سعدت كثيرًا وأنا أتابع أمس عبر المواقع الإخبارية، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي فعاليات الاحتفال بيوم الأخوة الإنسانية، ذلك اليوم الذي اعتمدته الأمم المتحدة يوما عالميًا للتسامح، والذي يوافق ذكرى توقيع أعظم وثيقة لخدمة البشرية جمعاء وهي وثيقة الأخوة، الذي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
زادت سعادتي وأنا أقرأ كلمة فضيلة شيخ الأزهر لأجدني أمام حدث من أعظم الأحداث، والتي سيسطرها التاريخ بحروف من نور، لحاجة الإنسانية لمثل هذه المبادرات والدعوات التي تخدم العالم أجمع، ونشر السلم المجتمعي، ونبذ الفرقة والتعصب والإرهاب والتطرف، والابتعاد عن كل ما يتسبب في قتل أو تشريد.
ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يقدر كل ما يخدم الإنسانية ويحافظ عليها فقد أشاد بالوثيقة، وبيوم الإنسانية ومبادراتها ومشروعاتها، وفعالياتها ليؤكد دعمه الشديد لقضايا الحفاظ على الإنسانية.
لقد جاءت الوثيقة في وقت انتشرت فيه الجرائم ضد الإنسانية، فكم من مواطنين تركوا أوطانهم هربا من التقاتل الداخلي فماتوا غرقى بسبب الإنانية وانعدام الأسس البنيوية في المجتمعات، وكم من مواطنين تركوا أوطانهم ليعيشوا في مخيمات اللاجئين، هربا من إرهاب وتقاتل واحتلال، نحتاج إلى إعدام المصطلحات التي تدعوا إلى العنف وتدعوا إلى الحروب وتدعوا استخدام ألفاظ مثل الأقليات التي تتسبب في إهدار مزيد من الدماء.
لقد أبرز فضيلة الإمام الأكبر، من خلال الوثيقة سماحة الإسلام وإبراز الجانب الإنساني والجانب التعاوني المشتق من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” كلكم لآدم وآدم من تراب”.
لقد جاءت الذكرى الثانية والعالم يعاني من ويلات وباء فيروس كورونا المستجِد، وتنتظر الإنسانية كلها من يقوم بإنقاذها، لتعلمنا الوثيقة أن يكون الدعاء لرفع الوباء عن الإنسانية كلها، وأن ينقذ الأرض كلها من هذا الوباء، دون أدنى تفرقة بسبب اختلاف الجنس واللون والدين والنوع.
فتحية لفضيلة الإمام الأكبر، وتحية لقداسة البابا فرنسيس، وكل أعضاء اللجنة العليا للوثيقة، وسلام على الإنسانية جميعًا في يوم الأخوة الإنسانية
التعليقات مغلقة.