موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

يوم المرأة المصرية 16 مارس قرن من النضال.. ومستقبلٌ من الإنجازات

0

 

بقلم احمد حماد أمين مساعد التنظيم لحزب المؤتمر بأمانة القاهرة

 

يعتبر يوم 16 مارس من كل عام مناسبة وطنية هامة في مصر حيث يحتفل بـ يوم المرأة المصرية تكريمًا لنضالها المستمر ودورها الفعّال في مختلف المجالات. هذا اليوم ليس مجرد احتفال عابر، بل هو تأكيد على تقدير المجتمع المصري للمرأة، التي أثبتت عبر التاريخ أنها شريك أساسي في النضال الوطني والتنمية المستدامة.

 

ويرجع اختيار هذا اليوم إلى 16 مارس 1919 حين خرجت نساء مصر لأول مرة في تظاهرة تاريخية احتجاجًا على الاحتلال البريطاني، ضمن أحداث ثورة 1919. وكانت المناضلة صفية زغلول من أبرز القيادات النسائية التي قادت هذه المظاهرات حيث طالبت بحقوق المصريين في الاستقلال والحرية.
وفي هذا اليوم سقطت أول شهيدة مصرية في سبيل الوطن وهي شفيقة محمد، لتكون رمزًا للتضحية والفداء.

 

 

لم يكن يوم 16 مارس مجرد لحظة عابرة في التاريخ، بل كان بداية لسلسلة من النضالات التي خاضتها المرأة المصرية للحصول على حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ويمكن تتبع أبرز المحطات في هذا النضال عبر العقود المختلفة

 

بعد مظاهرات 1919 استمرت المرأة المصرية في دعم القضايا الوطنية، حيث لعبت هدى شعراوي دورًا كبيرا في تأسيس الاتحاد النسائي المصري عام 1923، وهو أول كيان يطالب بحقوق المرأة بشكل رسمي.
كما كانت المرأة حاضرة بقوة في ثورة 1952 التي أنهت الحكم الملكي وأعلنت الجمهورية.

 

كما شهد عام 1956 نقطة تحول كبيرة عندما حصلت المرأة المصرية على حق التصويت والترشح في الانتخابات وأصبحت راوية عطية أول امرأة تُنتخب عضوًا في مجلس الأمة (مجلس النواب حاليًا) عام 1957، وهو إنجاز تاريخي وضع حجر الأساس لمشاركة المرأة في صنع القرار السياسي.

ولم تكن المرأة المصرية غائبة عن المواقف الوطنية الكبرى فقد لعبت دورا مهما في حرب 1967 وحرب أكتوبر 1973 حيث شاركت في العمل التطوعي ورعاية الجرحى ودعم الجنود مما عزز مكانتها كمواطنة مساهمة في تحقيق النصر والاستقلال.

ومع دخول القرن الحادي والعشرين شهدت المرأة المصرية تطورات مهمة حيث تم تعيين أول وزيرة مصرية (د. حكمت أبو زيد) عام 1962 وأصبحت المرأة جزءًا لا يتجزأ من الحكومة والبرلمان، كما حصلت على العديد من الحقوق في قوانين الأحوال الشخصية والعمل والميراث.

 

 

فاليوم تتولى المرأة المصرية مناصب قيادية غير مسبوقة حيث تشغل عددا كبيرا من الحقائب الوزارية، كما أصبحت قاضية، وسفيرة، ورئيسة جامعة، وبرلمانية. ومن أبرز النماذج الناجحة د. غادة والي التي تولت منصبًا أمميًا رفيعًا في الأمم المتحدة.

 

كما تشهد مصر العديد من المبادرات الحكومية والمجتمعية لتمكين المرأة اقتصاديا مثل برامج دعم المشروعات الصغيرة وتوفير القروض الميسرة، والتشجيع على ريادة الأعمال فضلا عن جهود محو الأمية وتعليم الفتيات في المناطق الريفية.

 

 

فيوم 16 مارس ليس مجرد ذكرى تاريخية بل انه مناسبة لتقدير دور المرأة المصرية في بناء المجتمع كما يعد فرصة لتجديد الالتزام بمواصلة النضال من أجل حقوقها الكاملة.
ومع استمرار الجهود لتمكين المرأة فإن المستقبل يحمل لها مزيدًا من الإنجازات، لتظل دائمًا ركيزة أساسية في نهضة مصر وتقدمها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.