فلسطين _ قطاع غزة
بقلم: عبدالهادي سمير زكي البحيصي
أن أي سياسة لا توجد فيها عدالة اجتماعية تعتبر سياسة خاطئة تضر بالمجتمع الإنساني وتفقده قدرته على تحقيق أهدافه السامية . منذ نشأت التاريخ البشري كانت العدالة الاجتماعية الميزان الذي تنهض به الممالك والامبراطوريات والدول وكان الظلم الاجتماعي يضعف البناء الاجتماعي لكل المجتمعات من ممالك وامبراطوريات ودول . ومن الناحية الدينية نادت كل الديانات السماوية والأنبياء بالعدالة الاجتماعية ووضعتها بعد التوحيد في المراتب الأولى وحتى أن الدعوات الدينية انحصرت مع الظلم الاجتماعي ولا يوجد سبب سياسي للظلم الاجتماعي . لقد طالب الناس النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالعدالة الاجتماعية والدعوة كانت محاطة بالأخطار والأعداء وعندما دعى الرسول صلى الله عليه وسلم في غزة بدر وقال ” اللهم أن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلن تعبد في الأرض أبدا ” ، وأقر النبي الكريم العادل بالعدالة الاجتماعية ، فلا يوجد أي سبب دنيوي مهما كان يدعو للظلم الاجتماعي فكيف يقوم البعض بالظلم الاجتماعي باسم الدين والعالم به مليار ونص مسلم فليس هناك حجة دينية بالظلم الاجتماعي ، لعن الله قومٍ أضاعوا الحق بينهم . أن العدالة الاجتماعية هي نظام اقتصادي واجتماعي يهدف إلى إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع وتصف فكرة المجتمع الذي تسود فيه العدالة في كافة مناحيه ولا يوجد سبب لتفاوت نسب الصرف بين قطري الوطن فلسطين خلال الأربع سنوات الماضية فالأثار الاجتماعية والاقتصادية والنفسية المدمرة على الموظفين ونساءهم وأطفالهم لن يتم علاجها في مدة قصيرة من الزمن بل تحتاج إلى عشرات السنين . يا سادتي لقد تعرض أطفال كوريا الشمالية لسوء التغذية بنسبة 50% في مرحلة زمانية صعبة مرت بها وهكذا تعرض أطفالنا في ضوء الدستور الذي يكفل لهم حقوقهم لسوء التغذية والحرمان نعم أنه الحرمان بأسوء تفاصيله ومعانيه ، كم من طفلً بكى ليالٍ من ألم أسنانه دون أن يجد والديه ثمن لعلاجه في العيادات الخاصة كم من طفل ذهب إلى مدرسته بثياب مقطعة وأحذية بالية وحقائب ودفاتر وأقلمه مهترئة ويطلب منه غناء النشيد الوطني ، كم من المسنين الذين لم يجدوا ثمن الدواء أو أدوات الاحتياجات الخاصة الباهظة الثمن . ماذا فعلت بنا هذه السياسة منذ أوائل العام 2017 سياسة تفاوت النسب في صرف رواتب الموظفين لشطري الوطن هل هذه سياسة ممنهجة أم هي سياسة عفوية ماذا سوف تكتب كتب التاريخ عن هذه الفترة السوداء من تاريخ النزاعات الداخلية السياسية الفلسطينية كيف سوف يوثقها المؤرخين المحايدين ، لن يرحم التاريخ أحد سيضع كلاً في مكانه ، قد لا تكتب كتب التاريخ آهات المعذبين وحرمان الأطفال وضياع مستقبل الشباب ولكن ستكتب المملكة العليا في مملكة العدل عند ألهً قدير . لقد قامت سياسات صهيونية بجعل الفلسطينيين يعيشون أنماط استهلاكية تفوق قدراتهم الاقتصادية الغير مستقرة بسبب الاحتلال والحصار ومقابل ضخ الأموال لهذه الأنماط الاستهلاكية يطالبون بمواقف سياسة معينة . هل كانت سياسات بما يعرف بالتقاعد الإجباري وسياسة تفاوت نسب صرف الرواتب للموظفين العموميين لأسباب ولنزاعات سياسية فلسطينية فلسطينية أم كانت بإملاءات إقليمية بعد عداء السعودية لقطر ومحور الإخوان وتركيا أم هذا لإرجاع غزة إلى حضن الوطن . أن الانقسام لعب دور كبير في غياب العدالة الاجتماعية عن المجتمع الفلسطيني إذ تضررت كثير من الفئات المهمة داخل المجتمع الفلسطيني فلذلك لتحقيق العدالة لابد من أنهاء مهزلة الانقسام الفلسطيني ، أن عدم العدالة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع ستأثر على كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والتي من خلالها يتم العبور السليم بالمجتمع إلى الاستقرار . أن العدالة الاجتماعية تعمل على تقوية النسيج المجتمعي الفلسطيني وتعمل على إيصال الخطط التنموية قصيرة وبعيدة المدى إلى الفئات المستهدفة ، العدالة الاجتماعية يسود بها العدل والمساواة والنزاهة والشفافية التي تعمل على تقوية أواصر المجتمع وتهيئة الأفراد للقيام بواجباتهم الاجتماعية على أكمل وجه . العدالة الاجتماعية تعني الرجل المناسب في المكان المناسب والعدالة الاجتماعية تعمل على تقوية قطاعات الصحة والتعليم والقضاء ، أن العدالة الاجتماعية هي أساس كل نهضة ويحتاجها مجتمع يسعى للتحرر من نير الاحتلال يجب أن تكون هي الوسيلة والغاية التي نحقق بها أهدافنا المشروعة فبدون العدالة الاجتماعية ستطول جولات التحرر . أنا ومعي المستقبل كله نلوذ بكم ونلجأ إليكم فأغيثونا …… أغيثونا ……
التعليقات مغلقة.