خطر داهم و وعي نائم ” رجل لا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه ” الخليل إبن أحمد الفراهيدي “
بقلم الباحث الأديب .. سمير الحيان إبن الحسين
في حمئة الأحداث المصيرية التي يمر منها الوجود الإنساني والبشري علي ظهر هذه البسيطة تمر علينا أشياء ومفاهيم ليس بمقدور أي شخص أن يسبر اغوارها أو ينفد إلي محتواها تحدد فيها وبمقتضاها شخصيته وافكاره وتصوراتها هذا إن كان واعيا بها والوعي هنا شرط مركزي ومحوري لتشخيص والفهم والإدراك فليس مقدرا للجميع أن يكونوا تجارا لكننا جميعا مستهلكون بطريقة أو بأخرى و أخطر أنواع الإستهلاك هو ما تدفع ثمنه من هويتك فإحذر و تثبث و إبحث و إستشر و إستخر قبل أن تمد يدك في جيبك أو عقلك لتقايض بخسا بثمين فتجار الخبائث تكاثروا بشكل مخيف همهم الأول الربح السريع و المضاعف دون إلتفاتة ندم.
و مما يفطر القلب حاليا رؤية إخوان لنا ينجرون ببلاهة أطفال سذج خلف مهرج يسمي نفسه مفكرا و باحثا كل ما يملكه هو وقاحة مبالغ فيها كافية لجعله وسيطا بين أعوان إبليس و بين مستهلكين كسالى و النتيجة إنتشار أفكار كفرية وثنية غبية ما أنزل الله بها من سلطان لكنها تقدم بلغة دينية أخلاقية مبهرة تعتمد في تسويقها بالأساس على جهل الزبائن.
فكل شيء و أعني كل شيء سينتهي في غمضة عين بمجرد أن يصدر الأمر الإلاهي الذي لا رجعة فيه بقبض روحك و تسليمها لمصير أزلي لا يقبل الإستئناف فإحذر أن تجدك تلك اللحظة في غرفة قياس بعض الأفكار لنا أساس ثابث مختوم لا يضل معه إلا هواة البدع و صرعات الموضة و عشاق المستجد من الإنتاجات السينمائية و الموسيقية و المتعصبون لرايات الأندية و غيرها من الفتن المتداخلة التي يظن البعض أنه يفصل بينها و بين ممارساته الدينية في حين أن الأمور لا تسير إلا بالطريقة التي شاء لها خالق كل شيء.
فقبل تلك اللحظة الفاصلة بين الحياة الدنيا و الحياة الحقيقية، تأكد أنك مستعد للإنتقال لا بأس ببعض الأخطاء و الذنوب و الزلات فلها رب رحيم لكن العبث في ثوابث العقيدة و نكران مصادر التشريع و تغييب الذات الإلاهية دون وعي بالإعتماد على القدرات القاصرة لذاتك البشرية ستكون نتائجه وخيمة و غير قابلة للإستدراك.
التعليقات مغلقة.