اللواء محمود ضياء يكتب .. تحصين العقول
بداية إسمحوا لى أن أهنىء المصريين جميعاً قيادة وحكومة وشعباً بمناسبة الذكرى السابعة والأربعون لنصر أكتوبر المجيد سائلاً المولى عز وجل أن يعيدها علينا وعلى مصر والأمة العربية بالخير واليمن والبركات ودائماً فى سمو وتقدم ورقى.
بالرغم من إبتعادى لفترة قاربت العامين عن الكتابة لإنشغالى بالعمل الذى يأخذ جل وقتى إلا أن ما رصدته وإستشعرته بحسى الأمنى من خبرتى السابقة بالعمل فى أحد أرقى الأجهزة الأمنية بالدولة والذى تعلمت فيه من قادة عظماء يحملون على عاتقهم اليوم شرف النهوض بالدولة المصرية وحماية الأمن القومى المصرى إستنفر طاقاتى لتوعية المصريين خاصة الشباب من أبنائنا إرتباطاً بقلة خبرتهم فى كشف الحقائق والتمييز بين الحقيقة وما يتم تزييفه وتشويهه من إنجازات تشهدها مصر خلال الفترة الأخيرة وشهد بها القاصى والدانى فى محاولات يائسة لعرقلة مسيرة التنمية والتقدم التي يقودها إبن مصر البار والمؤسسة العسكرية الرئيس عبدالفتاح السيسى سعياً منه لوضع مصر فى مكانتها اللائقة بين دول العالم.
لقد لاحظت هجوم محموم من أعداء الوطن لتغييب وعى المواطنين وقلب الحقائق والتقليل من الإنجازات وجهود الدولة فى محاربة الفساد والفاسدين وتطوير البنية الأساسية والقضاء على العشوائيات وإنشاء مدن جديدة ومصانع ومواصلة سعيهم لإستعادة حالة عدم الإستقرار التى عاشتها مصر منذ عدة أعوام ولكن أقول لهم هيهات أن تستطيعوا ذلك وقد أكد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة فى حيثه لقوى الشر كما يخاطبهم دائماً أن ما حدث منذ عدة سنوات لن يتكرر ومن يقترب من مصر هيشيله من على وش الأرض وهو يراهن دائماً على وعى المصريين وإلتفافهم حول قيادتهم ودفاعهم عن ما تحقق من إنجازات.
أعزائى المواطنين دعنا نتفق سوياً فى البداية أن الفرد هو المسئول الأول عن الأمن والحفاظ على أمن وطنه فالفرد أساس الأمن لذا أؤكد على أهمية التنشئة الصحيحة للنشء وهنا أؤكد على ضرورة عودة الأدوار التى تراجعت لأقصى درجة وهى دور الأسرة والمدرسة “فحينما كنا صغار كانت المدرسة تقوم بدورها الأساسى فى تربية وتعليم النشء الولاء والإنتماء والأخلاقيات وكنا ننصرف من أرض الطابور على أناشيد إسلمى يا مصر أننى الفداء، ويا أغلى إسم فى الوجود، ولن أتحدث عن الأغانى التى ينصرف أبنائنا عليها الأن” وكذا دور المؤسسات الدينية “المسجد والكنيسة” ومراكز الشباب ووزارتى الثقافة والإعلام فى تكريس الهوية الوطنية وروح الولاء والإنتماء للوطن والتوعية من مخاطر المحاولات المستمرة للنيل من الوطن من خلال التشكيك فى الإنجازات من جانب وبث الشائعات من جانب أخر، وهنا أؤكد بصورة رئيسية على دور الإعلام فى نشر الحقائق والتعريف بالإنجازات التى تتم على أرض مصر ليعرف القاصى والدانى ماذا يحدث من تطور وإنجازات أولاً بأول ولانتركه فريسة لقوى الشر التى تهدف لتغييب عقول المواطنين خاصة الشباب لكى تنشأ أجيال تفقد الإنتماء للوطن وبذلك يسهل إختراقه.
وعلى سبيل المثال ونحن الأن نحتفل بذكرى إنتصارنا فى حرب أكتوبر 1973 نجد بعض أعداء الوطن يحاولون التقليل من هذا الإنتصار العظيم الذى أعاد للعرب جميعاً عزتهم وكرامتهم، وهنا أوضح لأبنائى أنه بقليل من التفكير العقلانى لو لم نكن إنتصرنا إذا لماذا التغيير الذى حدث وجعل الإسرائيليين يهرولون للتوقيع على إتفاقية السلام مع مصر، وأذكركم أبنائى أنه حينما كان الرئيس الراحل أنور السادات يدعوا للسلام قبل الحرب كان يتم الرد عليه بأن السلام للأقوياء وأن المهزوم ليس له الحق فى الدعوة للسلام [أبرز ما قاله هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى فى ذلك الوقت “نصيحتى للسادات أن يكون واقعياً فنحن نعيش فى عالم الواقع ولا نستطيع أن نبنى شيئاً على الأمــانى والتخيلات الواقع أنكم مهزومون فلا تطلب ما يطلبه المنتصر
لابـد أن يكون هناك بعـض التنازلات من جانبكم حتى تستطيع أمـريكا أن تساعدكم لابد أن تغيروا الـواقع الـذى تعـيشـونه فيتغير بالـتبعـية تناولنا للحل، وإما أنكم
لا تستطيعون وفى هذه الحالة لابد من إيجاد حلول تتناسب مع موقفكم غير الحلول التى تعرضونها] ، ولكن حينما لقنا العدو الغاشم درساً لن ينساه، وقلبنا كل موازين القوى العسكرية فى العالم حيث مازالت خطط حرب أكتوبر وخطة الخداع الإستراتيجى
وما فعله المصريون يدرس فى أعرق المعاهد العسكرية حتى الأن، حينئذ حينما عرض السادات السلام هرولوا إليه ينشدون السلام وإستعادة مصر كامل أرضها دون إراقة قطر دم لجندى مصرى.
