قصة قصيرة بقلم / ياسر عامر
تغير وجه العجوز فجأة من اللون الأبيض الشاحب الي اللون الأزرق ثم الأحمر وسط جو من الرعب عندما اخبروها كما اتفقوا انهم يرفضون ابنها لوجود عريس آخر سيرتبط بها تغيرت الرياح من باردة إلي ساخنة كأنها من جهنم ورددت العجوز ” الموت هيكوت أمنية وانتي مش هتتجوزى غير ابني” وفي تلك اللحظات
العصيبة علي الأسرة حدث شئ غير متوقع.
ظهرت الصورة المريبة في جميع أنحاء المكان مع أصوات غريبة مفزعة ورياح باردة وصوت يردد لازم هتوفي بوعدك لازم تتجوزي لفتح بوابة البعد الآخر لا بد للرجل الآخر أن يظهر.
مرت الأيام بسرعة شديدة، وكأن الزمن قد فقد معناه. بعد تلك الليلة المريبة التي وافقت فيها على العهد الملعون، أصبح كل شيء في حياتها مختلفًا، وكأنها تسير على خيط رفيع بين عالمين متناقضين. كانت تتأمل كل ما حدث، من الشهرة المفرطة إلى النجاحات التي حققتها في مجالات متعددة، ثم تأتي لحظة الحقيقة التي كانت تخشاها دائمًا: الصورة الملعونة التي لم تفارقها.
لم تستطع الهروب منها، مهما حاولت. حتى محاولاتها المستميتة لتمزيقها أو إحراقها لم تُجدِ نفعًا. كانت الصورة تطير فوق غرفتها، كما لو أنها تتنقل برغبتها الخاصة. كانت كما لو أنها قد أصبحت جزءًا من واقعها، لا يمكن إزالته أو تحطيمه. ولكن ما حدث بعد مرور الوقت كان أكثر رعبًا مما توقعت.
في إحدى الليالي المظلمة، وبعد أن تلقت تهديدات من العجوز، جاء اتصال غير متوقع. صوت غريب عبر الهاتف قال بصوت بارد: “لقد حان الوقت لتواجهين العواقب.”
كل شيء سكت من حولها للحظة، وكانت الأنفاس ثقيلة كما لو أن شيء ما كان يراقبها في الظلام. وفي تلك اللحظة، شعرَت بشيء غريب… الأرض تحت قدميها بدأت تتشقق ببطء، وكأنها تنهار في فوهة غير مرئية، وكانت الغرفة تتحول من حولها. فجأة، وجدت نفسها في مكان آخر، في حفل زفاف غير تقليدي، حيث لا وجود للضيوف، ولا حتى العريس.
كان المكان مظلمًا، مشبَّعًا بالضباب الكثيف، وكأن الزمن نفسه قد توقف. أضواء غريبة تتساقط من السقف، وتلف الظلال الكائنات غير المرئية التي تحوم حولها. كان الفستان الأبيض يلمع في هذا الظلام بشكل غير طبيعي، وكان الجو غريبًا، غير قابل للشرح، كأنه يئن من قوة غير بشرية.
ولكن ما كان أكثر رعبًا هو أنه لم يكن هناك أحد أمامها، سوى الظلال التي كانت تراقبها. هناك في قلب هذا الزفاف، بدأت تشعر بشيء غريب، كأنها في عالم آخر. وبينما كانت تمشي، شعرت بشيء ثقيل في جسدها، وكأنها تحمل حياة أخرى. وعندما توقفت لحظة لتتساءل عن ذلك الشعور الغريب، أدركت أنه ليس حملًا عاديًا.
ثم، في لحظة فزع مفاجئة، بدأت الظلال تتجمع حولها، تكبر وتزداد كثافة. همسات غير مفهومة تسربت إلى أذنيها، وكأنها كانت في مركز عاصفة خفية. كانت الأصوات تتداخل، والظلال تتراقص في كل زاوية من الزفاف المظلم.
ثم جاءت اللحظة الأكثر رعبًا… على الرغم من عدم وجود أحد في الحفل، شعرت بشيء يلمس جسدها، وشيء يتحرك داخلها. صوت غير بشري همس في أذنها: “لقد بدأت.”
شعرت بنيران داخلها، جسدها يتغير، ينمو شيئًا آخر داخلها بسرعة لا يمكن تفسيرها. كانت روحي تتآكل شيئًا فشيئًا، وكلما زادت شهرتها، زاد العبء عليها. كان الجنين ينمو بشكل غير طبيعي، بسرعة لا تصدق، كما لو أن هذا الحمل لم يكن طبيعيًا.
ثم جاء الخبر… كانت الولادة قادمة، ولكن هذه الولادة لم تكن مثل أي ولادة أخرى. وسائل الإعلام تغطي الخبر بكثافة، وقد بدأ البعض يتحدثون عن “معجزة”، وهي الولادة التي لن تكون عادية، بل هي بداية لحدث ضخم سيغير مجرى التاريخ. الناس يعتقدون أنها معجزة إلهية، بينما هي لا تعرف كيف تفسر ما يحدث لها. كانت الصورة التي بدأت تطاردها هي الآن أسطورة حية، وكانت الأخبار تتسابق: “ولادة في غياب العريس، هل هي بداية لحقبة جديدة؟”
ثم جاء اليوم الذي طالما تمنت أن يتأجل. في تلك اللحظة الفاصلة، كانت الرياح في الخارج تعصف بالأشجار، والظلال في داخلها تتزايد بشكل مخيف. شعرت بأن شيئًا ما يتربص بها، يراقبها، كما لو أن الكائنات التي كانت تتحكم في حياتها قد قررت أن تأخذها إلى نقطة اللاعودة. وفي اللحظة التي بدأت فيها المخاض، بدأت الأرض تهتز تحت قدميها، وكأن الكون بأسره يترقب هذه اللحظة المصيرية.
فجأة، تحولت أجواء الغرفة. الهواء أصبح خانقًا، والأضواء بدأت تومض بشكل غير طبيعي، وكأنها تخشى ما سيحدث. كانت الساعة تدق، وكان الصوت ينقلها إلى حالة من الوعي الغريب. كأن الجدران تبتعد عنها، ويبدأ الظلام في التسلل إليها.
ثم، وسط كل هذا الرعب، شعرت بالشيء الذي كان يندمج معها، يسحبها إلى عمق الهاوية، في هذا العالم المظلم والمكتوم. الجنين في بطنها كان يكبر بشكل غريب، كان يبدو كأنه يعيش في مكان آخر، شيء ما بداخله كان غير بشري. وفي اللحظة التي استعدت فيها للولادة، بدأ صوت غير بشري يصدر من داخلها.
وفي تلك اللحظة، شعرت بشيء مفاجئ ومرعب: كل شيء حولها قد تغير. ما كان مجرد حلم أصبح واقعًا مرعبًا، وما كانت تتوقعه كمعجزة، كان في الحقيقة بداية للغموض الذي لا يمكن الهروب منه.