موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

دور مؤسسة مبادرة الست المصرية في دعم المرأة في مجال ريادة الأعمال سيرة ذاتية عن مؤسسة مبادرة الست المصرية “رحيمة الشريف”

دور مؤسسة مبادرة الست المصرية في دعم المرأة في مجال ريادة الأعمال سيرة ذاتية عن مؤسسة مبادرة الست المصرية "رحيمة الشريف"

 

مقدمة للمشاركة في مؤتمر اكسفورد الدولي العلمي العاشر بعنوان:

دور المرأة العربية والأفريقية في صناعة التنمية والتطوير

تحت شعار

“نحو قيادة التغيير والتمكين

 

إعداد

د مها محمد غانم الديب 

حاصلة على دكتوراه في الآداب قسم الإجتماع 2022

بسم الله الرحمن الرحيم 

     تمثل المرأة نصف المجتمع وتلعب دوراً رئيسياً في تنميته إلا أنه لا تزال تواجهها بعض المعوقات منها، على سبيل المثال، تراجع نسب مشاركتها في سوق العمل مقارنة بالرجال، وتضاؤل الفرص أمامها في بعض الأحوال، للحصول على الخدمات.

      ويُعد الإستثمار في المرأة إحدى الوسائل المهمة الفعالة لتحقيق المساواة، وتعزيز النمو الإقتصادي الشامل والمستدام كما أشارت منظمة العمل الدولية عام 2017م، خاصة من خلال مشروعات المرأة الصغيرة والمتوسطة، إذ تسهم تلك المشروعات في خلق فرص عمل وتوسيع قاعدة الموارد والمواهب البشرية والحد من الفقر، إلا أنه رغم ذلك لا تزال الفجوة قائمة بين الجنسين على مستوى ملكية الأعمال وأنشطة ريادة الأعمال.

       ورغم الجهود المبذولة من جانب الحكومة المصرية من أجل تعزيز المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، إلا أنها ما زالت تعاني من فرص عدم المساواة بين الجنسين، حيث تظل النساء تواجه تحديات كبيرة مثل: صعوبة تحقيق التوازن بين إدارة الأعمال والمسئوليات الأسرية، ونقص الوصول إلى الخدمات المالية وغير المالية، والإفتقار إلى إمكانية الوصول إلى الأسواق والتكنولوجيا وشبكات الأعمال.

      وتعد قضية تمكين المرأة قضية ذات أهمية بالغة ويجب الإهتمام بها وزيادة الوعي لدى النساء فيما يخص التمكين بمختلف أشكاله، لما له من دور كبير في ادماج المرأة في عملية التنمية والإنخراط في سوق العمل من خلال توفير فرص عمل والحد من البطالة والتقليل من معدلات الفقر ورفع مستوى المعيشة، وتعد المشاريع الصغيرة أحد أهم الركائز الأساسية للإقتصاد لما لها من دور مهم في عملية التنمية والتمكين للمرأة، حيث انه يوجد علاقة ما بين المشاريع الصغيرة وتمكين المرأة.

      انتشرت ظاهرة استخدام شبكات التواصل الإجتماعي انتشاراً كبيراً على المستوى العالمي في الآونة الأخيرة، وقد أدى هذا الإنتشار إلى خلق فرص جديدة للتأثير على الأفراد في كثير من المجالات المختلفة، وأصبحت شبكات التواصل الإجتماعي تفرض نفسها بقوة على واقعنا، حيث أنها جزء لا يتجزأ من أسلوب حياة شريحة كبيرة من المجتمع، الأمر الذي دفع الكثير من المشروعات االصغيرة إلى الحرص على استغلال هذه الشبكات للتسويق والتواصل والإندماج بين المسوق والمستهلك والتعرف على اتجاهاتهم والتواصل معهم.

      كما أن الإستخدام الأمثل لمواقع التواصل الإجتماعي يؤدي إلى التمكين، فهي أداة ووسيلة ساهمت بدرجة كبيرة في تحقيق التمكين الذاتي، والإجتماعي، والإقتصادي، والمعرفي للمرأة، فعلى صناع القرار والمسؤولين في الغرفة التجارية الصناعية الزراعية ووزارة العمل وبالتعاون مع الجمعيات النسوية نشر ثقافة تأسيس وإدارة المشاريع الصغيرة والريادية الإلكترونية النسوية، لأهمية ذلك في تقليل مستوى البطالة، وزيادة الدخل، ومحاولة تغير الصورة النمطية عن المرأة.

