موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

حوار خاص مع الفنانة المصرية التشكيلية ” مها زين الدين” ….. يجريه ياسر عامر

 

مها زين الدين : التعبيرية التجريدية الممزوجة بالفن الشعبي اسلوبي

الفن التشكيلي حياة روحي وغذائها

لكل مرحلة عمرية سماتها الخاصة سواء الجسدية والإدراكية او الانفعالية

 

أجري الحوار : ياسر عامر

 

استهلال لا بد منه : في هذا الحوار الذي اعتقد انه سيكون ممتعا شيقا مفيد لأبنائنا في بداية حياتهم وإبراز مواهبهم المختلفة، تعمدنا خلاله ان نبرز أهم السمات للفنان وكيفية تفاعله الايجابي مع المجتمع والبيئة المحيطة به، عرضت خلال الحوار أحد النماذج النسائية الشابة المتميزة ليس محليا فقط ولكن دوليا ايضا، وكيف استطاعت ان توازن بدقة فائقة بين حياتها الاسرية وتفوقها وتميزها الفني، بصورة فائقة مختلفة تجعل منها نبراسا للعديد من فتياتنا وبناتنا… وتستمر الفنانة محققة المزيد من النجاحات وتعليم المزيد من الفنانات الموهوبات وتستمر رحلة العطاء، ونستمر في إبراز تلك النماذج المشرفة .

تحياتي ياسر عامر ونتابع اللقاء …..

“مها حسين زين الدين “فنانة مصرية تعشق الفن وتعشق زرع حب الابتكار والإبداع في طلابها أو من يتدرب على يديها، فنانة تحول الخسيس إلى نفيس، التراب الي ذهب كما يقولون ، وبالبلدى “بتعمل من الفسيخ الحادق المملح شربات حلو مسكر” بل جعلت المئات من حولها يتفننون في ذلك.

الفنانة مها زين الدين يميل اسلوبها الي التعبيرية التجريدية الممزوجة بالفن الشعبي المصري الأصيل التي كانت أجواؤه المحرك الأول المثير لخيالها بجماله و رموزه الفطرية و ألوانه الجميلة،وهذا ما جعلها قريبة من قلب المشاهدين وطالباتها.

عبرت الفنانة عن ذلك بأسلوبها و مفرداتها التشكيلية مستخدمة كل ما أتيح لها من خامات بيئية توظفها في نسيج اللوحة بحيث تخدم فكرتها وتعبر عنها

نبذة بسيطة عن الفنانة:

الفنانة حاصلة علي بكالوريوس التربية النوعية شعبة التربية الفنية جامعة القاهرة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف

الأولى علي الدفعة عدة سنوات، معلمة متميزة في التربية الفنية، شاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية

حصلت الفنانة علي العديد من الجوائز والتكريم :

– منها الميدالية الفضية في مسابقة معرض التغيرات المناخية والاحتباس الحراري في بلجيكا وتكريمي فيها عام 2018.

– المشاركة في معرض المرأه والسلام بإيطاليا وتكريمها عام 2019.

– تكريم الفنانة عن مشاركتها في سمبوزيوم فضاءات من الحرية والسلام في الأردن مع العديد من الفنانين العالميين في ابريل 2018‪

– حصلت الفنانة على درع التميز في الفنون عن مشاركتها بمعرض افريقيا في قلب مصر المصاحب لمؤتمر نبذ العنف والإرهاب لمنظمة بان أفريكان موفمنت.

– عضوة نشطة وفعالة في العديد من المعارض المحلية والدولية التابعة لوزارة الثقافة المصرية.

 كما كرمت  الفنانة من قبل British Consul.

كرمت الفنانة في مسابقة السفارة الهندية عن ( لمحات من الهند) وذلك لفوز طالباتها بالمسابقة لعامين متتاليين

تكريمها من قبل مستشارة مادة التربية الفنية بوزارة التربية والتعليم على تميزها.

تم استضافة الفنانة في العديد من البرامج الثقافية في التليفزيون المصري للتحدث عن اعمالها و نشاطاتها وعرض الورش الفنية التي تقوم بها للتدريب علي استغلال الخامات المستهلكة في أعمال فنية منها:

– إستضافتها وطالباتها العديد من القنوات المحلية التابعة للهيئة الوطنية للأعلام (ماسبيرو)

– كما استضافتها عدد من القنوات الخاصة (ON TV- قناة النهار – قناة DMC

 والعديد من البرامج الثقافية قناه العربية الأخبارية) وذلك لعرض مبادراتها.

وللفنانة إنجازات كمعلمة للتربية الفنية:

– شاركت في العديد من المبادرات والمشاريع والبرامج المميزة وأثرها علي المدرسة والطالبات.

