لقد دعانا الإسلام أن نحافظ على أنفسنا وأن نقي أنفسنا من الأخطار حتى لا يصاب المسلم بأي مرض -لا قدر الله- ونهانا عن الاقتراب من مواطن الخطر والهلاك، كما جاء في قوله تعالى: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”.
فعندما يقرر الأطباء إن التزاحم يصيب الإنسان بالعدوى، وخاصة في ظل ما يعانيه العالم من تداعيات وباء فيروس كورونا، فهنا ينبغي أن نصغي إليهم ونستمع إلى نصائحهم، وأن نتجنب التزاحم حول الأضحية أثناء عملية الذبح، وأن نأخذ بكافة الإجراءات الاحترازية، فبها يكون التوكل على الله تعالي وبدونها تكون إلقاء بالنفس إلى التهلكة، فعندما يقول أهل التخصص من أهل الطب، ينبغي الاستماع إليهم لأنهم في هذا هم أهل الذكر، والله تعالى أمرنا أن نستجيب إليهم، وإلى نصحهم وارشادتهم، مصداقًا لقول الله تعالى: “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”.
ينبغي على المسلم، عن أداء صلاة العيد أن يلتزم بالإجراءات الاحترازية، وشروط السلامة التي أقرتها الجهات المعنية، فيأخذ كل مصلٍ سجادة الصلاة الخاصة به، ويرتدي واقي الوجه “الكمّامة”، وكذلك يتجنب المصافحة والعناق، نظرًا لكونها سببًا من الأسباب القوية لنشر العدوى بين المصلين، فالحفاظ على النفس واجب، والله تعالى يقول: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمُا”، وعليه فينبغي الأخذ بأسباب وطرق الوقاية، فهي أفضل وسيلة، فالوقاية خير من العلاج.
كذلك من الضروري تقليل التزاور قدر المستطاع، حفاظًا على الزائر والمزور، فإذا كان المسلم يحب لنفسه الخير، فينبغي أن يحبه لغيره، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”، وعليه فإن الحماية واجبة على الجميع، حيث يعرف أنه في الأعياد تزدحم البيوت نتيجة المعايدات والتزاور، وبالتالي ينبغي أن نقلل منها قدر الإمكان، مشيرة إلى أن وسائل التواصل قد أصبحت أكثر تقدمًا، فيؤخذ بها احترازًا في زمن الوباء.
إننا في أيام مباركة ينبغي أن نلتمس فيها الطاعات حتى ننال رضا الله سبحانه وتعالى، وخاصة يوم عرفة، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: ” ألا إن لربكم في أيام دهركم لنفحات، ألا فتعرضوا لها عسى ان تصيبكم نفحة من نفحات ربكم لا تشقون بعدها أبدًا”، مضيفة أن الرسول الكريم ارشدنا ان العمل الصالح في هذه الليالي العشر المذكورة في اول سورة الفجر، هي أفضل الأعمال، فقال صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الليالي العشر، -يقصد عشر ذي الحجة- قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ”.
التعليقات مغلقة.