بقلم . دكتور ياسر ايوب ثابت
إستخدم المصريون القدماء عسل النحل خلال المناسبات الاجتماعية والاحتفالات الدينية، وكان كعك العسل فى كثير من الأحيان الاختيار الأمثل للأثرياء، وأصبح الطلب على العسل عظيماً مما جعل قيمته ترتفع، بحيث لا يستطيع سوى الأغنياء الحصول عليه، وغالبًا ما يشار إليه باسم الذهب السائل، ليس فقط للون العسل، ولكن لقيمته العالية، واستخدامه كوصفات للعلاج من الأمراض كما ورد في القرآن الكريم.
وجاءت مقبرة “باباسا” في الدير البحرى بوادى الملاك غرب الأقصر لتؤكد اهتمام المصرى القديم بالعسل واستخدامه فئ كثير من أمور الحياة
المصريين القدماء اعتبروا النحل حشرة مقدسة تهب الشفاء، هذا ما أكدته جميع البرديات المصرية الطبية القديمة، التى ذكرت منتجات النحل، مثل برديات ” أدوين سميث” التى تحدثت عن الجراحة والاستعانه بمنتجات العسل فى الشفاء، أيضا بردية “أيبرز” وبردية ” كاهون”، التى تناولت أمراض النساء، وعثر عليها فئ الفيوم، والتى تضم كافة استخدامات العسل كمحاليل وعلاجات لأمراض النساء، إلى جانب بردية ” هرست” وهى متعلقة بأمراض الجهاز الهضمى والبولى باستخدام العسل، وبخلاف تناول عسل النحل فى أغراض طبية، فكان يقتصر استخدامه على الملوك والأمراء فقط.
المصريين القدماء أول من عرفوا التعامل مع المناحل، وأول من استأنسوا حشرة النحل فى العالم القديم، وقاموا بتربيتها داخل خلايا، وتظهر النقوش التوضيحية لعسل النحل على جدران مقبرة “باباسا”، الموجودة في الدير البحرى بوادي الملوك غرب الأقصر والتى توضح استخدام المصرى القديم لعسل النحل، علما بأن المصرى القديم لم يعمل في مهنه اصطياد العسل، لأنها مهنة اقتصرت على العرب وفى عهد الحضارات القديمة، حيث كان يتوجه صياد العسل إلى الجبال والشجر لجلب العسل، ويعمدوا لهدم خلية النحل بعد أن يحصلوا على العسل، ثم ينتقل النحل للبحث عن مكان آخر لعمل خلية أخرى، وهى مهنه مازالت موجودة في دول شرق آسيا.
كثيرًا ما كان الفلاحون والخدام، محرومين من متعة المشاركة فى استهلاك العسل، وإذا تم القبض عليهم، ينال العقاب على الأرجح عدة جلدات بالسوط على الظهر، و كان العسل أيضًا شهيًا للآلهة المصرية حيث كانت الحيوانات التي تقدم قرباناً للإلهة تملأ بالعسل، فكانوا يخرجون جميع أحشاء الحيوان السفلية، ولكنهم يتركون الأحشاء العليا والدهون فى الجسم، ويقطعون منه الساقين ونهاية الخاصرة والأكتاف والرقبة، ويملأ بقية جسم الحيوان بالعسل والزبيب والتين واللبان والمر وبعض النوع من التوابل.
أن المصرى القديم استخدم العسل لأغراض طبية، وكانوا يضعون العسل على الجروح المفتوحة والحروق وغيرها من الأمراض الجسدية، وفى الوقت الذى كانت فيه معرفة البكتيريا غير معروفة بشكل عام، عرف المصريون خصائص العسل المضادة للبكتيريا.
.. متابعة حسن أمين
التعليقات مغلقة.