      وبالحوار مع المؤسِسَة لمبادرة الست المصرية (رحيمة الشريف) تبين أنها صاحبة محلات كبرى لملابس الأطفال “محلات بامبينو” الشهيرة، وتبلغ من العمر نحو 45 عاماً، من مواليد القاهرة، عملت في مجالات متعددة أهمها التجارة منذ أن كان عمرها 10 سنوات، درست وتخصصت في إدارة الأعمال من لندن، حاصلة على دبلومة أزمات وكوارث من أكاديمية ناصر العسكرية، كما أنها سافرت إلى العديد من الدول الأجنبية واحتكت بالثقافة الغربية والتي كان لها تأثير كبير على شخصيتها ونظرتها للحياة.

 

 

وتذكر قائلة: “أنا بقالي في مجال البيزنيس 18 سنة محدش حاسس بالمرأة كل شوية اسمع الدولة بتقول التمكين الإقتصادي للمرأة يعني إيه، هي كلمة رنانة في المؤتمرات فقط لكن مش موجودة على أرض الواقع “واستطردت قائلة” أنا سافرت 12 دولة في العالم جبتها من جنوب السودان إلى شرق آسيا مرورا بأمريكا وانجلترا وشفت جميع فقراء العالم، واشتغلت في كل حاجة وعرفت يعنى إيه قيمة القرش”.

      وذكرت (رحيمة) كيف بدأت التجارة، حيث أنشئت مشروع محلات بامبينو بـ 500 جنيه، من خلال تأسيس مصنع بامبينو لمستلزمات المواليد سنة 2011، وأوضحت أن العمالة في بداية الأمر كانت من الرجال وكان بسبب الأعذار يتم تعطيل العمل، ففكرت في استبدالهم بالنساء لكونها وجدت أن المرأة قوة بشرية ليست مستغلة وأيضاً مهمشة.

      ومن خلال ذلك أصبحت المرأة في المصنع عنصر فعال وأصبح جودة العمل أفضل، وحصلت على زيادة في الانتاج، سرعة في الأداء، أعذار أقل ومرتب أقل حتى أصبح بامبينو 8 فروع في 8 محافظات في الجمهورية.

      بعد ذلك قامت رحيمة بإبتكار فكرة العمل من المنزل فقامت بتأسيس مبادرة “الست المصرية” وهي مبادرة نسائية من الدرجة الأولى، خرجت إلى النور منذ 5 سنوات، ولا زالت تنتج نماذج مشرفة، مُنتجة لكثير من الحرف اليدوية المختلفة بجودة عالية في أقل وأسرع وقت، بقيادة (رحيمة الشريف).

 

      بدأت المبادرة في عام 2017 ليكون هدفها الرئيسي إخراج عمالة نسائية محترفة في الأعمال اليدوية، ونشر وعي الإهتمام بتدريس الصناعات اليدوية غير المُنتشرة وتقديمها بشكل مختلف ومتميز وجذاب، بدأت رحيمة بكورس الخياطة والتفصيل وتقدم لها أكثر من 40 امرأة في أول حصة، بعد ذلك بدأت في كورس الجلود لصناعة الشنط والمحافظ وهي مهنة رجالية بحته، ثم دخلت عدة مجالات منها تجديد الأثاث وصناعة الحلي وغيرها.

      وذكرت “بعد ذلك بدأت اتلقى دعوات من الإعلام والكتاب لدراسة مبادرة الست المصرية، منها دعوة من الكاتبة الدكتورة (إلهام فطيم) دكتورة في الجامعة الأمريكية، تطلب تأليف كتاب عن حياتي أنا وبعض النساء العاملات في مهن رجالية بحته أذكر منهم الجزارة والميكانيكية والسباكة والحدادة، حيث جمعت عدد 17 امرأة تعمل في مهن رجالية وقامت بتأليف كتاب (حكايات ستات من بلدنا)”.