– إبراز مدرستها علي المستوى المحلي والدولي في مجال التربية الفنية.

– تجميل البيئة المدرسية، وورش تنمية الإبداع والابتكار.

– المشاركة في العديد من الأنشطة الفنية التابعة لتوجيه التربية الفنية و المسابقات التابعة لوزارة البيئة بالمشاركة مع وزارة التربية والتعليم علي مستوى الجمهورية والفوز بها مع طالباتها وكذلك الاشتراك في المسابقات التابعة لإدارة الموهوبين والتعلم الذكي والفوز بالمركز الأول.

– من أجمل مبادرات الفنانة استغلال المقاعد المهملة والمستهلكة وتحويلها إلي لوحات جدارية لتزيين جدران المدرسة وكذلك استغلال التالف منها في عمل سياج لأحواض الزهور المتهالكه بالمدرسة وتجميلها.

 ونتيجة مبادراتها ونشاطها فقد استضافتها وكتبت عنها الصحف الآتية:

 (اليوم السابع – الوطن – الأخبار – مجلة روز اليوسف _ جريدة الأهرام – مجلة هي ـ موقع مصراوى ـ مجلة الشباب وغيرها من المواقع الأخبارية الألكترونية) ومن الصحف الدولية (مقال بجريدة الوطن الخليجية 2015 – مجلة الميامه السعودية 2018…).

– المشاركة في العديد من المبادرات المجتمعية مع طالباتها في تجميل الشوارع المحيطة بالمدرسة وبعض الشوارع في الأحياء الفقيرة الشعبية برسم جداريات فنية.

– قامت الفنانة بالعديد من الورش لتدريب الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة.

لنشاطها الدائم المستمر فقد أختيرت الفنانة والمدرسة للمشاركة في برنامج حماية الطفل ضد العنف تحت رعاية التابع لهيئة الونيسيف. Terre des Homes

الفنانة التي رفعت اسم مصر عاليا كمواطن مصري مبدع متميز متفاعل ايجابي مع المجتمع ممكن تحكي عن رحلتك مع الفن ليستفيد الاجيال من تلك الرحلة الناجحة ؟

 

رحلتي مع الفن بدأت منذ الصغر عندما لاحظ والدتي اهتمامي بالرسم و شغفي به و كانت والدتي أكبر داعم لي و عملت علي صقل موهبتي و تنميتها و تشجيعي كذلك مدرسيني بالمدرسة عندما كنت طالبه وبعد حصولي علي الثانوية العامة توجهت للالتحاق بكليه التربيه النوعيه شعبه التربيه الفنيه و مع بدايه دراستي بها كنت شغوفة و محبة لكل المواد التي قمنا بدراستها سواء النظرية و العمليه و كان لذلك أثر في تفوقي بها طيله الأربع سنوات و حصولي علي المراكز الاولي في الترتيب بعد إنهاء دراستي منعتني ظروف زواجي و الأولاد من إكمال دراستي الجامعية و اضطررت للسفر مع زوجي للخارج فتره طويله و عندما عدنا للوطن عملت علي الرجوع لعملي بعد تعييني في مسابقة أوائل الخريجين بعد غيابي الطويل في الخارج مدرسه تربيه فنيه كما عدت للجامعة لاستكمال دراستي لاني احب مجال تخصصي جدا و انا الان في مرحلة الماجستير تخصص تصوير و الحمد لله في فترة وجيزة  حققت نجاح لا بأس به في مجال عملي كمدرسة تربية فنية لافت للأنظار وفنانه تشكيليه بمشاركتي في المعارض المختلفة

هل وجودك منذ الصفر في المملكة العربية السعودية وسط الأجواء الروحانية والمناظر الخلابة ايضا الطبيعية من جبال وصحاري وجمال اثرت في شخصيتك الفنية ؟

 

طبعا المملكه العربيه السعوديه اثرت في جدا وفي شخصيتي الي يومنا هذا خاصة أنها وطني الثاني فقد ترعرعت بها منذ صغري الي المرحلة الثانوية  و كان لي صديقات في منزله الأخوات من السعوديات كما اني تعلمت في مدارسها وكان له أثر كبير في تربيتي و تنشئتي الدينية خاصة فقد كنت احس الحمد لله أني أعي أساسيات  ديني وعقيدتي جيدا أكثر ممن كانوا في نفس جيلي و الحمد لله حفظت القرآن الكريم هناك بحكم دراستي و ايضا هي كبلد تتميز بالأمن والأمان والرخاء مما اثرت في حياتي و تنشئتي في بيئة هادئة صالحة دينية تعلمت فيها مبادئ الصدق و الأمانة و المسؤولية و إتقان العمل و مخافه الله في كل صغيره و كبيره.

