المستشار خالد السيد
على الرغم من أن المجتمع المدني يضم عددًا من المؤسسات والجمعيات التي تدافع عن الفرد وتهتم بشؤونه حسب ما تعكف عليه من دراسات وما تقدمه من خدمات قد تتلاشى وتضعف مع مرور الوقت ، إلا أنها من خلال منظور المفهوم النبيل للمجتمع المدني الكامن في أهداف محددة كضرورة تقليص الهوة بين الفقراء والأغنياء على سبيل المثال لا الحصر فهي تعد صمام أمان وعنصر تكميلي لدور الأحزاب السياسية وما تحققه النخبة السياسية ومطالب المجتمع المدني ، على اعتبار أن للأحزاب أيديولوجية مجتمعية وبرنامج عمل يسع تطبيقه لخدمة كافة أطياف المجتمع ، ففي الأخير تحكمها ضوابط ومعايير قانونية باعتبار الأحزاب السياسية جزءً من المجتمع المدني وهناك نوع من التكامل بين المجتمع المدني والأحزاب السياسية دون أن يعني ذلك المساس باستقلالية أحدهما عن الآخر ليبقى السير المثالي لعملية التواصل بين المجتمعين متوقف بالدرجة الأولى على منح أفراد المجتمع قسطًا وافرًا من الاستقلالية لا يفرض عليه مقابل ما يتلاقاه من خدمات ودون تأثير على التعبير عن مطالبهم ورغباتهم لخلق مناخ تسوده الديمقراطية. ويقع على عاتق الأحزاب السياسية الدور الأعظم لتحمل مسؤولية أكبر في إدارة شؤون المجتمع طواعية لمشاركة المواطنين بطريقة فعالة تهدف إلى تحقيق الصالح العام ومع تعدد الأحزاب السياسية في مصر وعراقة العمل السياسي ، وما تتمتع به من الحرية والديمقراطية تنوعت وتوسعت أنشطة بعض الأحزاب وشاركت منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في القيام بأعمالهاوتقديم خدماتها ما زاد من الحراك السياسي والاجتماعي ورفع مستوى الوعي السياسي والثقافي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع ، مما شكل صورة إيجابية عن الأنشطةالسياسية والاجتماعية الفعالة المتكاملة التي تقوم بها بعض الأحزاب ، من خلال الأنشطة الاجتماعية والتضامنية وتحملها قدر من المسؤلية المجتمعية في سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي الوقت الراهن وفي ظل ما تمر به البلاد تدافعت بعض الأحزاب في مد يد العون للشارع المصري وعملت جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية في تقديم الدعم ومساعدة غير القادرين على مواجهة ما يعانوه من قساوة الظروف الراهنة وتكثيف حملات تثقيفية توعوية لاجتياز الخطر الراهن بنجاح ، ولا أحد ينكر ما شهدناه من تضافر الجهود وتكاتف بعض الأحزاب وتوحيد الهدف نحو تحقيق التقدم لهذه الأمة وكل ذلك مرهون بمدى ديمقراطيتها داخل كل منها أولاً ثم فيما بينها أي قبولها التعامل والتجاور مع الآخـر ، ليشهد الواقع التاريخي تحولًا في تكامل أيدولوجية الحياة الحزبية رغم اختلاف توجهاتها والتعددية المشهودة بما يعكس مدى الحرية والمناخ الديمقراطي الذي باتت تستنشق عبيره تلك الأحزاب لتغرد حالمة بمستقبل أفضل تحت ظل قيادة رشيدة حكيمة أعادت للمصريين مجدهم وللعرب مكانتهم بين الأمم ، حفظ الله الجميع
المستشار خالد السيد مساعد رئيس حزب المصريين رئيس لجنة الشؤون القانونية بالحزب
التعليقات مغلقة.