      يقدم الكتاب قصصاً لنساء مصريات حلمن وحققن هذه الأحلام، فلم تكن تلك الأحلام مجرد خيالات أو أوهام، بل اختياراً يُثبت ان ليس للعمل او المهنة وجه أنثوي ووجه ذكوري، هؤلاء النساء العَصريَّات يُمثِّلن نساءَ الطَّبقة المتوسِّطة المصرية، اللاتي قَرَّرنَ اقتحامَ مجالات عمل غير تقليديَّة، واستطعن أن يتحمَّلنَ مسؤوليَّات المهنة وتَحدِّيات المجتمع. ويشترك هؤلاء السَّيِّدات جميعًا في سِماتٍ واحدة، هي الطموح والإصرار، والرَّغبة في استخدام مَهاراتٍ طالما ظَنَّ المجتَمعُ أنها قاصِرَةٌ على الرِّجال فقط. قَرَّرت بطلاتُ هذا الكتاب أن يَمْتَهِنَّ مِهَنًا وحِرَفًا وأعمالًا مختلفة ومتنوِّعة، منها حِرَفٌ يدويَّة شاقَّة، مثال: سيِّدة غطَّاسة لِحام تحت الماء، وكهربائيَّة نَقلٍ ثقيل، وميكانيكي سيَّارات، ونجَّارة، وجَزَّارة، وصانِعَة زُجاج يدوي، ونَقَّاشَة، وصانِعَة رُخام… أو مِهَنٌ خَدَميَّة مُتنوِّعة، كتدريب السيِّدات على مهارات السِّياقة، ومأذونة شَرعيَّة، ومُدرِّبة غطس، وغيرها… كما تبنَّى بَعضُهنَّ قضايا مُجتَمَعيَّة هامَّة، مثل الحفاظ على البيئة والموارِد الطَّبيعيَّة، أو الرَّحمة بالحيوان وحِمايَتِه ورعايَتِه، وتم عرضه في معرض الكتاب لعام 2022.

      ثم تم تكريمي في المؤتمر الإقتصادي لأخبار اليوم بحضور رئيس الوزراء (مصطفى مدبولي)، ومن هنا بدأ افتتاح فروع للمبادرة في محافظات أخرى، الاسكندرية المنصورة الشرقية وغيرها.

      وقد أظهرت المقابلة المتعمقة لصاحبة المبادرة مدى تمتع صاحبة المبادرة بعدد من السمات الشخصية التي يأتي في مقدمتها: الذكاء الحاد، وضوح الأهداف، الثقة بالنفس، المبادرة، القدرة على تكوين علاقات إنسانية، القدرة على التفويض، القدرة على إنجاز مهام متعددة، والمخاطرة وتحمل المسئولية، الإستعداد لأداء العديد من المهام في وقت واحد، والقدرة على تكوين علاقات اجتماعية، مع محاولة الكشف عن دور هذه السمات في نجاح المبادرة وأهدافها، كما أنها تتمتع بشخصية قيادية قادرة على إدارة وحل المشكلات، والقدرة على التفاوض من أجل الوصول إلى الهدف المحدد، واتضح ذلك من متابعة الصفحة الرسمية للمبادرة وعدد المتابعين لها.

      ومن خلال المتابعة لأنشطة المبادرة اتضح أن مبادرة الست المصرية قامت في البداية على جهود شخصية من قبل مؤسسة المبادرة، بهدف تدريب سيدات وآنسات من مختلف الشرائح الإجتماعية والمناطق الثقافية، وتقوم فكرة المبادرة على تدريب السيدات على مختلف الحرف اليدوية من الخياطة وتصنيع الجلود وتجديد الأثاث (الديكوباج) وصناعة الحلي من النحاس والأحجار الكريمة، وأخيراً تم التدريب على تصنيع الصابون ومنتجات العناية بالبشرة (كريمات، شاور جل، شامبو وبلسم للشعر، ومسكات للجسم والبشرة، وجميع منتجات العناية بالبشرة والجسم).

