أكّد فخامة الرئيس عبد الفتّاح السيسي أنه لا يجوز التفاوض مع إثيوبيا بشأن قضية سد النهضة إلى ما لانهاية.. ويوضح أن التوصل الى اتفاق دولي قانوني ملزم يحتاج الى الدعم. كما ان مصر تتفهم متطلبات التنمية بأثيوبيا لكن ليس على حساب دولتي المصب. وان مصر لديها كل الوسائل لحماية أمنها القومي، وفى غضون ذلك مجلس الأمن يبحث أزمة سد النهضة فى جلسة يوم الخميس المقبل..
الخيارات الصعبة.. إن مصر وكل دولة متطورة عسكريا وما تملكه من اسلحه الردع الحقيقية والقدرة الحربية لا تظهر في مناورات ولا في وسائل الإعلام، وإنما تظهر كنوع من المفاجئة الاستراتيجية وبيكون بشكل مخيف لأى دولة تفكر بالعدوان لمصر، والجميع يعلم ذلك في كل العمليات التي خاضتها مصر .
فمصر لا ترغب في الخيارات الصعبة ولا ترغب في زيادة آلام وجراح الشعب الإثيوبي، فالشعب الإثيوبي شعب شقيق ولا ذنب له فيمن يحكمه ويرغب في شيطنة الدول الجوار. فلا يخفى على احد ما يعانيه الشعب الإثيوبي من الهزائم المتكررة والمستمرة في إقليم تيجراي .
فمصر أقرب إلى حل الموضوع بما يحقق المصالح المشتركة، فإن كان بالترغيب فمرحبا….فإن مصر قدمت محفزات كثيرة بما فيها الربط الكهربائي، وإعطاء إثيوبيا حق الكهرباء بسعر مناسب ، والمشاركة فى الاعمار.
أما التهديد فمصر لا تهدد أحد… فمصر تنظر إلى مصالح الجميع.. فالآن نحن أمام خيارين وكلاهما فيه فناء للحضارة سواء خيار العطش حينما يكتمل السد ويتم الملئ بدون اتفاق، أو ملئ الخزان ب ٧٥مليار ثم انهيار هذا السد حيث فناء كافة مظاهر الحياة فى مصر والسودان. لذلك فإن الطلب المعروض على مجلس الأمن واضح وصريح ومتمشيا مع المتحدث مندوب فرنسا…وهو الرجوع إلى التفاوض ولكن بمظلة اممية ومراقبين من مجلس الأمن، وموافقة تسعة أعضاء في جلسة يوم الخميس على هذا الطرح ونقل الملف من الاتحاد الافريقي الذى فشل في احراز أي تقدم في هذا الشأن الى المظلة الأممية. فإذا فشل فبذلك نكون حملنا مجلس الأمن مسؤوليته. وكذلك الدول بما فيها الدول الأعضاء الأوروبية إذا لم يتدخلوا فهم امام خيارين ام يحدث جفاف في مصر والسودان او يحدث دمار لوادي النيل….أو يحدث التدخل العسكري إذا ما وصلنا الى الخيارات الصعبة.. فى هذه الحالة سوف تعانى أوروبا من الهجرة الغير شرعية من مصر كمصدر وكمعبر وكممر، لأن كل مليار مكعب يتم فقده فى ٢٩٠ ألف يفقد وظائفه، كذلك الإثيوبي بعد دمار الدوله سوف يتم نزح عبر السودان لمصر والذهاب الى الشواطئ المتوسطة. وبالتالي سوف تعانى أوروبا من اكبر هجرة غير شرعية في التاريخ.
اما الجانب الأمريكي فلا بد أن يقف مع الجانب المصري لأن مصالحه الاستراتيجية مع مصر اكبر من مصالحه مع إثيوبيا، لأن الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة لها خمس عناصر وجميعهم يمرّون في مصر سواء أمن الملاحة فى قناه السويس ، منابع النفط ، الحرب على الإرهاب، تأمين التجارة، أمن الحلفاء …
فأمريكا لا تتخيل عالم فى المنطقة بدون مصر وآخرها حرب غزة فمصر كان لها دور كبير…فبالتالي مصر لا تذهب الى مجلس الأمن لكى تستعطفه لكن مصر لها مصالح متبادلة مع الأصدقاء والاشقاء العرب الذين يساندون موقف مصر…ولها أيضا أوراق ضغط على الجميع سواء كان محايدا أو يفكر أن يأخذ موقف ضد مصر.
التعليقات مغلقة.