كتبت هناء خليفة
تعود أواصر العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاردن إلي عام 1946 حيث بدأت مع استقلال المملكة الأردنية الهاشمية.
العلاقات المصرية الأردنية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتتميز بكونها علاقات قوية بما يجعلها نموذجاً في العلاقات في ما بين الدول العربية.
وهناك توافق تام وتنسيق دائم بين قيادتي البلدين في المواقف تجاه القضايا الإقليمية والدولية؛ كالقضية الفلسطينية واليوم استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثانى، الرئيس عبدالفتاح السيسي لدى وصوله إلى العاصمة الأردنية عمّان.
وذكر بيان صادر عن الرئاسة المصرية، أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني سيتباحثان سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، وتطورات الأوضاع في قطاع غزة لاسيما جهود وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية.
كما أن هناك تنسيق بين قيادتى البلدين في كلّ من أزمات العراق وليبيا واليمن وسوريا، وأزمة اللجوء، إلى جانب تطابق رؤاهما تجاه تحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو لها الشعبان الشقيقان الأردني والمصري، وتعزيز العمل العربي المشترك، وسبل التعاون من أجل مواجهة التحديات المشتركة؛ كالإرهاب والتطرف والفكر الظلامي.
ومن الجدير بالذكر أن الملك عبد الله أول حاكم عربي يزور مصر بعد زوال حكم جماعة الإخوان المسلمين.
ويحتضن الأردن جالية مصرية كبيرة يقدَّر عددها بحوالي 800 ألف نسمة، يشكّلون إحدى أكبر الجاليات المصرية بالعالم. بينما يبلغ عدد أبناء الجالية الأردنية المقيمين في مصر حوالي 20 ألف نسمة.
وفي مجال التبادل الثقافي بين البلدين، يبلغ عدد الطلبة الأردنيين في جميع المراحل التعليمية بمصر حوالي 5 آلاف طالب، منهم 2500 طالب جامعي، وأكثر من 700 طالب ملتحقين ببرامج الدراسات العليا. ويوجد في الأردن حوالي 7 طالب مصري مسجَّلين في مراحل التعليم المختلفة.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية، يرتبط البلدان بعدد من الاتفاقيات التجارية الثنائية والإقليمية المشتركة، من أهمها: اتفاقية التبادل التجاري الكبرى التي تشمل عدداً من الدول العربية (منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى)، واتفاقية التبادل التجاري الثنائي الحر في عام 1998، التي وصلت إلى مستوى التحرير الكامل في مطلع عام 2005، واتفاقية أغادير في عام 2004.
كما تشرف على التبادل التجاري الثنائي لجنةٌ عليا أردنية مصرية مشتركة، تجتمع بشكل سنوي دوري.
وفي ما يخصّ التبادل التجاري بين الأردن ومصر، تبلغ قيمة الاستثمارات الأردنية في مصر حوالي مليارَي دولار في القطاعات المختلفة، كما أنّ لمصر استثمارات مهمة في الأردن تبلغ قيمتها حوالي مليار دولار.
ومن أهم الصادرات الأردنية لمصر: الأسمدة، والأدوية. بينما تتركّز الواردات المصرية للاردن في: منتجات الألبان، والمنتجات الغذائية، والأثاث، والحديد، والفولاذ، والخضراوات.
أُنشئت جامعة الدول العربية في 22 آذار 1945، وهي أقدم منظمة دولية تقام بعد الحرب العالمية الثانية. وكان الأردن من الدول السبع المؤسسة للجامعة ومن أوائل الدول التي شاركت في اللجنة التحضيرية التي عقدت اجتماعاتها لمدة أسبوعين في الإسكندرية بدعوة من مصر لبحث موضوع الوحدة في أيلول 1942، مما شكّل بداية مرحلة “مشاورات الوحدة العربية” التي تمخّض عنها في 7 تشرين الأول 1944 توقيع “بروتوكول الإسكندرية” من قِبل رؤساء حكومات الأردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق، الذي وضع أسس ميثاق جامعة الدول العربية.
وانطلاقاً من مبادئ الثورة العربية الكبرى، فإن الأردن يولي أهمية كبيرة لعلاقاته العربية ولمؤسسات العمل العربي المشترك، وعلى رأسها جامعة الدول العربية.
وقد استضاف الأردن أربع دورات لقمم عربية عادية وطارئة، آخرها الدورة الثامنة والعشرين للقمة العربية التي عُقدت في آذار 2017.
وتقوم البعثة الأردنية في القاهرة بتغطية جميع الاجتماعات والمؤتمرات التي تعقدها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القطاعات المختلفة.
التعليقات مغلقة.