      كما أوضحت رحيمة أنها تقوم بمتابعتهن من خلال الإتصالات المستمرة وعن طريق الصفحة الرسمية للمبادرة ووسائل التواصل الاجتماعي (فيس بوك، واتساب)، ومساعدتهن من أجل تأسيس مشروعات خاصة بهم وإدارتها وتسويق منتجاتها بشكل مستقل. وظهرت فكرة المبادرة في عام 2013م وكان هدفها في البداية مساعدة سيدات مصر على توفير فرص عمل تضمن لهن حياة كريمة، وقد بدأت المبادرة كواقع فعلي في عام 2017، ومستمرة حتى الآن في تطور مستمر.

      أما عن فكرة المبادرة وهدفها ذكرت (رحيمة الشريف) أن فكرة إنشاء المبادرة انطلقت من هدف واحد محدد وهو توفير فرص عمل للسيدات من أجل ضمان حياة كريمة، وتم التفكير في ذلك بعد تحديد احتياجات السوق المصري، والحرف والصناعات الأكثر رواجاً في السوق، فضلاً عن العمل على تطوير الأنشطة والحرف التي يتم تدريب السيدات عليها حسب احتياجات السوق، وإدخال أنشطة وأفكار جديدة كل فترة، ففي البداية بدأت بنشاط التفصيل وخياطة الملابس، والديكوباج (تجديد الأثاث)، وكان ذلك بسبب الإستفادة من الموارد المتاحة وعدم إرهاق السيدات بأعباء مادية في شراء الخامات المطلوبة.

 

      ذكرت (رحيمة) أن هدف المبادرة هو تحفيز المرأة على التوجه نحو المشاريع الصغيرة من خلال تملكها وإدارتها إدارة مباشرة من قبلها من غير الإعتماد على الرجل في إدارة المشروع بحيث تسيطر هي على كامل العملية الإنتاجية وكذلك تشجيعها على العمل في مجال المشاريع الصغيرة كي تتمكن من الإعتماد على نفسها في توفير فرصة عمل مناسبة بدلاً من انتظار فرصة الحصول على وظيفة حكومية مما يمكنها من إتخاذ قرارات على المستوى الشخصي والأسري ومن ممارسة حقها في العمل ومشاركة الرجل في تنمية المجتمع والحد من مشكلتي الفقر والبطالة التي تعاني منها المرأة أكثر من الرجل مما يسهم بالتالي في تدعيم مكانتها الإقتصادية والإجتماعية داخل المجتمع.

      عملت (رحيمة) على رفع روح التعاون بين المتدربات، فكما نعرف أن التعاون يعمل على الوصول إلى تحقيق الأهداف المطلوبة بصورة صحيحة وأكثر اتقان والقدرة على انجاز العمل بصورة سريعة وفي أقل وقت ممكن، حيث يعتمد نجاح أي مؤسسة على وجود فريق عمل متماسك، وبالمتابعة المستمرة حاولت حثهم على الإبتعاد عن التعامل بأنانية وتنمية روح الجماعة ومساعدتهم في محاولة تبادل الخبرات والأفكار، حتى أصبحن متحابين يهنؤون بعضهم على النجاح وأصبحن كأنهم أسرة واحدة المطلقة والأرملة وربة المنزل والفلاحة والغنية والفقيرة.

      كما أن روح التعاون جعلتهم يتطلعون إلى الأعلى ويطلبون المشاركة في المعارض، وبدأ الانسجام بينهم يزداد وأفكارهم أصبحت متغيرة إلى الأفضل، وظهر دافع داخلي عند كل مرأة يدفعها إلى انجاز العمل.

     ثم ذكرت “تم تكريمي من وزارة التجارة، كما تم عمل تقرير مصور من التلفزيون الصيني “القناة الرسمية التجارية” في نشرة الأخبار وقاموا بتصوير بعض الكورسات مثل الجلود والتفصيل والخياطة والسجاد اليدوي وذكروا انه بعد 20 سنة لو استمر هذا النهج في مصر سوف يتم الإستغناء عن الصناعات الصينية ووقف استيراد السلع الصينية”.

