موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

هندجاد-تكتب اقدم نظام تجارى عرفته البشريه (المقايضة ) الرواتب الملونة ، ما بعد العملة الرقمية

ستصلك قبل حلول 2030 هذه الرسالة على هاتفك وعليك ان تكون مستعدا لها: “على الجميع ايداع جميع الاموال النقدية في البنوك لتحويلها للعملة الرقمية قبل نهاية هذا العام، جميع العملات الورقية ملغاة و غير قابلة للتصرف بعد هذا التاريخ.”

ستتشكل معارضة قوية من فئات مختلفة بالمجتمع لمقاطعة هذا القرار و ستنتشر نظريات كثيرة لتفسير اسباب و اهداف هذا التغيير، و لن تقوم فئات عدة بايداع النقود كنوع من الاعتراض والضغط والممانعة. لكن في نهاية العام وعند تفعيل العملة الرقمية كعملة وحيدة سيدرك هؤلاء ان نقودهم باتت بلا قيمة و لن يتم قبولها تجاريا وانهم مفلسون ولا يستطيعون شراء اي شي مقابلها. عندها سيطالبون بذعر لتمديد فترة الايداع لبضعة اسابيع لتحويل نقودهم للعملة الرقمية… و هذا ما سيكون.
المرحلة الاولى: راتبك لك و انت حر التصرف به
هذا التحول الحتمي هو الغاية القصوى لمعظم حكومات العالم لرصد و توثيق جميع الحركات المالية في البيع و الشراء و حساب الرسوم و الضرائب بدقة دون اي تهرب ضريبي لمواطنيها و شركاتها. ستكون الثروة الحقيقية للجميع معلومة للأنظمة الحاكمة و موثقة بشكل كامل بجميع تدفقاتها فلا مكان لايداع نقودك الا في النظام الرقمي المسيطر عليه كليا من قبل الحكومة و سيختفي مفهوم الكاش … و هنا ستبدأ ملامح الحدود الجديدة التي لا تستطيع ان تتجاوزها والتي عليك ان تستعد لها من الان.
تدريجيا و بعد دخول الجميع في هذا الممر الرقمي ستظهر الرواتب الملونة كمفهوم جديد و سيتم احياء نظام المقايضة كرد فعل تلقائي.
يقوم مفهوم الرواتب الملونة على تقسيم صافي الدخل الشهري و السنوي للافراد و المؤسسات لفئات ( الوان ) مشروطة التداول, فالراتب الشهري سيقسم الى الوان بنسب متفاوتة و كل لون تستطيع استخدامه ضمن اطار معين. اللون الاول مثلا وسنختاره هنا الابيض و هو عابر للقارات و تستطيع كمواطن ان تشتري به( محليا أو دوليا ) سلع و خدمات أغلب دول العالم و سيكون لون التجارة الدولية و الشراء عبر الانترنت و المنصات العالمية . يليه اللون الازرق و هو ذلك الجزء من دخلك الذي تستطيع فقط استخدامه محليا داخل حدود بلد الدخل لدعم الاقتصاد المحلي وسيكون هذا اللون ضامن للتدفقات النقدية داخل اقتصاد الدولة و المحرك الاساسي لها. يليه اللون الاخضر و هو ذلك الجزء من راتبك الذي تستطيع إنفاقه على خدمات أو مستهلكات معينة تحددها الدولة لك، فإذا انقضى الشهر ولم تستهلكه، لا يتم تجديده لشهر آخر، تماما كما هو الحال مع شركات الإتصال وباقات الإنترنت الشهرية، فمالا تستهلكه في نفس الشهر يذهب من رصيدك، وهكذا سيكون جزء من دخلك الشهري! و اللون البني و هو لون محدد جغرافيا داخل حدود بلد الدخل لدعم منطقة معينة و ضمان وصول التدفقات النقدية لها, مثلا ان تقوم الدولة بتحديد جيوب سياحية او زراعية او ريفية معينة باللون البني لاجبارجميع المواطنين بصرف جزء من دخلهم ضمنها. اللون الاصفر و هو لون محدد بفئة معينة من التجارة او المطاعم او الترفيه الذي ستفرض الأنظمة الحاكمة على مواطنيها والمقيمين فيها انفاقها فيه بشكل شهري. أما اللون الاحمر و هو لون مؤقت يظهر لدعم قطاع معين او توجيه سياسة معينة في فترة معينة مثلا تخصيص جزء من دخل المواطن أو الشركات لدعم أنشطة حكومية او أندية أو إطلاق خدمة جديدة وذلك في وقت الركود مثلاً او كتشجيع لتلك البادرة الحكومية التي تهدف في النهاية إلى إعادة برمجة العقل البشري ليكون مطواعا بيد تلك الحكومات والأنظمة ومنصاعاً لتعليماتها ومنقاداً بشكلٍ أعمى وراء جميع مخططاتها.

المرحلة الثانية : راتبك لك و انت حر التصرف به… ضمن خيارات محددة من الدولة
الترجمة المبسطة للرواتب الملونة هو ان يكون فرضا راتبك الشهري يعادل الف دولار رقمي, سيكون منهم مثلا 300 دولارابيض، … 300 دولار ازرق، 200 دولاراخضر، 100 دولار بني، و 100 دولار اصفر. و سيبقى الدولار الاحمر الذي يظهر في مواسم معينة لتحقيق سياسات معينة.

سيكون لأنظمة الدول الحجة والأدوات للسيطرة على المواطنين والزوار والمقيمين والسياح وغيرهم عبر التحكم بدخلهم الشهري فتحرم هذا وتكافئ ذاك بناءًا على انصياعهم للقوانين وتقبّلهم للنظام العالمي الجديد.

المراقبة الرقمية الصارمة للتداول النقدي داخل الدولة و عبر القارات ستشكل تهديدا لاستمرار الدخل لبعض الدول و المنظمات و الجماعات المدرجة ضمن القوائم السوداء في المجتمع الدولي. عصر الكاش قد انتهي حتى على مستوى الفرد الراغب بدعم جمعية او منظمة معينة. وسيطفو على السطح اقدم نظام تجاري عرفته البشرية…. المقايضة!
“التزم أو سيتم حجب التدفقات النقدية عنك بكبسة زر!”
سيُجبَر كل من يريد التغريد خارج هذه المنظومة الرقمية ان يقوم بذلك عبر مقايضة سلعة بسلعة و خدمة بخدمة ولن يتم ذلك بسهولة.

التعليقات مغلقة.