موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

الأخطار الصحية للهواتف الذكية فى زمن الكورونا

 
 
بقلم د/ أميرة عبدالله الحوفى
أستاذ   تمريض صحة المجتمع  – جامعة أسيوط – جمهورية مصر العربية
أستاذة  جامعية  تمريض صحة المجتمع – جامعة جازان – المملكة العربية السعودية
(سفيرة مصر للنوايا الحسنة، عضو منظمة الصحة العالمية – المجلس القومى للمرأة المصرية)  
   وسط  المخاوف المتزايدة بشأن الانتشار السريع لفيروس كورونا  (الكوفيد-19 )، أوضحت الدراسات أن الهاتف المحمول قد يكون أخطر  فى نشر الفيروس من عدم ارتداء الماسك ،  لذلك تحتم علينا  إتخاذ إجراءات وقائية خشية العدوى، ومنها بالتأكيد عدم لمس الأسطح  الملوثة، بما في ذلك الهواتف الذكية ، فيجب  المواظبة على  غسل الأيدى  وتطهيرها  بالكحول قبل  استخدام الهواتف الذكية . حيث أن فيروس كورونا الجديد   يكون قادرا على البقاء على بعض الأسطح لمدة قد  تصل إلى 9 أيام ، فاليك نصائح تتعلق بكيفية تنظيف وتطهير  الهواتف الذكية، إذ أعلنت  شركات الهواتف الهامة على موقعها الرسمى  إنه يمكن تنظيف  هاتفك  بأمان  باغلاقة أولا ثم باستخدام مناديل مطهرة ويمكن إستخدام محلول مطهر يحتوى  على 70 % من الكحول ثم  وضعة  على الهاتف   بواسطة قطعة قماش .أما مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها أوضح إن المطهرات التي تحتوي على 60 % من الكحول قد  أثبتت فعاليتها في القضاء على الجراثيم.أما بالنسبة لعدد مرات التطهير،  فاذا كنتِ في مكان العمل أو مجبر على الإحتكاك المكثف مع الأشخاص وبالتالي إستعمال الهاتف بشكل متكرر، فعليكِ أن تقوم بتعقيمه كل 3 ساعات على الأقل مع تجنّب ملامسة اليدين للوجه. أما إذا لم تضطر إلى الإحتكاك مع الجماهير  كثيراً، فاحرص على تطهير الهاتف مرتين يومياً، و إذا كنتِ متواجد  في المنزل، فلا ضرورة من التطهير لعدّة مرات، فيمكنكِ أن تكتفي بمرّة واحدة قبل النوم، على أن تغسل يديكِ جيداً بعد كل مرّة استخدام.
ومع الثورة الالكترونية إنتشرت  الأخطار الصحية للهواتف الذكية ومنها  الضرر السمعى، نتيجة إستخدام الهواتف المحمولة لمدة طويلة من الوقت، هناك  قلق  من قبل منظمة الصحة العالمية، إذ أصدرت توصيات بشأن ضرورة ضبط مستوى الصوت المسموح به عبر الهواتف الذكية والأجهزة المشغلة للتسجيلات الصوتية “إم بي 3 و 4. وقد صرحت   منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي،  إن  أكثر من مليار شاب حول العالم مهددون بالإصابة بعاهة مستديمة فى السمع،   وجدير بالذكر   نحو 1.1 مليار شاب معرضون لخطر الإصابة بفقدان السمع وذلك بسبب الاستخدام المطول للهواتف الذكية. ولفتت المنظمة إلى أن 50 % من الأشخاص ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و35 عاما، عرضة لخطر الإصابة بفقدان السمع بسبب التعرض المطول والمفرط لأصوات عالية، بما في ذلك  الاستماع المطول للموسيقى الصادرة من الهواتف الذكية.
   وأصدرت “الصحة العالمية”، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات، بضرورة وحتمية  وجود  معيارا عالميا بشأن تصنيع واستخدام هذه الأجهزة، التي تشمل الهواتف الذكية ومشغلات الوسائط الصوتية، لجعل الاستماع إليها أكثر أمانا. الجدير بالذكر أن البيانات الصادرة عن المنظمة تفيد بأن أكثر من 5 بالمئة من سكان العالم، أي 466 مليون شخص، مصابون بفقدان السمع المسبب للعجز مما يؤثر بشكل مباشر على جودة حياتهم، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى  منهم تعيش في بلدان ذات دخل منخفض ومتوسط.  وتوقعت المنظمة، بأن يصاب أكثر من 900 مليون شخص، أي واحد من كل 10 أشخاص، بفقدان السمع المسبب للعجز، بحلول عام 2050. ويسبب فقدان السمع الذي لا يتم التصدي له خسائر عالمية سنوية تقدر بـ 750 مليار دولار، بينما يمكن الوقاية من نصف كافة حالات الصم من خلال تدابير الصحة العامة.
     وأوضحت منظمة الصحة العالمية ووكالة البحوث العالمية للسرطان والأبحاث أن هذه الموجات الكهرومغناطيسية التى تصدر من الهواتف الذكية لها تأثير سلبي على الصحة وتزداد الخطورة بزياده مدة الاستخدام، وتشمل أمراض عدة منها: (سرطان المخ ، تغير في نشاط الدماغ، اضطراب في  رد الفعل، والصداع، واضطراب الجهاز المناعي، واضطرابات النوم، وضعف الذاكرة على المدى القصير، وعدم التركيز، وارتفاع ضغط الدم، وآلام بالعضلات، ويوثر سلبا على قوة السمع والبصر ويسبب خلل في المجال الكهرومغناطيسي، فضلا عن  وجود علاقة وطيدة بين استخدام الهاتف وانتشار حوادث القيادة لأنه يسبب الانشغال عن الطريق).
    لذلك، أوصت منظمة الصحة العالمية والعديد من الدراسات العلمية   بضرورة مراقبة  الوالدين لمستوى الصوت، الذي يتعرض له أبناؤهم، فضلا عن أنظمة تحديد تلقائي لمستوى الصوت  وبعدم استخدام الهاتف  أكثر من ساعتين يوميا، وليس أكثر من نصف ساعة متواصلة، وُيفضل استخدام سماعات الأذن أو ابعاده من حوالي 30-40سم عن الجسم أثناء قراءة أي نص من عليه، ويكون استخدام الأطفال له بحذر، مع عدم وضعه تحت مساند النوم، أو الجيوب المقابلة للقلب، أو غُرف النوم وينصح بغلق جميع الهواتف  قبل النوم.

التعليقات مغلقة.