     أوضحت «رحيمة» أن كورسات التأهيل والتدريب على الصناعة اليدوية تُقدم من خلال إعداد برنامج تدريبي وعدد محاضرات معينة لكل حرفة مقابل أجر رمزي تبدأ من 450 جنيها وتصل إلى 1000 جنيه، مع توفير كل الخامات المطلوبة وعدم تكلفة المتدربة بأي شيء، وبالفعل بدأت بمجال الخياطة مع مُدربة واحدة ثم توافد عدد المُدربين في البداية حتى وصل إلى 35 مُتدربة في الحصة الواحدة، ما جعلها تعمل على توسيع المجالات بشكل أكثر احترافية: “بدأت أجيب أحسن واحدة في كل مجال وتكون مُدربة معانا في المبادرة”.

    وأكدت «رحيمة» في حديثها أن مبادرة «الست المصرية» تهدف لتقديم المُساعدات وتدريب الشابة أو السيدة المصرية على صناعات الخياطة والسجاد والجلود الطبيعية والشموع والرخام والريزن وإعداد الحلويات والأطعمة.

      وتهدف أيضًا إلى تقديم كل طرق الدعم من خلال توفير الخامات وتجهيزها للصناعة والمتابعة المستمرة خلال مجموعات «الواتساب»، ونشر المُنتجات على صفحة فيسبوك، وعمل معرض خاص للتسويق مُنتجات المبادرة: “أنا بوفر لهم الخامات في الأول لحد ما الست تتعلم وتعرف الكويس فين وبكام، وحبيت أنشر شغلهم على الصفحة وأعملهم جاليري خاص بشغلهم عشان يكون باب رزق لكل بنت وست معانا في المبادرة”.

      وكشفت «رحيمة» عن خروج عدد هائل من المُتدربات وصل تقريبًا إلى 75 ألف مُتدربة حتى الآن، من جميع فروع المبادرة في القاهرة، الإسكندرية، الشرقية، المنصورة وبورسعيد، إلى جانب التدريب من أمريكا وكندا وهولندا، عن طريق المحاضرات “أونلاين”. 

      وعن المستوى التعليمي للمدربات والمتدربات فكان جميعهن حاصلات على مؤهل جامعي (بكالوريوس تجارة، وفنون جميلة، وتربية نوعية، وليسانس آداب).

      وأشارت إلى عدد من النماذج المتميزة في بعض المجالات: “إحنا خرج من عندنا ستات في مجالات النجارة والتنجيد، وفي مجال الخياطة خرجت من عندنا بنت عملت فستان فرحها بنفسها مُقابل كورس إضافي من المُدربة بدون مقابل مادي، لا إحنا جامدين وجامدين أوي كمان”.

      كما أن المبادرة ساهمت في المجال الطبي عن طريق صناعة أسورة مريضات سرطان الثدي اسمها (لا تلمس ذراعي) لها كود عالمي في وزارة الصحة العالمية لونها بينك، تطوع لصناعتها مدربات ومتدربات الجلود من الجلد الطبيعي ويتم توزيعها مجاناً في جميع المحافظات من 3 سنوات تقريباً، ويتم شحنها إلى المحافظات التي لا يوجد بها فرع للمبادرة ويعتبر هذا العمل من أهم الإنجازات للمبادرة. 

 

 

 

      يتم تنظيم احتفالية لخريجات المبادرة ويُقام على هامش الإحتفالية معرض لتسويق منتجات سيدات المبادرة، بالإضافة إلى التسويق عبر مواقع التواصل الإجتماعي حيث أن التسويق عبر السوشيال ميديا أصبح ضرورة وليس خياراً إضافياً لأنشطة تسويق المشروعات، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من العملاء المحتملين فزيادة نسبة التفاعل مع المحتوى المنشور تساعد على ظهور المحتوى لجميع فئات العملاء بغض النظر عما إذا كانت هذه الفئات لديها إهتمام بما يقدمه مشروعك التجاري من خدمات وحلول مختلفة. 

      وذكرت “عدم استغلال مواقع السوشيال ميديا في خطة التسويق الإلكتروني يعد خطأ لا يُغتفر حيث يؤثر بالسلب على تحقيق النتائج المرغوبة من حملات التسويق عبر الإنترنت التي أصبحت حل فعال لزيادة الحصة السوقية”، كما أضافت “السوشيال ميديا هي عمود الخيمة وهي أساس الشغل هو ده المستقبل أحد أهم الأدوات للتجارة والبيزنيس”، وهو ما يتناسب مع ظروف متدربات المبادرة حيث أنهم يعملون في منازلهم والسوشيال ميديا أفضل اختيار بالنسبة لهم لتسويق منتجاتهم.

