من الشخصيات الهامة والمؤثرة فى حياتى الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس في حربي الاستنزاف وأكتوبر ذلك السياسى الحصيف والعالم المسلم المتصوف الذى تشع نورانيته وسماحته لتضئ كل من حوله وبداية معرفتى بشيخ المجاهدين حافظ سلامة منذ بداية التسعينات ومنذ ذلك الوقت بدأت علاقته الأبوية تظهر لى من خلال لقاءاتى الصحفية العديدة معه بمدينة السويس.
والشيخ حافظ سلامة ولد في 6ديسمبر عام 1925أثناء الاحتلال الانجليزى وكنت الأبن الرابع لوالده الذي كان يعمل في تجارة الأقمشة.وبدأ تعليمه بكتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والدينية والثقافة العامة وشارك في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس وكان لى دور اجتماعي وسياسي ونضالي بارز حيث ساهم في دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائية والتعبئة العامة للفدائيين
.بعد نشوب الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وقوات الحلفاء
أصبحت السويس أحد مناطق الصراع بين القوتين واقعة تحت الاحتلال الانجليزي آنذاك
وكانت هجرة أهالي السويس ومنهم عائلة الشيخ حافظ سلامة والذي رفض أن يهاجرمعهم وفضل البقاء في السويس وكان عمره آنذاك 19 عاما وكان يوفرالنفقات من إدارة محل الأقمشة الذي يمتلكه والده ويرسل الأموال للعائلة التي هاجرت إلى القاهرة.وشاهد الحرب الدائرة بين القوتين في السويس وقدم دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين
وحكى لى الشيخ حافظ سلامة قائلا :نجحت في أقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود عقب 67والاستعداد لحرب عام 1973م وتركز على فضل الجهاد والاستشهاد وأهمية المعركة مع اليهود. والأستعداد لحرب وكانت هذه القوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر
وقد نجحت القوافل نجاحًا كبيرًا فصدر قرار بتعميمها على جميع وحدات الجيش المصري في طول البلاد وعرضها كنوع من الاستعداد للمعركة الفاصلة مع اليهود
تعد قيادتى لعمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس بدءًا من يوم 22أكتوبر 1973م هي المحطة الأهم في حياتى حيث تسللت إسرائيل إلى غرب قناة السويس في منطقة الدفرسوار القريبة من الأسماعيلية بهدف حصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة وتهديد القاهرة وأحتلال مدينة السويس بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية حتى تجد ما تفاوض عليه في اتفاقية وقف القتال وأسلمت القيادة الأسرائيلية هذه المهمة إلى الجنرال أدان الذي وجه أنذار إلى محافظ السويس بالأستسلام أو تدمير المدينة بالطيران الأسرائيلي وكان معى عدد من القيادات الشريفة المجاهدة ومعه جميع أبناء المدينة قرروا رفض تسليم المدينة واستمرار المقاومة مهما كانت الظروف ووقفت على منبر مسجد الشهداء لأعلن بدء عمليات المقاومة.وتعرضت المدينة لحصار شديد من القوات الإسرائيلية وقصف مستمر من الطائرات وتقدمت إلى المدينة 200 دبابة وكتيبة من جنود المظلات وكتيبتين من جنود المشاه بعربات مدرعة وعلى الرغم من موافقة إسرائيل على قرار
بوقف إطلاق النار إلا أنها لم تلتزم بقرار ثان لنفس المجلس وواصلت مجلس الأمن هجومها على المدينة وأقتحمت قوة من الجيش الأسرائيلي مبنى قسم شرطة الأربعين وحاصرته بدباباتها ومدرعاتها إلا أن رجال المقاومة تصدوا لها مع عدد من رجال القوات المسلحة في معركة دامية كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات العدو ومدرعاته التي اقتحمت المدينة وسقوط عدد من رجال المقاومة شهداء وبدأت أعداد القتلى والجرحى الأسرائيليين في التزايد بإيدى القوات المسلحة ورجال ونساء وأطفال السويس حتى تم اندحار القوات الإسرائيلية عقب أكبر هزيمة لمعركة الدبابات
حيث فقدت إسرائيل فيها 76 دبابة ومصفحة بأسلحة المقاومة.ويصف
رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقتها سعد الدين الشاذلى الدور قائلاً: إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية إمام وخطيب مسجد الشهداء أختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة. وحكى لى حكاية انضمامه إلى جماعة شباب محمد عام 1948م والتي أنشأها مجموعة من الأشخاص المنشقين عن الأخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة وقال لى فى أحد حوارتى الصحفيه معه شاركت من خلال تلك الجمعية في النضال الوطني الإسلامي في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي وبعد أنضمامى بفترة قصيرة أعلن قيام دولة إسرائيل في نفس العام وإعلان الجيوش العربية للحرب وأردت التطوع في صفوف الفدائيين والسفر إلى فلسطين ولكن قيادة جماعةشباب محمد طلبيت عدم السفرباعتبار العدو الحقيقى لا يزال مرابطا فى مصر فشكلت أول فرقة فدائية في السويس كانت مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية المرابضة على حدود المدينة والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر وكان يتم تسليمها للمركز العام للجمعية في القاهرة لتقوم هي بعد ذلك بتقديمها كدعم للفدائيين في فلسطين. وبعد قيام ثورة23 يوليو وتحديدا فى فترة الستينات أصدرالرئيس جمال عبدالناصر
قرارا بحل جمعية شباب محمد وإغلاق صحفها على خلفية مقالات تهاجم فيها العلاقات السوفيتية المصرية.
توفي الشيخ حافظ سلامة عن عمر يناهز 96 عامًا وكان يمارس حياته الطبيعية حتى قبل وفاته بالذهاب إلى مسجد الشهداء ليؤدي الصلوات سيرًا على الأقدام. تاركا خلفه العديد من الأعمال الوطنية والخيرية والتطوعية التي حققها خلال مسيرته في حياته.
القادم بوست
التعليقات مغلقة.