية تراثية وكل ما يرتبط بالبعد الاحتفالي محاولة تأسيس مسرح مغربي يؤسس اصالته وذاتيته من الداخل أي من هذا التراكم الموجود في الموروث والمخزون المغربي دون نفي الآخر.هو مسرح يحقق هوية الشعب المغربي مع تمتعه بالحس العالمي المنفتح على الآخر. خلق مسرح فرجوي يؤسس رؤية جديدة تحاول أن تجمع بين التراث والحداثة وتساهم في استمرارية الفعل المسرحي. والتراث لدى الاحتفاليون دائم الصيرورة،امتداد لا ينقطع بين الماضي والحاضر،فالتراث ليس مهما في حد ذاته بل هو روح التاريخ الأزلية

استخدمت الموسيقى الحية غالبا مما جذب الجمهور بدون مبالغة مادام العرض يعكس مناسبة دينية طقسية مغربية متوارثة تحتفي بعاشوراء وتوظف آلتي ايقاع:الدف وآلة “الطعريجة” الايقاعية المرتبطة أساسا بالمخيلة المغربية بالمناسبة.كطقس يعتمد أساسا التكرار المتزامن مع الغناء والرقص والترنيم والأداء الجماعي.فالموسيقى كما نعرف هي لغة يفهمها العالم كلما وظفت بشكل سليم.فهي التي رافقت الانسان منذ القدم وخصوصا في الطقوس الدينية.واستعملت هنا مرافقة للحركات والرقصات والأهازيج والأغاني في مشاهد بوحدة مسرحية وما يقتضي النص والعرض بدون مبالغة أو لا علاقة لها بتيمة العرض الاحتفالية وعادة النساء في الغناء أو تأليف الأغاني والتلحين بالمناسبة تعبيرا عن الفرح والسعادة.

ديكور العرض ثابت مقسم إلى آلتي حياكة النسيج(المسماة المرمة بالدارجة المغربية)،واحدة على اليمين،وأخرى على اليسار ووسطهما صندوق قديم خصص لتغيير الملابس بشكل لعبي مكسرا الايهام.وفوق الأرض ثلاثة زرابي مغربية تقليدية وزعت على الركح بشكل كما لو أنها ببيت مغربي أصيل رفقة موائد وكراسي صغيرة تستخدم غالبا بورش حياكة الصوف .

وظفت بالعيشوريات الأشكال الفرجوية ،إذ اشتغل الكاتب على مجموعة من الأشكال التعبيرية الاحتفالية المخزونة في التراث الشعبي:الحلقة والراوي واستدعاء شخصيات شعبية كالبراح(المنادي) وغيره.

بعد جمالي لجسد الممثلة التي تتحول إلى ممثل لعبا(أو تبادلا للأدوار)،ضمن أبعاد الشخصية المسرحية بإمكانية الاتصال المرئي المباشر مع المتلقي فضلا عن دلالاتها ورموزها التعبيرية التي تكشف تيمة العرض  الطقسية وأسلوب المسرحية الاحتفالي لفهم وإدراك أحداث المشهد المرئي ككل.هي التي توصل سيميائية العرض المسرحي وتحدد  الشكل العام للأحداث  والذي يعبر عن  مستويات الزمن الذي تدور فيه الأحداث.تمثل جانبا مهما بالنسبة لأي نوع من الأداء.شكل التشكيل الحركي بالعرض مساقا آخر للتعبير.”وتضيف الموسوعة السوفيتية الكبيرة الصادرة في العام 1954 أن التشكيل الحركي يعبر عن أفعال الشخصيات ومنطق سلوكها الذي ينشأ من سيرورة الفعل وعن العلاقات النفسية والصدمات والصراع في السيل الذي لا ينقطع من التشكيلات الحركية التي تحل كل منها مكان الآخر.”[4]عرض العيشوريات محاكاة لقصص نساء وتقمص لشخصيات كما في كوميديا دي لارتي،اقتراب من شكل الحكواتي بالحلقة بأداء مسرحي أقرب منه إلى السرد القصصي العادي لحيوات نساء عانين من صعوبات في الحياة.

مخرج العرض عبر بالصور الفنية التشكيلية التعبيرية،حيث الممثلات يشكلن بأجسادهن من خلال الأحداث وتواصل المتلقي معها”إن قدرة العرض المسرحي وقوته في التأثير تأتي من خلال أسلوبية محددة في وضع الميزانسين الذي يعبر بطبيعته وشكله التخطيطي وسرعة ايقاعه عن الفكرة بدقة ويرى بوبوف أن المثل الأعلى الذي يجب أن يصبو إليه المخرج في العرض المسرح هو(التوصل إلى وضع ميزانسيات تعبر عن جوهر ما يحدث بشكل ملموس وصادق من وجهة النظر الحياتية”.[5] ولا يسعنا هنا التطرق إلى تفاصل التصور الاخراجي الاحتفالي بشكل دقيق والذي دعى إليه سابقا الاحتفالييون ومارسوه ضد كل الأعراف المسرحية السائدة.

أما الأزياء فواقعية (عباءة العيد،جلباب مغربي،فساتين المناسبات..) تحتفل بالمناسبة يغلب عليها اللون الأسود الذي يرتبط بالاحتفال عادة.تؤدي دورا كعنصر بصري ضمن عناصر السينوغرافيا بالعرض لنقل دلالات الزمن من جهة والاجتهاد والتمايز والابتكار من أجل التشويق والتحفيز والجذب وتحقيق جمالية المشهد المسرحي من جهة أخرى.إذ أن أشكالها وألوانها وأحجامها وعلاقاتها الجمالية مع العناصر المرئية تكون حاضرة أمام المتلقي يتفاعل معها بصريا وحسيا بتذوقها جماليا.بتصميم متناسق تقليدي مناسب يسهل ادراكها ووضوحها مع المحافظة  على وحدة الموضوع والحدث الزمني والرغبة في الاستمرارية والتشويق في عملية التلقي.محاولة الربط بين مستويات الزمن(الماضي،الحاضر،المستقبل) بالعوامل الزمنية المشتركة.

وفي المشهد المسرحي يكون اللباس المسرحي يشكل بعدا مرئيا لجسد الممثلات اللواتي جسدن الشخصيات المختلفة ضمن مساحات تمثيلية وبأفعال درامية بها أبعاد ظاهرية وباطنية (الداخل والخارج) لمفاهيم فكر العرض الواضحة.إذ يعد اللباس وسيلة يستعان بها لايصال الأفكار بشكل بصري وصريح.كلغة بصرية لها مساحات واسعة في فضاء الركح مع عناصر الاضاءة والمكياج والإكسسوارات والآلات الموسيقية التقليدية التي لعبت دورا هاما في تجسيد الزمن بمستوياته،وتتماثل في أشكال درامية خاضعة للمنظومة الدرامية  عن  طريق حركات الممثلات المؤديات لأدوارهن الدرامية وحوراتهن التي تفسر لنا الخطوط العامة والخاصة لمجريات الأحداث.

ختاما،وبعيدا عن التنظير المسرحي السمج فالعرض حقق في كل فصوله متعة وتفاعلا واضحا ومشاركة ملموسة لمن حضره.كما أضحك الجمهور بخفة وبشكل شعبي لا يدعو إلى مواقف كبرى بل بساطة يومية نجحت في الوصول إلى قلب الحضور.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.