      فمن خلال الإقبال المتزايد على شبكات التواصل الإجتماعي يستغل المسوقون هذا الإقبال في تسويق منتجاتهم لدى قطاعات كبيرة من المستهلكين، مما ترتب عليه فتح المجال أمام المشروعات الصغيرة لإستثمارها في التسويق والإعلان عن منتجاتها بإعتبارها منصات إعلامية جديدة تسمح لأصحاب تلك المشروعات والمستخدمين التواصل مع بعضهم البعض.

       

 

 

 

      كما أقدم للمتدربات محاضرات نفسية مجانية حيث أن المبادرة انسانية وليست مجرد كورسات في الحرف اليدوية، فضلاً عن محاضرة التسويق التي أقوم بها شخصياً عصارة 20 سنة خبرة ومعاملات مع التجار.

      وقد حققت المبادرة نجاحات ملحوظة في عدد كبير من المحافظات، خلال عامين تم تدريب أكثر من 6000 سيدة في العديد من المحافظات والمناطق المصرية كالقاهرة، والإسكندرية والمنصورة وأخيراً في بورسعيد، بالإضافة إلى تميز الكثير من السيدات وامتلاكهن مشروعات خاصة بهن كما أن بعضاً منهن أصبحن مدربات في المبادرة وذلك لإعادة تنشئة وتدريب جيل جديد من السيدات ذوات المهارة اليدوية والفنية، بالإضافة إلى المشاركة في العديد من المعارض للتسويق وإلقاء الكثير من المحاضرات المجانية بمختلف الفروع لأساسيات الجلود والأدوات وعن التسويق الإلكتروني وتغليف المنتجات، بالإضافة إلى افتتاح خمسة فروع للتدريب ثابتة في القاهرة بمناطق مختلفة.

      وحالياً تم استحداث كورسات جديدة للتدريب على صناعة منتجات العناية بالبشرة وكذلك التنجيد والديكور، وتم اعتماد عدد من السيدات كمدربات معتمدات للمبادرة في عدد من المحافظات كالشرقية، والمنصورة، والإسكندرية لضمان الإستمرارية، وخرجت من رحم المبادرة نماذج ناجحة ومنهن من احترفن الأشغال اليدوية واصبح لكل منهن مشروعها الخاص بها وبراند يحمل اسمها، ومنتجات مبتكرة حققن من خلالها مكاسب مادية وحياة كريمة وسهلة، ومنهن أيضاً من أصبحن مدربات محترفات.

      كما أكدن بعض المدربات والمتدربات في المبادرة عن صاحبة المبادرة “هي بصراحة شخصية عندها حماس وتحدى وبتساعدك تعملي حاجة متميزة مش تعملى حاجة وخلاص، هي كمان بشخصيتها وعلاقتها بتقدر تعرض منتجاتنا بشكل يجذب الناس ويبين أد إيه الشغل متميز وفي إبداع ومجهود”. كمان هي علمتنا إزاي نسوق شغلنا وإزاي نعرضه بطريقة مميزة وعلمتنا التصوير مسبتش حاجة، اتعلمت منها الإصرار والتحدي والقدرة على الإبداع والإبتكار المستمر.

      كما أضفن “صاحبة المبادرة هي السر الأساسي لنجاح المبادرة وانتشارها في محافظات كتير، هي بصراحة دينامو شغل بتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسها وعندها علاقات كتيرة جداً بتعرف تسوق الشغل أول بأول”.

      وذكرت رحيمة أن من العوامل التي شجعت الستات على الإنضمام إلى المبادة:

1- شغل وقت الفراغ والتغلب على الوحدة والملل وتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية.

2- عدم القدرة على تحمل ضغوطات العمل الوظيفي نتيجة الصراعات مع الادارة العاليا أو زملاء العمل، وعدم القدرة على التوفيق بين الأدوار النمطية للمرأة وأدوارها المهنية.