 

كيف تؤثر الأحداث الجارية سواء محلية او عالمية علي شخصيتك الفنية ووجدانك؟

 أنا كأي فنان يعيش في مجتمع ما يؤثر و يتأثر بما يدور حوله من احداث جاريه ينفعل بها و يعبر عن انطباعاته اتجاهها فأحيانا تكون موضوعاتي موجهه للتعبير عن حدث معين واحيانا اخرى تكون معبرة عن شخصيتي و مشاعري او عن فكرة داخليه او انفعالات اخرجها علي سطح لوحاتي و في كلتا الحالتين تراودني أفكار اللوحات والعمل علي تطويرها أثناء العمل بها الي ان اصل الي مرحله اقتناعي بالعمل و خروجه للنور

 هل يستهويك الفن التجريدي أكثر ام الفن التشكيلي ؟ ولماذا؟

بالطبع يستهويني لان الفن التجريدي هو مدرسة من مدارس الفن التشكيلي المتعدده فلا حدود فيه في التعبير كل شيء مباح و قابل للتجديد مما يجعل الامر ممتع لي و يفتح آفاق لي في الخيال و الإبداع والانطلاق اللامحدود في التعبير و تستهويني رموزنا الشعبية لأنها تعبر عن أصولنا وجذورنا و مفرداتنا الشعبية غنية جدا و بأسلوبي الذي يميل الي التعبيرية التجريدية الممزوجة بالفن الشعبي المصري الأصيل الذي كانت أجواؤه المحرك الأساسي المثير لخيالي مزجت بينهم بالاضافة الى ان عملي كمدرسه تربية فنية ساعدني و أفادني كثيرا في استغلال الخامات الموجودة في البيئة حولي والقدرة علي توظيفها في لوحاتي بشكل يثري اعمالي و أعطي لها بعد اخر متفرد خاص بي.

 والفن التشكيلي بالنسبة لي هو حياة الروح هو غذاؤها فعند ممارستي للرسم لعدة ساعات متواصلة  او العمل مع طالباتي بالمدرسة لا أشعر بمرور الوقت لدرجة ان الجميع يستغرب انني حتي في غير أوقات الحصص  الدراسية اعمل مع طالباتي  الموهوبات بدون كلل او ملل او تعب احس اني بعالم اخر جميل فيه كل ما يداعب خيالي و احس بطاقة جميلة تنعكس علي او علي طالباتي عندما اكون معهن  فالفن بالنسبة لي حياه  و حياه جميله اعشقها

يميز أعمالك كما لاحظت بالتات لونية دافئة متنوعة هل قصدت ذلك في اعمالك ؟ ولماذا؟

فعلا يميز أعمالي بالتات لونية دافئة  خاصه بي كونتها لنفسي و لها دلالة روحية و انفعالية لدى  وأميل  إليها في أغلب لوحاتي فهي تنوعت بين الساخنه و البارده و لكن سيطر عليها اللون الأحمر بدرجاته المختلفة  لما يحمله هذا اللون من قوة و جرأة في التعبير و له دلالة روحية عندي فأنا أميل الي الألوان المبهجة القوية و تعبر عن ثورة من المشاعر و الانفعالات و الإقبال علي الحياة

ما شعورك بعد انهاء لوحة لك؟

 

إنجاز لوحة يعني لي حاله أردت التعبير عنها و أخرجتها و ترجمت أفكارها و مشاعره  و انفعالاته علي سطحها مستخدمة خاماتي 

 و الواني المختلفة في ذلك و باستمرار أنا في صراع و تفكير عميق و حوار مع نفسى و معها  أثناء عملي بها الي ان نصل الى مرحلة اقتناعي باتمامها و إشباع حالتي النفسيه و فكرتي بها فهي حالة استطعت التعبير عنها و إظهارها مترجمة في هيئه لوحه

 

هل المرحلة الفنية وشخصية الفنان وإدراكه تتأثر بالمرحلة العمرية ؟

 

بالتأكيد لكل مرحلة عمريه سماتها الخاصة سواء الجسدية والإدراكية او الانفعالية و بطبيعة الحال يجب ان يختلف تدريس الفن لكل فئة عمرية عن الأخري حسب ما يميزها ليحقق هدف التدريس مبتغاه و لا أعتقد انه توجد صعوبة في تدريس الفن لأي مرحله منهم شريطة ان يعي ذلك مدرس الفنون سمات المرحلة العمرية الجسدية والإدراكية و النفسية و الانفعالية و كيفية التعامل معها و ما يصلح من الفنون للتدريس لها و يتوافق معها و يحقق ما ينشده المعلم من أهداف التدريس المختلفة التي وضعها.

 

 

التعليقات مغلقة.