الكاتب / إبراهيم ياسين
هذا المساء أبيض ،
الجنون سقيفة الحلم ،
البشر صلصال هش !
القمر حجر معتم ،
السماوات رخوة ،
الغيم بخار ،
الأرض مسرح الجريمة !!
في الزواريب ،
تصب فوق رأسي المزاريب ،
في عاصفة تشرين ،
أرقب النمش على صدر عجوز ،
وُلدت زهرة !!
دفنها سيل الطين !!
حانوت قديم ،
الظل مذبوح يُسيج حوافه ،
بومة تتربع سقيفته !
غيوم السماء ،
تختبيء في ظلمة الحانوت ،
مخيلة ذئب وديع ،
ترشد الغزال إلى مسلخ الميدان !
غادة عارية في شرفتها ،
تخبيء الشمس بين نهديها ،
تلعن تشرين والضجر والمطر الغاضب ،
تعصب الحلم بعينيها ،
لئلا يرى العذراء الغجرية تستحم بسراب القيظ !
دمية في الطين ،
من يحس أنات دمية ؟!
تبكيها طفلة في مجدولة مليحة سمراء !
في سوق الدينار ،
تذبح الأطفال والأفكار !
فيافي البؤس والفقر والعهر والقهر تسكن التجار !!!
الحانوت حلم العابرين ،
مسرح العبث !!!
أجنحة الحنين فولاذ ،
وسط العاصفة ،
الطريق باهت الملامح ،
رسالة مدادها ..
حلم الخرير المسافر من الجبل للسهل ،
رشف ثغر غزالة ،
البابونج يغازل اليقطين !
وسط هذي الفوضى ،
متكور في زاوية ،
في فتحة الباب ، انتحر مفتاحه !!
في الخارج ، صوت العاصفة !
تمشط الشوارع ،
تلمع الأسقف ،
تصدح الجدران حنين ،
أجراس الكنائس تدق بالرحيل !
الأهلة تحتضن غبار الضباب !
أواه ، يا زهرة تشرين السمراء !!!
نار تموز وصقيع كانون ،
تلك هديتها معلقة على شجرة الأمنيات !
فرخ الحسون يصلي ،
انتحر زهر الكولونيا حسرة !
في الدجى ،
ندى الزهور ، أصبه فوقها ،
إغماءات الليل وانحناءات الفجر ،
أمر بين مدائنها ،
أرقب النوافذ ، أدق الأبواب !
أنصت ، أحزن ، أحن ، أعاود ، أدور ، أثور ،
أغوص وأطفو على سرير من حلم !!!!
بتلاتها الناعمة طواحين هواء ،
تطحن قمحي ، تعبث بحقولي !
يداها البكر ،
تعصر زيتون عيني !
التعليقات مغلقة.