موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

الرئيس وهويه الدوله

د يوسف مجدي

إن اشكالية مصر الكبري في تاريخها الحديث هي ” الهوية الضائعة ” ، فالتاريخ المصري لم يقدم تراكما طبيعيا فكل أحداثه وثوراته متصادمة كأن التاريخ دوما يبداء من جديد…!
فثورة يوليو اصطدمت بثورة ١٩ التي اصطدمت بثورة عرابي واصطدم الاخوان معهم جميعا ، وكانت أحداث يناير تجسيدا لهذا الصراع التاريخي الخبيث حول الحكم والهوية بين جماعات واحزاب لا تريد الحكم فقط بل تريد فرض منهجها وهويتها الخاصة علي الجميع…
لتشرق شمس ثورة ٣٠ يوليو وتحاول القيادة المصرية اجراء مصالحة بين الجميع وبين الواقع والتاريخ لاستعادة وبناء الهوية المصرية من جديد والتي اعتبرها الرئيس في باكورة تصريحاته واحدة من أهم أولوياته بعدما حاولت الأيادي طمسها..
هذه حقيقة لا بمكن إنكارها
إن المجاري الرئيسي لتاريخنا فاقد لميراث الوطنية المصرية والتي تعتبر مجرد وجهة نظر سياسية امام أصحاب المصالح أو من يبشرون بأن الوطن حفنة من تراب ، ويدعون تفسير ديني بشري بحت كالحاكمية كمقدس علي فكرة الوطنية لإنهم يرفضون بقاء الهوية الإسلامية كأحد أهم مرتكزات الشخصية المصرية بصورة مساوية لباقي المكونات الاخري وعدم إعطائها ميزة خاصة لمعارضة الرئيس وتصوير علي إنه معادي للدين الذي اختزلوه في شخوصهم فقط
وكما يزعم كهنة الاخوان المضلين تزعم أيضا بعض المعارضة العميلة يسار أو ليبراليون إن عمل القيادة علي ملف الهوية لتكوين جيل مؤيد والاستمرار ف الحكم.. فهم أعداء تاريخي ين ليس للرئيس بل لكل شريف يبحث عن جوهر مصر الحقيقي
ولم يكن السيسي في اعادته لهوية مصر يعبر عن فلسفة شخصية أو وجهة نظر دوجمائية تؤمن بها القيادة بل فقط لأن عمله المخابراتي جعله يري المشكلات من جذورها ومتونها ولا طبيعته الشخصية الضرب في الصميم ، وليس انصاف الحلول أو الممكن أي السياسة والمواءماات التي اشتهر بها الرئيس السابق مبارك فعقلية السيسي لا توائم ولا تراقص الذئاب كما فعل الرئيس السادات..
ف قضية الهوية لا يحلها سياسي داهية كالسادات أو زعيم ثوري حالم كناصر أو رجل مناورات وموائمات كمبارك.
فلو كان السيسي مثلا حكم بعد مبارك مباشرة ربما ما كانت ستضح له خطورة قضية الهوية بهذا الوضوح لأن أحداث يناير قدمت صراعا واضحا بين تجار هوية مصر من اقصي اليسار إلي اقصي اليمين..
وقد سألت دماء آلاف المصريين تحت طنطنة رايات تلك الشعارات الزائفة
وهو ما رصدته عيون الرجل من خلال عدسة قيادته لجهاز امني خطير راقب كل أحداث يناير وايقن إن عدم تكرارها يتطلب ابراز هوية الدولة الحقيقة
فكانت دعوة الخطاب الديني وإصدار تصورات فقهية سليمة وحديثة حول ” التراث” قضية أمن قومي لقائد لم يقلق أبدا من هبوط شعبيته امام ما يراه حق وواجب..
فبما له وما عليه
نجح أو لم ينجح وقاومته طواحين الهواء
يكفي القيادة شرف ونبل المحاولة
ف الهوية ليست مشروع سياسي لتثبيت كرسي حاكم أو نظام لأنها لن تفيد الحاكم بل يمكن أن تسقطه لكنها ستخلد إسمه في التاريخ

التعليقات مغلقة.