موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

شبابنا في مواجهة التحديات

شبابنا في مواجهة التحديات

بقلم الدكتورة:اميره عبد الناصر احمد صالح
مدرس الفقه العام بكليه الدرسات الاسلاميه والعربيه للبنات بالإسكندرية جامعة الأزهر

 

إنَّ مؤتمر شباب العالم الذي يُعقد في شرم الشيخ تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يُمثل رسالة سلام وتنمية ومحبة للعالم أجمع وبيان أن مصر لا تدخر جهدا لنشر السلام وذلك في مواجهة التطرف والإرهاب وحماية الشباب من الفكر المتطرف.
وفي هذا الصدد يسعى الأزهر الشريف إلى نشر السلام وبيان سماحة الإسلام ووسطيته، والعمل على تصحيح أفكار الشباب ومحاربة ظاهرة التطرف والعنف بين الجماعات المتطرفة على اختلاف أيديولوجياتها.
وإيمانًا بأهمية الشباب في بناء الأوطان ونهضتها، يرى الأزهر الشريف أنَّ نمو المجتمعات وتقدُّمها وازدهارها يكون بسواعد شبابها؛ فهم بناة المستقبل، وهم الثروة الحقيقية والدرع الواقي للمجتمعات وقلبه النابض، ولا شك أنَّ الأمة تستمد طاقتها من شبابها؛ فتربية الشباب على صحيح الدين وتمكينهم والاستفادة من طاقتهم غاية دينية ووطنية؛ وقد حث على ذلك القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة، فقال تعالى في فتية الكهف: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13].
كما كان هذا دأب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فقد حرص على تربية الشباب وتدعيمهم، ويظهر ذلك جليا في العديد من المواطن وإسناده أدوار في غاية الأهمية وقيادية لكثير من الشباب وفي وجود كبار الصحابة رضوان الله عليهم فأسامة بن زيد (18 سنة) جعله قائدا للجيش، وفيه مَن هو أكبر منه سنًّا كأبي بكر وعمر (رضي الله عنهما).
من هنا يتبين أن المسؤولية تفرض على المجتمع ضرورة وضع الإستراتيجيات والخطط لرعايتهم وتوفير المناخ الصالح لنموهم، والتركيز على دعم وتأصيل القيم الروحية والدينية وتنظيم واستثمار أوقات الفراغ والطاقات الخلاقة لدى الشباب ودعم انتمائهم لأوطانهم.
وتجدر الإشارة إلى الخطورة البالغة إذا لم نحسن استغلال طاقات الشباب وتوجيهها تربويًّا ودينيًّا وأخلاقيًّا نحو الفضيلة والتمسك بآداب الدين القويم، وحمايتهم من أعداء الأمة المتربصين بها والذين لا يؤولون جهدا لهدم الأمة والأوطان والفتك بشبابها.
كما لا يخفى على كل ذي لب أن الشباب هم أمل الأمة في مستقبل أفضل، لذا فإن دعاة التطرف والإرهاب، يستخدمونهم مِعوَل هدمٍ للأوطان -رد الله كيدهم في نحورهم- من خلال بث أفكارهم المغلوطة في عقول شبابنا، لذا من الواجب علينا أن نتصدى لهؤلاء أولًا بجعل التربة التي يبذرون فيها بذور التطرف والإرهاب غير صالحة للإنبات؛ وذلك بتحصين عقول أبنائنا وشبابنا بفهم أمور دينهم على المنهج الوسطي الأزهري وهو ما تسعى إليه مؤسسة الأزهر الشريف وشيخه الجليل بنشر صحيح الدين والرد على الشبهات التي يدسها أعداء الدين والوطن في عقول أبنائنا وشبابنا وبيان خطئها وانتفائها مع الدين.
من الواجب علينا أيضا العمل على ترسيخ الوسطية والتسامح والتعددية في مجتمعاتنا لمنع الجماعات المتطرفة من استغلال الطائفية والعنصرية في تحقيق مآربها، ولن تتم هذه المواجهة إلا بتكاتف كل أطياف المجتمع ومؤسساته؛ وهو ما تسعى إليه مصرنا الحبيبة في ظل قيادتها الحكيمة وتحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وذلك على كافة الأصعدة من خلال إقامة المؤتمرات والندوات الشبابية ومن هنا كانت الأهمية لمؤتمر الشباب والذي يحرث فخامته على عقده بصفة مستمرة.
حفظ الله مصر وأزهرها وشعبها وقيادتها.

التعليقات مغلقة.