ريتا الأغا
هى قوية ، هادئة ، مُبتسمة ، ثابتة ، تحارب في كل الجهات ولا تكترث ، تبتلعُ الألام الليلية فى صمتٍ مثير للدهشة ، تمارس كَذِبة أنها بخير بإمتياز المحترفين ، إلا أنها غير ذلك ، تتجول بين الأعباء التى لا تنتهى بإنسيابية الريح الخريفيِّة فى ليالى المطر الخفيف ،إلا أنها في الحقيقة ليست كذلك ، فهي تلك الخجولة الناعمة متغيرة المزاج التي لا تجيد فن الإندماج مع الغرباء ،بعكس ما تظهر هي تلك الطفلة الساذجة التي طالما ركضت بكل غُفلٍ وثقة نحو مالا يناسبها ، هى تتمنى أن تتخلَى عن دور القائد ، تتمنى أن تلقَى ذلك الذى بإمكانِه أن يحمل عنها عبئ التفكير في القادم ، تتمنى ان تلقَى ذلك الذى يحمل المصباح ليُنير عتمة طريقها الغائم وُيمسِك دفَّتِها ويمضى بهدوء فتُلقِى على عاتقِه كل شىء ..نعم ، كل شئ ، هى مزدحمة بمخاوفها التى لا تنتهى ، هي تشتاق الي أن تثق بأحدهِم ولا يخذلها ، ذلك الشعور السحرِّى النادر بالثقة ، ذلك الشعور المُفتقَد بالأمان ..، ذلك الشعور أنه بإمكانها أن لا تفكر طيلة الوقت ، هى تشتاق إلى أن يبكى معها أحدهم حين تبكى ، أن يشاركها أحدهم لحظاتها الكئيبة ، أن لا تكون وحيدة كل ليلة وأن لا تزدحم رَوحها بتلك الغربة القاتلة .
ياللأسف .. هي ليست بخير
أنا أعرِفُها .. هى تُريد أن تستريح تستريح فقط….
التعليقات مغلقة.