كتب محمد العبادى
ألقى المدير العام لمركز إرسيكا مَحْمُودْ اِرُولْ قِلِيجْ ندوة للمشاركين حول المخطوطات في مقر إقامة السفير التركى بالقاهرة في الدولة العثمانية.بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر.
خلال الندوة تم تقديم النسخة العربية من المخطوطة التركية العثمانية “عبر البشر في القرن الثالث عشر” التي كتبها محمد عارف باشا، سكرتير كفالالى محمد علي باشا ووالي تكيرداغ والتى عثر عليها د.مَحْمُودْ اِرُولْ قِلِيجْ في إسطنبول.
وفي حديثه أثناء الندوة اعطى الدكتور قِلِيجْ معلومات عن كتاب “عِبر البشر في القرن الثالث عشر” الذي كتبه محمد عارف باشا، كاتب كافالالي محمد علي باشا ووالي “تكيرداغ” في الدولة العثمانية، وذكر أن الترجمة العربية للكتاب وقد نشر العمل في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام.
وأشار إلى أن النسخة الأصلية من العمل محفوظة في جامعة إسطنبول كما قدم قِلِيجْ معلومات عن المخطوطة التركية العثمانية وقال إن المخطوطات هي علامة مهمة على ذاكرة الأمة.
وأوضح الدكتور قِلِيجْ أنهم يعملون أيضًا بشكل وثيق مع السلطات المصرية بشأن رقمنة وحفظ المخطوطات التركية العثمانية مضيفا أن هذا العمل يقدم معلومات مباشرة عن جهود كافالالي محمد علي باشا ومحمد عارف باشا في نشر اللغة والثقافة التركية في مصر.
وفي كلمته في الندوة أشار الدكتور قِلِيجْ إلى أن مكتبة السليمانية في تركيا والتي تضم أكبر مجموعة من المخطوطات في العالم الإسلامي تعتبر نَظَيرًا لمكتبة دار الكتب المصرية. وقال أن تركيا ومصر من أهم الدول في مجال تبني المخطوطات والحفاظ عليها، وأن البلدين يملكان أغنى مجموعات المخطوطات العربية في العالم الإسلامي.
وتابع الدكتور قِلِيجْ قائلا إن هذا يرجع الى الموقع المركزي للبلدين في التاريخ والحضارة الإسلامية، حيث استضافتا العديد من السلالات والعائلات والحضارات عبر التاريخ، فضلاً عن كونهما عاصمتين للعديد من البلدان في عصرهما.
ولذلك، فإن كل من تركيا ومصر لديهما تراث ثقافي فريد من نوعه ومكتبات مليئة بالمخطوطات.
وفي هذا السياق، أضاف الدكتور قِلِيجْ أن عدد المخطوطات الإسلامية في العالم اليوم يقدر بأكثر من مليون وخمسمائة ألف مخطوطة، وأن هذه المخطوطات موزعة في ألفين وخمسمائة مجموعة مختلفة في مائة وستة بلدان، وتقع في أكثر من 100 دولة. أكثر من ألف وثلاثمائة مدينة.
وردا على سؤال حول إمكانية ترجمة المخططات التي في الأرشيف العثماني الى اللغة العربية قال الدكتور محمو أرول قليج أوضح ان احد منشورات مركز ارسيكا يسمى البلاد العربية في الوثائق العثمانية وبسبب هذا سجلت على سبيل المثال كل شارع وزقاق في فلسطين حتى ان الكيان الصهيوني ادعى انه لا توجد أي وثيقة تثبت ملكية العرب لحرم المسجد الأقصى ونحن وقد طلب منا الفلسطنيين هذه الوثيقة وارسلناها لهم.
وفي هذا السياق، ألقى سفير الجمهورية التركية في القاهرة صالح موطلو شن كلمة في الندوة وأعرب عن سعادته بتنظيم مثل هذه الندوة المفيدة بمشاركة الدكتور مَحْمُودْ اِرُولْ قِلِيجْ ، وقال إن العمل ” عِبر البشر في القرن الثالث عشر” هو المصدر الأصلي للفهم الصحيح للتاريخ المصري التركي المشترك وأن النسخة الأصلية من هذا العمل أحضرت إلى القاهرة في عهد الملك فؤاد وتم حفظها ونسخها وترجمتها إلى اللغة العربية ولكن بعد ذلك نسيت وفقدت. معربا عن شكره للدكتور محمد سرحان الذي ترجمها إلى العربية.
وأضاف السفير صالح موطلو شن أنه متأكد من أن هذا العمل سيحظى باهتمام كبير من الأجيال الشابة مؤكدا أن الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر بدأ بهذه الندوة في القاهرة.
وأشار السفير شن إلى أن وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي سيقوم بزيارة رسمية إلى تركيا في 4 فبراير 2025، وأنه سيتم إقامة حفل لتسليم قطعة أثرية مصرية إلى تركيا خلال هذه الزيارة، مضيفًا أن الزيارة ستكون حدث ثقافي بين مصر وتركيا، وأعرب عن اعتقاده بأن هذا الحدث سيقدم إسهامات كبيرة في تطوير العلاقات