بقلم: الإعلامية نيرة رفعت
لا يمكن الحديث عن بناء مجتمع قوي ومتماسك دون التوقف أمام الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في صياغة هذا البناء. فالمرأة ليست فقط نصف المجتمع من حيث التعداد، بل هي العمود الفقري الذي يربط الأجيال ببعضها، والمعلمة الأولى التي تغرس القيم والمبادئ في النفوس منذ المهد.
على مر العصور، أثبتت المرأة أنها قوة لا يستهان بها، ليس فقط داخل البيت والأسرة، ولكن أيضًا في ميادين العمل والإبداع. ففي داخل الأسرة، المرأة هي صانعة الأجيال، المربية التي تنشئ أبناءها على القيم الإنسانية والوطنية، ما يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات العصر.
أما خارج الأسرة، فالمرأة اليوم تشارك في كل مجالات الحياة، سواء في السياسة، الاقتصاد، التعليم، أو الطب، وتساهم بفاعلية في وضع اللبنات الأساسية لتقدم المجتمع. ولنا في التاريخ شواهد كثيرة لنساء كن رمزًا للنهضة والعطاء، أمثال هدى شعراوي، صفية زغلول، وغيرهن من الرائدات اللواتي صنعن فارقًا في مجتمعاتهن.
إن تمكين المرأة، سواء من خلال التعليم أو منحها الفرص العادلة في سوق العمل، هو السبيل لتحقيق التنمية المستدامة. فالمرأة المتعلمة والمثقفة قادرة على اتخاذ قرارات صائبة، تؤثر بشكل إيجابي على أسرتها ومجتمعها.
اليوم، ونحن نعيش في عالم مليء بالتحديات، فإن تمكين المرأة ودعمها هو واجب وطني وإنساني. يجب أن ندرك جميعًا أن المساواة ليست فقط حقًا للمرأة، لكنها أيضًا استثمار في مستقبل مشرق للمجتمع بأسره.
ختامًا، فإن المرأة ليست مجرد عنصر في معادلة البناء، بل هي القوة الدافعة التي تضمن استمرار عجلة التقدم والتطور. وكما قال نابليون: “إذا أردت أن تنهض أمة، فعليك بتمكين نسائها”. لذلك، دعونا نمضي قدمًا نحو تمكين المرأة وإعطائها المساحة التي تستحقها لبناء مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا.