موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

«الرحيل المر» 

ناصر السلاموني

 

 

بقلم _ ناصر السلامونى

 

إننا نتأكد أن هناك رحيلا ولكن لا نعد أنفسنا له .ولذا نشعر بمرارته حتى وإن كان فيه راحة لنا.!

ألم تشاهد كل يوم رحيل صديق أو جار أو قريب ؟!ألم تصرخ وتقول إنه كان معك؛ أوكنت تحدثه ؛أو مايدل على علاقتك به ؛أعذرك عزيزى القارئ لإنها المفاجأة ولا إعادة لها فقد قضى الأمر.

 

 

هل أعددت نفسك للرحيل وهل فكرت ولو مرة واحدة فيما يقوله الناس عنك بعد رحيلك؟ بل هل أعددت نفسك للقاء الله وقوفك أمامه وكيف ترد علي الأسئلة وهل أعددت نفسك للجنة أو لاقدر الله النار؟! وأدعو الله أن يحرمها علينا جميعاً.

 

ماذا قدمت لأولادك من بعد رحيلك؟ هل أعددتهم ليكونوا أولاداً صالحين متحابين متعاونين حتى على الأقل يدعون لك بعد رحيلك.

 

هل شعرت مرة أنك إن مت تكون من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؟

أسئلة كثيرة ولكن نتجنب طرحها على أنفسنا قبيل نومنا.

والرحيل الأصغر هو رحيل المناصب عنا وذهابها لغيرنا وهنا تجد من غادره منصبه يتجرع كأس لا يعلم مذاقه غيره وذلك حسب إدارته لهذا المنصب وهل تعامل مع فريق العمل بكبرياء وترفع واستغلال وهل المنصب رفعه في أعين الناس أم هو الذى جعل للمنصب رفعة. 

 

إن عالمنا وخاصة العربى يستغل المنصب استغلالاً لنفسه فقط ولا ينظر للآخرين فلا يشجع المجتهد ولا المبتكر ولا صاحب الرأى والمشورة ولا يأخذ بخبرة من سبقوه ولا يهتم إلا بنفسه ولا يصنع إلا لنفسه فإن خرج من منصبه لا ترى سوى اللعنات تطارده لأن نتاج عمله لصالح الوطن صفر.

 

الرحيل من المناصب العليا فى وطننا العربي عار حتى وإن كانت أسباب توليه منصبه مجهولة فالكل بارك وهنى وهم يتمنون أن يكونوا من ذوى الحظوة فإن خرج ولم يكونوا كذلك طاردوه بالشماتة واللعنات٠

 

لماذا لا تعد نفسك يا من تقلدت المنصب للرحيل لأن المناصب زائلة وأنت مستخدم لخدمة الوطن فيجب أن تعلم أنك محاسب أمام الله ولن تزول قدمك إلا بعد الحساب ؛وتذكر كم من الأموال نهبت أو أهدرت وكم من المقربين جاملت ومن غيرهم عاديت. 

 

الحساب كبير ولا يوجد في الاخرة سوى دارين: الجنة أوالنار.

الرحيل بمغادرة المنصب خزى وعار حتى إن بعض المسؤولين يكونوا في طريقهم إلى العمل فيعلمون من الهواتف أو المذياع أنه تم الإستغناء عنهم فما وقع ذلك على أنفسهم ؟!

وهناك من لا يستطيع أن يدخل مكتبه وهناك من يحبس.

 

المناصب زائلة وكذلك حياتنا فلم لا نعد أنفسنا لذلك حتى لا نتجرع مرارة الرحيل.

التعليقات مغلقة.