موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

د. هبة عبدالعظيم تكتب: بين دراما القيم.. ودراما “التيك توك”

على مدار تاريخها كانت الدراما المصرية تحاول أن تناقش قضايا المجتمع بجدية بحيث تقدم حلولا لهذه القضايا والمشكلات تكون سهله التنفيذ وفي نفس الوقت تعالج المجتمع من بعض الظواهر والأمراض التي ربما تنتشر فيه فمثلًا نجد ما عالجته الدراما المصرية من المشكلات المجتمعية في الفترة التي ابتليت فيها مصر بالإرهاب فكان مسلسل العائله الذي كان يرسخ للمفاهيم والقيم بوسطية وثقافة وفكر فكان يفيد المجتمع، وكذلك غيره من المسلسلات التي استطاعت ان تنهض ببناء هذا المجتمع مثل مثلا مسلسل هند والدكتور نعمان الذي حاول ترسيخ المكانة المجتمعية الراقية للأستاذ الجامعي، والهيئة والقيم التي ينبغي أن يتحلى بها، ومسلسل المال والبنون وما كان فيه من أحداث أبرزت الصراع بين الرأسمالية والقيم الأخلاقية لتنتصر في النهايه القيم الأخلاقية على كل شيء وهذا كان دأب الدراما قديمًا في أنها كانت تنتصر للمنظومة القيمية والأخلاقية وترسخ لقيم المجتمع، لذا فقد عاشت هذه المسلسلات إلى الآن، وسيستمر رونقها إلى زمن قادم.

أما ما نشاهدة في الدراما اليوم تسبب في حاله الفوضى الأخلاقية التي انتشرت في أوساط كثيرة في مجتمعاتنا بسبب إبراز أهمية الجوانب المادية على حساب القيم والأخلاق، لأن المجتمع للأسف الآن يرى في بعض الأعمال الدرامية التي تضر بالمجتمع أكثر مما تفيد، بحجة أنها تناقش قضايا المجتمع وللأسف فإن هذه الأعمال وإن كانت تناقش بعض القضايا المجتمعية أو بعض مشكلات المجتمع، إلا إنها لم تقدم الحلول المثلى كما كانت تقدمه الدراما المصرية في السابق فوجد الناس في الدراما المعاصرة انتصار البلطجة على القيم الأخلاقية، والمجتمعية، وعلى العلم.،فانهارت منظومة العلم والتعلم وغابت القدوة في العلم والعلماء، أمام هذه المسلسلات التي رسخت للبلطجة، وغيرها من الأخلاقيات السلبية فتسببت في إخراج جيل لا يتذوق فنًا ولا غناءً ولا سينما ولا دراما ولا يتذوق أي شيء، فافسدت الذوق العام لتكون النتيجة انهيارات مجتمعية في الجانب السلوكي والخلقي، حيث جعلت من الجميع آلة يبحثون عن المال على حساب الأخلاق والأعراض فامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالبذاءات والمقاطع التي تنتهك الخصوصية في أدق تفاصيلها حتى من داخل غرف النوم، فلا يبالي الشخص أن ينشر فيديو له هو وزوجته، لذلك علينا النظر في ضرورة استعادة قيمنا الاخلاقيه من خلال محاولة الدراما في القادم استعادة دورها في الحلول للقضايا والمشكلات التي تناقشها.

التعليقات مغلقة.