ومن هنا أؤكد أن وسائل الإعلام أصبحت تمارس دورًا جوهريًا فى إثارة إهتمام الجمهور بالقضايا والمشكلات المطروحة، حيث تعد وسائل الإعلام مصدرًا رئيسًا يلجأ إليه الجمهور فى إستقاء معلوماته عن كافة القضايا السياسية، والثقافية، والإجتماعية بسبب فاعليته الإجتماعية وإنتشاره الواسع، فالإعلام بقدرته على الحراك ومخاطبة القسم الأعظم من المجتمع ، يمتلك الإمكانية على التأثير الذى لا يأخذ صورة مباشرة وإنما يقوم بتشكيل الوعى الثقافى والسياسى والإجتماعى بصورة غير مباشرة، وبوتيرة متسارعة غير ملحوظة دون مقدمات.
إن الأهداف الإستراتيجية للإعلام والتى ترتبط بالأمن القومى يجب أن تتضمن (المساهمة فى تحقيق التنمية الشاملة – المعاونة فى إرساء الديمقراطية وتعزيز الوحدة الوطنية – توفير المعلومات الصحيحة للشعب وكافة الجهات الحكومية فى الوقت المناسب – تأصيل الروح الوطنية وإذكائها فى مواجهة التحديات التى تواجه البلاد – المساهمة فى تكوين الرأى العام المستنير، وتشكيل الذوق العام الذى يرتبط بالقيم الأصيلة للمجتمع، وبالإتجاهات الحضارية التى تتناسب مع هذه القيم – تعميق التمسك بالقيم الدينية والقومية والوطنية – 00).
وإذا كان الأمن القومى يتعرض، إلى محاولات لإختراقه وإضعاف بنيانه فإن التوعية المستمرة، والتى يلعب الإعلام فيها دوراً رئيسياً بإعتباره وسيلة الإقناع بالجوانب الغامضة من هذه الحروب والتى من أهم تهديداتها (محاولات الإختراق الثقافى والحضارى وتضليل المواطنين بدعاوى ظاهرها السماحة والبراءة والدعوة إلى القيم النبيلة، وباطنها السموم والتضليل والخداع – الدعاية والحرب النفسية التى تشن من خلال وسائل الإعلام ووسائل ما يسمى بالتواصل الإجتماعى وهى فى الحقيقة إنفصال إجتماعى وليس تواصلاً المعادية بهدف النيل من الروح المعنوية للشعب وقواته المسلحة وتفتيت تماسك جبهته – محاولات زعزعة الثقة فى القيادة السياسية بقلب الحقائق وفبركة وتزوير فيديوهات وصور غير حقيقية – وخلافه 00).
وقد ساهمت الفترة الماضية منذ أحداث الخامس والعشرين من يناير 2011 وما تلاها فى زيادة مساحة الحرية التى إستفادت منها وسائل الإعلام المصرية، وتحديدا وسائل الإعلام الخاصة، والتى للأسف أساء البعض منها إستخدام تلك الحرية 00 الأمر الذى أدى إلى إتسام الإعلام غير الواعى ببعض السمات السلبية والتى يعد أبرزها (الإستقطاب من خلال الترويج لأفكار وتوجهات معينة تستهدف عرقلة خطط التنمية وإثارة المواطنين – عدم إحترام خصوصية الأفراد – شخصنة القضايا التى يتم مناقشتها إعلامياً – إثارة مشاعر الجمهور المشاهدين للحفاظ على نسب المشاهدة العالية للبرامج التلفزيونية بفبركة بعض الأخبار – عدم الحيادية فى تقديم الخطاب الإعلامى – التناقض الشديد فى المواقف والرؤى التى يتم عرضها إعلامياً).
وحتى لا أطيل عليكم وللحديث بقية إن شاء الله يجب علينا جميعاً أن نتكاتف ونصطف خلف قيادتنا السياسية الواعية والمدركة لأبعاد الأمن القومى وتعمل جاهدة للحفاظ عليه، وأن نأخذ المعلومة من مصدر موثوق ولاننجرف وراء الشائعات المغرضة وقبل أن نقوم بإعادة إرسال الرسائل التى تصلنا عبر مواقع الدمار والإنفصال الإجتماعى “التواصل الإجتماعى” نتحرى الدقة ونتأكد من مصداقية هذه الرسائل حتى لا نثير حالة من اللغط والبلبلة والضبابية وعدم الإستقرار، لنفسح المجال لإخواننا وأبنائنا بالأجهزة الأمنية للتفرغ للتعامل مع أعداء الوطن دون أن نزيد الأعباء عليهم ونستنزف طاقاتهم لحفظ الأمن داخل البلاد، فيكفيهم ما يواجهونه لمحاربة الإرهاب.
حفظ الله مصر وجيشها الأبى وشرطتها الباسلة
التعليقات مغلقة.