بقلم : أحمد طه عبد الشافي
أنك تحتاج إلى التعبير عن المشاعر التي راودتك حول أحداث الماضي سواء كانت سعيدة أو سيئة قبل أن تتمكن من النسيان ومع أن هناك تجارب مؤلمة مررت بها في الماضي إلا أن هناك ذكريات جميلة كذلك إذ يمكن أن يساعدك الكشف عن مشاعرك المكبوتة سواء كانت سعيدة أو سيئة على التخلي عن الماضي والتركيز في الحاضر
وعند الألم نطرق كل أبواب النسيان فالبعض يبكي كي ينسى والبعض يضحك كي ينسى والبعض ينام كي ينسى والبعض يتحدث بصوت مرتفع كي ينسى والبعض يصمت كي ينسى والبعض يخون كي ينسى وهو أسوأ أنواع المحاولات لأنه بداية الألم وليس نهايتها
ومن الصعب أن تنسى من تحب والأصعب أنك تحاول نسيانه فإنك اذا حاولت أن تنسى فأنت تكذب على نفسك مهما كانت أخطاء الحبيب سوف تسامحه لأن هناك أشياء جميلة عشتها مع من تحب ومهما ابتعدت عن هذه الأشياء سوف تتردد عليك طيوفه ولن تدعك تنسى
ولكن الوقت ينسي الألم ويطفئ الانتقام هو بلسم الغضب ويخنق الكراهية فيصبح الماضي كأن لم يكن
يا صاحبي اذا اكتشفت أن كل الابواب مغلقة وأن الرجاء لا أمل فيه وأن من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه والقاها في سراديب النسيان هنا فقط اقول لك إن كرامتك أهم كثيراً من قلبك الجريح حتى وإن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح فلن يفيدك أن تنادي حبيباً لا يسمعك وأن تسكن بيتاً لم يعد يعرفك أحد فيه وأن تعيش على ذكرى إنسان فرط فيك بلا سبب في الحب لا تفرط فيمن يشتريك ولا تشتري من باعك ولا تحزن عليه فأن قلبك لا يباع ولا يشتري
البشر جميعهم يخطئون ويصيبون في مراحل معينة من حياتهم لذلك إن خير خطوة للتصالح مع الماضي مسامحة النفس عما مضى أي يمكن أن يكون الندم شيئا جيدا إلى حد ما عندما يثير الشعور بالذنب المثمر ويعلمك شيئًا يمكنك من المضي قدما فيه ولكنه إذا حول حياتك إلى جحيم وتوتر فلا فائدة منه
كما ان النسيان هو نعمة من الله تعالى وهو شكل من أشكال الحرية فولا نسياننا لمواقف أزعجتنا أو سببت لنا مشاكل في حياتنا ولولا نسياننا لأشخاص آذونا لما تمكنا من الاستمرار بالحياة
عش وخذ من الحياة كل ما هو جميل وأترك القبيح منها
التعليقات مغلقة.