3- قلة الاحتكاك بالشارع والمواصلات والإبتعاد عن امكانية التحرش بها، ومجاورتها لأبناءها ومسؤولياتها المنزلية.

3- الرغبة في تعلم مهارات جديدة واكتساب خبرات في مجالات معينة.

4- حب الاعمال الفنية والرغبة في العمل بها، والتي تختلف في مجملها عن دوافع العمل الريادي عند الرجل، حيث يأتي زيادة الدخل وتحسين مستوى المعيشة والحصول على المكسب المادي في الصدارة بالنسبة للرجل.

      وعن أهم عوامل نجاح المبادرة، صاحبة المبادرة، فمن خلال القراءة التحليلية السوسيولوجية للصفحة الرسمية للمبادرة في: السمات الشخصية لصاحبة المبادرة، اتضح أن صاحبة المبادرة هي السر الأساسي لنجاح المبادرة، والتي تتسم بشخصية قيادية كاريزمية لديها درجة عالية من الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة الصعاب وتحمل المخاطر والتغلب على العقبات، كما اتسمت بقدرتها على التفكير المبدع الخلاق، حيث تقوم ح أفكار مبدعة وخلاقة بصورة مستمرة من أجل تحقيق أهداف عامة كالقدرة على التسويق والإنتشار، عن الطموح المستمر والقدرة على إدارة ومتابعة العديد من الأمور في آن واحد، ولديها درجة عالية من الطاقة والنشاط.

       كما اتسمت بقدرتها العالية على تكوين علاقات إجتماعية، حيث وصل عدد متابعي الصفحة الرسمية للمبادرة إلى أكثر من 32 ألف متابع في خلال عام ونصف، فضلاً عن انتشارها على مستوى وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، حيث أصبحت المبادرة في فترة وجيزة موضعاً لاهتمام الصحف والمجلات الرسمية وغير الرسمية، وكذلك في التليفزيون.

      وبسؤال بعض مدربات المبادرة ذكرن الفوائد المتحققة من الإنضمام للمبادرة، وإلى أي مدى استطاعت أن تحول النساء من قوة مستهلكة فقط إلى قوة منتجة، وأصبحن رائدات لمشروعات متناهية الصغر، بالاضافة الى تمكينهن مهنيا من خلال التدريب على صناعات حرفية يدوية، واقتصاديا حيث اصبحن رائدات اعمال لمشروعات مستقلة تديرها كامرأة بنفسها بالإضافة إلى المشاركة في معارض محلية ودولية بمنتجاتها التي تصنعها بنفسها، والقدرة على التحكم في مواردها وإدارتها بشكل مستقل، وبشرياً حيث إعادة استثمار قدراتها في تعليم وتدريب آخرين بتقنيات مبتكرة وآليات جديدة، فقد تم الاستفادة من عدد ست من النساء اللاتي تدربن في المبادرة في صناعة الحلي والجلود والديكوباج في التدريب أيضاً في أماكن مختلفة (الاسكندرية، المنصورة، الزقازيق).

      وتطلب «رحيمة» الإهتمام بالصناعات اليدوية وتوفير خاماتها بسهولة لأنّها تساعد كثير من الفئات العمرية المختلفة على خلق باب رزق جديد يُساعدها في زيادة الدخل: “بطلب من الدولة الإهتمام بالحرف اليدوية وتوفير أتوبيسات لنقل المُدربين للصعيد والقرى لتعليم المواطنات المصريات”.

      وعن الطموحات المستقبلية ذكرت رحيمة أنها ترغب بشدة في الوصول إلى الصعيد فقالت “نفسي جداً بس ده أمر في غاية الصعوبة ثقافياً ومادياً بالرغم من ان المرأة الصعيدية عندها ابداع بطبيعة الحال “بيئة المواهب” موروث من الأجداد وليس دخيل عليهم واعتبرهم قوى بشرية لا يستهان بها لكنها مهمشة ولديها مشكلات إجتماعية ونفسية وغير قادرة على أخذ حقها”

      كما ذكرت أنه لا تزال المؤسسات والهيئات غير قادرة على تفعيل دور المرأة في الصعيد وهناك قصور شديد في تقديم الخدمات، كما أن هناك بعض العادات السائدة في الصعيد تعد من أهم المعوقات التي تواجه الجهود المبذولة في مجال التنمية وتمكين المرأة.

