قرأت لميران حسين وهى كاتبة وأديبة وسيناريست من نوع خاص، لها العديد من الكتب والسيناريوهات التي كثيراً ما تأثرت بها وتفاعلت معها… وحديثي هنا عن مقالها الأخير ” حُب الحياة”.
أولاً في اختيار ميران للعنوان اللافت للأنظار والذي يعتبر في حد ذاته رسالة ومعني ومضمون تم اختياره بذكاء شديد، لو تمعنا سوياً في “ضمة” ميران التي وضعتها عامدة متعمدة مع سبق الإصرار والترصد مع ثبوت النية في التخطيط لهذا الفعل ما يجعلنا ندفع بالحكم عليها أنها أديبة فريدة مع الشغل والنفاذ.
فقد حولت ميران الكلمة من “حب” لجملة لها معان… فتعالوا سوياً نتخيل الكلمة بوجود الضمة مما حولها من فعل لاسم، فلولا ضمة ميران لكنت قرأت الكلمة “حب الحياة” بكسر الحاء وهو فعل أمر مقيد مستفز رغم أنه في شكل نصيحة والنصيحة علي الملأ فضيحة بالمعني المفهوم.
وهي الرسالة الأولي أن “حب الحياة” بضم الحاء يحتاج منك للتدبر والتمعن حتي لا يفوتك قطار المتعة، فلا بد أن تعيش متعتك وسط أطلال الماضي وضعوط الحاضر …. ومخاوف المستقبل…
لن نحتاج أن نتعرض لكوارث وحروب وأوبئة كي نحس بنعمة الله علينا وهي الحياة… نعم الحياة متعة رغم كل ما فيها، والموت ليس راحة فهناك حساب لن ننجو منه إلا برحمة الخالق ..
“حب حياتك” بكسر الحاء “تحبك الحياة” بضم الباء، فلا متعة بلا “حب” فالحب متعة، ودائماً وأبداً تفائلوا بالخير تجدوه ..
أما نحن كشعب مصري له اختياراته ولمساته وقفشاته، “فالحب” عندنا مرتبط بالموت، لا تخلو حياتنا من كلمات مثل ( بموت فيك … بموت في هواك … بعشقك وبموت فيك …. هموت واعيش اللحظة دي…. هموت واتجوزك… هموت واروح الساحل … هموت واقضي كام يوم في شرم ) إيه كم التناقض ده!!!؟
نحن الوحيدون أصحاب العلامة المميزة “هموت واعيش”، وأكيد كلمة الموت عندنا لها معني الحياة أو لعله سخرية من الكلمة رغم ما تحمله من طاقة سلبية كبيرة لا تحتمل.
حمل مقال ميران بين سطوره العديد من الرسائل التي تدعو للسلام النفسي أولاً والسلام المجتمعي ثانياً ومع كل ما يحيط بنا.
فالمقال فلسفي يحمل رسائل عدة وتنبعث منه الاشعاعات الموجبة ونحن في أشد الحاجة لمثل هذه الطاقة الإيجابية، نحن نحتاج للحُب … الحب المجرد من كل المصالح … الحُب الصافي الذي يُساعد على تخطي الصعاب، أرجوكم أحبوا بعضكم بعضاً … وتعلموا أن تحبوا أنفسكم .سلم قلمك ميران
التعليقات مغلقة.