إِنّ العادات والتقالِيد التيِ لازمت مُجتمعنا لِمئات السنين باتت تَشهد تَغيُراً ملحوظاً .. وتَبدلاً سريِعاً دونَ توقعٍ منا ! فَفيِ أقل مِن شهورٍ تبدلت الحّياه وشعرنا جميعاً بِهذا التغيير الكَبير ، ومع ذلك فإن أكبر تغيراً حدث وسط تلكَ الأحداث الساخنة هو اختفاء فيديوهات النقد والتَهميش ، والسُخرية مِن وسائِل السوشيال مِيديا ! وهي ظاهرة جديِرة بالاحترام ، والوقوف أمامها كَثيراً .
.. فَلقد اعتادّ بعض المصريون والكثير مِن النُخب السياسِية أن يوجهوا الكثيِر مِن النقد للسياسة التيِ تَتبعها الحُكومة ! وأن يُحمّلوا أي تَقصيرٍ وتَراجعٍ يَحدُث للحُكومة .. لكنهُم كثيراً ما كانوا يتحاشون الحكومة حينَ تَقوم بِجهدٍ كبيرٍ فيِ حلّ أي أزمةٍ .. ويتجنّبونّ شُكرهم وتَقديِم الامتنان لَهُم حينَ ينجحون فيِ إِدارة الأزمات !!
.. الأمر الذيِ أحدث شرخاً كَبيراً بين الشعب والحُكومة لِعدة سنواتٍ
فَمعرفة الأسباب الجوهرية لإِنكار وتَجاهُل دور الحكومات عِند إدارة الأزمات .. والحد مِن وقوع البلاد فيِ خطرٍ يَحتاج إلي دراسةٍ مُتكامِلة ، وتَحليلٍ شامِلٍ لِمعرفة تِلكَ الشروخ بينَ المواطِن والحكومة .
فَالدِول والمُجتمعات التيِ تأخُذ بِمبدأ المُساءلة والمُحاسبة وتَعطيِ كُل ذيِ حقٍ حقهُ ، وتُقيم الأداء .. فيعرفون الجِهة التيِ نَجحت فيِ توليِ المهام المُكلفة بها ! ومَن التيِ أخفقت .. وفيِ ضوء هذا وجدنا خلال الأشهُر – القليلة – السابِقة عدد كبير مِن الشخصيات الهامة أطلّت عبر الشاشات مِن بعد اختفاء دام لسنواتٍ لتحليل المشهد السياسيِ ببراعةٍ ، والأغرب ليسَ تحليلهُم للمشهد السياسيِ فهو ليسَ بِجديِدٍ عليهُم ! ، وإِنما اتفاق غالبيتَهُم علي أِن الحُكومة والوزارات حققت أعلي مُعدلات مِن النجاحات خلال تلك الأزمات المُتوالية ، التيِ ألحقت بمصر .. وتوافقت الإشارات أن مصر حققت نجاحاً كبيراً للتصديِ لِظاهرة الوباء مُقارنةً بغيرها مِن الدول .
أمّا من يطلقون أحكاماً تُشبِه تنفيذ حُكم الإِعدام علي الحكومة لأنهم تركوا المشهد السياسيِ ، واعتزلوا نتاج الإِطاحة بهم مِن قِبل الشعب فَهُم أشبه بِمَن يتّخذون مواقعهم علي دِكة الاحتياط ! آملين وطامِحين فيِ العودة لمواقِع العمل مِن جديِدٍ ، فيشيدون مرة بِمؤسسات الدولة .. ومرةٍ أخري جلدها ونقدها ، والإِطاحة بها !!
فظاهرة التقليل والتهميش ليست إِلا ظواهِر سياسية أوجدها الساسة ، والنُخب والكوادِر مِمن تولوا مناصبٍ كبيرة في الدولة ، ولم يتركوا أثرٍ يُذكر ! فأوجدوا لِهذا الهجوم والتَقليل قنواتٍ فضائية ومواقِع كبيرة للهجوم علي الحكومة .. أما الأن وخلال أيامٍ لَم نري التَفشي الكبير فيِ داء نقص مناعة الحياء ، وعدم الأخلاق .. بل وجدنا ما يُبهج القلب مِن الشعبِ لمُؤسسات الدولة ، والتَفخيم والحفاوة الضخمة لِمُساندة الدولة .. فرأينا من يقول إِن سّيادة الرئيس فيِ عهدهُ لم يتبني أي استثمار باسمه كما فعل الرؤساء السابِقين ! ومن لقّبهُ بالرئيس الإنسان .. وإنهُ لم يَحفظ الأشعار ويتغنّى بها ، بل يَرتجِل مِن قلبهِ فيحدث اتصال منهُ للشعبِ ، والشعبِ يتواصل معهُ دون مقدماتٍ ! ووجدنا عباراتٍ قديمةٍ عادات للساحة مِن جديدٍ كَـ ” أنا مصريٌ وأفتخِر ” ، وكلنا الجيش المصري .. ونحنُ والحكومة يدٍ واحدةٍ .
نعم – انتقل المصريون مِن مَرحلة التَخاذُل والسُخرية إلي مَرحلة الثِقة فيِ مُؤسسات الدولة ، ومُواجهة مَن يَعتديِ عليها أو يُقلل مِن شأنِها ! وارتفعت الروح المَعنوية مِن جديدٍ ، وتجلّت المواطنة فيِ ظهور شعاراتٍ وطنية يُرددها المواطِنين ، وانتشرت علي وسائِل السُوشيال مِيديا مُبادراتٍ مِن الأحزاب الجُدد ، والمواطنين تدعو للتكاتُف والاتحاد .. مع الالتزام الصارِم بتوجيهات الحكومة ، وقرارات الدولة .
فكلنا أملٍ فيِ صلاح وإِصلاح وطننا الحبيب .. وعودتهُ عودة حميدة ، دونَ خسائِر فيِ الأرواحِ ، وأن تَمُر تِلكَ الفترة الحَرِجة بسهولةٍ ويُسرٍ كما عبَرنا واجتزنا الكثير مِن الأزماتِ .
حفظ الله مصرنا الحبيبة
————————-
ميسون نجم
التعليقات مغلقة.