بقلم / جمال البدراوي .
رئيس الأتحاد الدولي للصحافة والأعلام والأبداع وتكنولوجيا الأتصال بلندن – رئيس تحرير وكالة تحيا مصر الأخبارية – مدير تحرير جريدة الجمهورية .
هناك نجوم وعبقريات يسطر التاريخ أسمائهم بيننا باحرف من نور بعد ان حفروا أسماءهم في ذاكرته رغما عن منحنيات وصعوبات وعراقيل الحياة وتجاوزوا المستحيل فلذلك كانت وستظل بيننا سيرتهم العطرة المليئة بتفاصيل تظهر لنا يوما بعد يوم ومن الصعب أبرازها أو أظهارها في وقت محدد وستبقي أبد الدهر بأذن رب العالمين ومن هؤلاء العبقريات بوطننا العربي في الأدب والثقافة وببلاط صاحبة الجلالة الصحافة نذكر علي سبيل المثال لا الحصر أساتذة لنا أضاءوالطريق بشموع المعرفة وبما صنعته أيديهم من إعجاز تخطي حدود الأنجاز علي سبيل المثال لا الحصر الأديب الكبيرعباس محمود العقاد وطه حسين وفي الصحافة محمد حسنين هيكل ومصطفي أمين وشقيقه علي أمين ومحمد التابعي واليوم التاريخ العربي يذكرنا بنجم كان وسيظل يعيش بيننا مع أساطين مهنة الصحافة منذ بدايتها حتي اليوم هوالكاتب الصحفي السعودي الكبير ..صاحب الجلالة في بلاط صاحبة الجلالة .. الراحل الباقي بيننا / ترك السديري الملقب بملك صاحبة الجلالة ( ملك الصحافة ) كما أطلق عليه هذا اللقب ملك من ملوك المملكة العربية السعودية هو جلالة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز ال سعود بأنه ( ملك الصحافة ) ليضعه في مصاف ملوك المملكة في أحد مجالاتها الأدبية والثقافية ليجعله متوجا بمملكة الصحافة الذي توجه عليها بهذا اللقب ولم يصل لهذه المنزله ولم يسبقه إليها غيره حتي الأن من خلال الأنتاج الغزير الذي خلفه والمكانة التي وصل لقمتها ولم يسبقه إليها أحد في وقتما كانت الصحافة الورقية وصعوباتها المعروفة وكتابة وحفرالحروف بالرصاص الملتهب التي كنا نحملها بين أيدينا وتحرق أصابعنا وكنا نستمتع بجمعها ولا تمنعنا درجات حرارتها عن الأستمرارية لكي تصل في النهاية للقارئ العزيز بعد المرور علي اللوائح المعدنيه قبل ظهورعالم الزنكات ثم النولون وبعدها الحاسب الألي والكمبيوتر وغيره من مئات أنواع رفاهية الصجافة التي تمكننا الأن من أرسال الكلمة التي كنا نجمعها ولا نحتمل لهيبها في لمح البصرإلي اليابان أو الصين وتجوب العالم في ثوان معدودة ونحن في الفراش والسديري من الذين حفروا أسمائهم بأحرف من نور ونار وكأنهم ينقشونها علي الحجر كما فعل أجدادنا الأولين الفراعنه وما عرفناه عن سيرتهم الخالدة منذ أكثر من 7000 سنه بنقوشهم علي جدران الأهرامات والمعابد وبالبرديات فهكذا خلف ملك صاحبة الجلالة ترك السديري من وراءه تاريخ لا ينسي ولا يستطيع كائن من كان أن يخفي شمس معرفته وغزير إنتاجه وأيضا كما يقال خير خلف لخير سلف فلقد خلف من وراءه أيضا إلي جانب التاريخ الصحفي والأعلامي أبناء له كانوا خير إمتداد له شاركوا في تسليط الضوء علي أعمالة من خلال مهرجان أفلام السعودية في نسخته التاسعة بمسرح “إثراء” ليكتسح الفيلم التسجيلي والوثائقي الجميع ويفوز بالمركز الأول والمكانة الذهبية بين الأفلام الوثائقية اليوم من خلال نجله الكاتب الصحفي والأعلامي / مازن ترك السديري الذي فتح خزائن أسرار والده لمنتجي ومخرجي وكتاب سيناريوالفيلم وأيضا كريمته الأديبة والكاتبة الروائية الكبيرة /هند ترك السديري فكانوا خير خلف لخير سلف فعلا لا قولا ولم ينقطع عمله قط بوجودهم وبوجود غيرهم المئات من الأبناء والتلاميذ حول أقطار الوطن العربي فالصحفي يجوب العالم وهو ببلده يكون له أبناء وتلاميذ وجماهير لاحصر لهم ولا يعرفهم ولا يلتقيهم ولعل كلمات وزير الإعلام سلمان الدوسري عن الفيلم الوثائقي الذي يحكي قصة تركي السديري أكثر تعبيرا وواقعية ..
وقال الوزير الدوسري”تابعت الفيلم الوثائقي الذي يتناول سيرة الراحل تركي السديري – رحمه الله -“هذا العمل يمثل رسالة توثيق ووفاء لقامة أمضت أكثر من 4 عقود في خدمة الصحافة والإعلام الوطني”. وأضاف الوزير : “أستاذي أبو عبدالله مدرسة صحفية عربية مهمة ترك بصمات خالدة في رسم ملامح صحافتنا صحفيًا وإداريًا ووالدًا للصحفيين”.
السديري من مواليد ١٩٤٧ وجده سليمان بن حسين كان أميرا لمدينه الغاط ،فعائلة السديرى تعود بنسبها إلى عامر بن بدران أمير الدواسر والذى يعود نسبه إلى أمير المملكة محمد بن تركى بن سليمان ابن حسين ابن احمد ابن عبد الله السديرى و من العائلات قريبة الصلة من عائلة آل سعود العائلة الحاكمة بالمملكة العربية السعودية وقد اشتهرت أيضا بالجود والكرم وغيرها من صفات العرب الحميدة.
..ومع العودة لفيلم ملك الصحافة فهو يضع مهنتنا علي طريقها ويجعلها من جديد صاحبة الجلالة بعد أن أمرضتها التكنولوجيا الحديثة فمهنتنا التي أرهقتنا وأتعبتنا في عشقها وجعلتنا نهيم بها عشقا وحبا ونتعبد في محرابها رغم ويلات الحياة وقسوتها جعلتنا نحب ونعشق بلا حدود بتعانق أفكارنا وترجمتها في كلمات علي صفحات الجرائد لكي تصل للقراء الذين هم أصل ثروتنا الحقيقيه فلولاهم ما كانت هناك صحافة ولولاهم ما كان هناك تقييم وتقدير وظهور وتتويج لملك الصحافة ملك صاحبة الجلالة.. ترك السديري ..
التعليقات مغلقة.