      مع العلم أنه بزيادة التوعية وتمكين المرأة سوف تؤثر إيجابياً على العادات والتقاليد السائدة إلى الآن في الصعيد، والثقافات التي لابد أن تنتهي مثل مشاكل الميراث وختان الإناث والعنف ضد المرأة والزيادة الانجابية، فلابد من الاهتمام بالمرأة والطفلة والأنثى ومشاركتها في خطط التنمية ورفع درجة وعيها الإجتماعي وتعليمها والاهتمام بصحتها وتمكينها من اختيار البدائل فهذا يعد أحد متطلبات الدخول في النظام العالمي الجديد. 

      المشاريع الصغيرة في الصعيد سوف تحد من الفقر والبطالة وتدعم من المكانة الإجتماعية للمرأة، فمعظم البنات لديهم الكثير من الوقت والفراغ ولابد أن نستغل هذا الفراغ، فلو أنهم أحسنوا استثماره واستغلاله بشكل صحيح في مشروع ناجح ومربح وعوامل نجاحه مضمونة فسوف يدر عليهم أرباحا تحسن من وضعهم المادي والنفسي والإجتماعي وتجعلهم قادرات على مواجهة أعباء الحياة.

      ومن ثم اتضح من مقابلة صاحبة المبادرة ان هناك عدداً من الصعوبات التي تواجه المرأة الريادية والتي تتمثل في:

1- الصعوبات المادية، والتي تتمثل في ارتفاع أسعار المواد الأولية وتكلفة العمل مما سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة المنتج في التسويق.

2- مشكلات التسويق والتعامل مع العملاء، حيث يؤثر انخفاض مستوى المعرفة فيما يتعلق بالتسويق والتعامل مع العملاء.

3- صعوبة التعامل مع التجار للحصول على الموارد والمواد الخام لأنها غير متوفرة بالأسواق التجارية ولها مناطق متخصصة لبيعها، وفي بعض الأحيان يواجهن صعوبات في الوصول إلى هذه الأماكن والتعامل مع التُجار المسؤولين عنها.

4- المنافسة في مجال الصناعات اليدوية الصغيرة، حيث أن أداء قطاعات الصناعات الصغيرة التنافسي والإنتاجي يتصف بالضعف النسبي مقارنة بأداء الصناعات الكبيرة

5- عدم توفير مقرات ثابتة للمبادرة في القرى والنجوع في الصعيد: «نفسنا نوصل للصعيد وندرب الستات والبنات ونعلمهم صنعة يستفادوا منها».

      وفي نهاية الحوار أكدت رحيمة أن المرأة نصف المجتمع وأنها ذات قيمة كبيرة جداً فهي مصنع البشر على الأرض اختصك الله بانتاج البشرية، انتي الاذكى وانتي الأوعى انتي الأم والأخت والإبنة إذا صلحتي صلح المجتمع عليكي أن تكوني فاعلة ومنتجة في المجتمع وأوصت بما يلي:

1- على الهيئات الحكومية أن تعتبر المبادرات المجتمعية كمدخل تحفيزي لريادة الأعمال النسائية، والتي تسهم في تنمية الشعور بالتمكين مهنيا واقتصاديا واجتماعيا ونفسيا.

2- ضرورة توجيه الإهتمام من قبل المؤسسات الأكاديمية ومؤسسات المجتمع المدني ورجال الأعمال، من اجل العمل على تشجيع وتعزيز المبادرات المجتمعية وضرورة ادراجها ضمن خطط التنمية، وتوفير كافة أوجه الدعم المادي والبشري لسهولة الوصول إلى الموارد والتسويق المحلي والدولي.

3- ان المبادرات المجتمعية التي تدعوا إلى تمكين المرأة في حاجة الى المزيد من الدراسات المستقبلية للكشف عن العوائد المتوقعة منها والمعوقات التي تواجهها، ومدى التقبل الإجتماعي لها وتأثيرها على خطط التنمية القومية.

 

 

 

التعليقات مغلقة.