مؤتمر لجلاكسوسميثكلاين علي هامش إطلاق تطعيم “بیكسیرو” أول تطعيم بمصر للوقاية من الالتھاب السحائي البكتیري “ب”
كتب : ماهر بدر
عقدت جلاكسو سميثكلاين مؤخرا مؤتمرًا علميًا رفيع المستوى علي هامش اطلاق تطعيم “بيكسيرو” الحاصل على موافقة هيئة الدواء المصرية للتحصين ضد مرض الالتهاب السحائي أو “ما يُعرف بالحمى الشوكية” الناجم عن البكتيريا النيسيرية السحائية من المجموعة ”ب “و الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة طويلة الأمد، وقد يكون الالتهاب السحائي البكتيري قاتلًا في غضون ٢٤ ساعة. حيث يتسبب المرض في معاناه واحد من كل خمسة مصابين من مضاعفات شديدة، ويتسبب في وفاة واحد من كل عشره أشخاص يصابون به حسب الاحصائيات العالميه.
شهد المؤتمر العلمي الذي نظمته شركة جلاكسو سميثكلاين بالعاصمة الإدارية الجديدة، مناقشات علمية متقدمة حول مرض الالتهاب السحائي وأنواعه وتطوره وأحدث سبل الوقايه منه، بالإضافة إلى تسليط الضوء على إطلاق التطعيم الجديد “بيكسيرو” في السوق المصري، وذلك بحضور نخبة من أبرز خبراء الرعاية الصحية المتخصصين في طب الأطفال من مختلف محافظات الجمهورية إلي جانب كبار الخبراء العالميين في مجال الرعاية الصحية وطب الأطفال.
كما شمل المؤتمر حوارًا علميًا وتعليميًا شاملًا حول المجموعات المصلية المختلفة للالتهاب السحائي، ومدى انتشارها و احتمالية وجودها في مصر، بالإضافة إلى عرض للمعلومات والإحصاءات حول انتشار الالتهاب السحائي من المجموعة ”ب“ حول العالم، وفي دول شمال إفريقيا ومصر تحديدًا. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الفهم لعلم الأوبئة والتداعيات السريرية للمرض، وخاصة النوع الناتج عن البكتيريا النيسرية السحائية من المجموعة ”ب“.
خلال المؤتمر قام الخبراء بمناقشة أهمية التحصين ضد مرض الالتهاب السحائي و خاصة للرضع في السنة الأولى من العمر، ولا سيما في الأشهر التالية للشهر الثاني من العمر بسبب ارتفاع معدلات الإصابة عالمياً خلال هذه المرحلة العمرية.
كما تناول الخبراء الحديث عن أحدث التقنيات والابتكارات في مجال االتطعيمات، خاصة التقنية المستخدمة في تطوير تطعيم “بيكسيرو” و هي تقنية متطورة اتاحت الفرصه لابتكار تطعيم جديد للوقايه من المجموعة ”ب“ من البكتيريا المسببه لمرض الالتهاب السحائي و المعروف بخطورته و مضاعفاته الشديده.
قد أشاد الخبراء بالجهود المبذوله من قبل الحكومة المصرية و القائمين علي قطاع الصحة في مصر للحد من انتشار الالتهاب السحائي من خلال توفير التطعيمات للوقاية ضد مختلف المجموعات البكتيرية النيسيرية السحائية سواء تلك التي يتم تحصين طلبه المراحل الأولي في المدارس بها مجاناً، أو التطعيمات الأخري المتاحة في السوق المصري.
يأتي طرح تطعيم “بيكسيرو” في مصر استكمالاً لتلك الجهود المبذولة في الحد من انتشار مرض الالتهاب السحائي و في إطار حرص كافه الجهات المعنيه بالدولة المصرية، بما فيها هيئة الدواء و وزارة الصحة و السكان إلي جانب شركة جلاكسو سميثكلاين كشركة رائدة في مجال الرعاية الصحية، علي صحة المواطنين المصريين، وحقهم في الحصول على التطعيمات و الأدويه الحديثة المصنعة بإستخدام أحدث التقنيات المبتكره عالمياً.
من أبرز الحضور من الخبراء العالميين، البروفيسور محمد خير طه ، الباحث البارز في معهد باستور بفرنسا، ورئيس وحدة الالتهابات البكتيرية السحائية، و الذي اشار إلى أن تطوير تطعيم فعّال ضد المجموعة ”ب“ من البكتيريا شكّل تحديًا علميًا استمر لسنوات، إلى أن مكّنت التقنيات الحديثة من إنتاج تطعيم “بيكسيرو”، الذي يُعد أول تطعيم في مصر للتحصين ضد المجموعة ”ب“. وقد نشر البروفيسور طه أكثر من ٢٣٨ منشورًا علميًا وساهم بشكل كبير في تعزيز فهم المجتمع العلمي للالتهابات البكتيرية والصحة العامة، كما أنه مؤلف لمراجعة علمية حول وبائيات مرض الالتهاب السحائي واستراتيجيات التطعيم في شمال إفريقيا، بما في ذلك مصر.
كما حضر المؤتمر البروفيسور خوسيه توماس راموس أمادور، رئيس قسم طب الأطفال بجامعة كومبلوتنسي في مدريد، ورئيس قسم طب الأطفال في أحد أكبر مستشفيات العاصمة الإسبانية، وهو باحثًا في العديد من التجارب السريرية، بما في ذلك الخاصة بتطعيم “بيكسيرو” ، و قد صرح خلال المؤتمر أن أطلاق تطعيم “بيكسيرو” في السوق المصري يعد خطوة في غايه الاهمية تجاه توفير حلول وقائية فعّالة ضد الالتهاب السحائي “ب”، حيث ان “بيكسيرو” هو أول تطعيم في مصر ضد المجموعه البكتيرية النيسرية السحائية ”ب“، و يمثل معدل الاصابات الناتجة عن البكتيريا النيسرية السحائية ١٦ % من حالات الاصابه بالالتهاب السحائي البكتيري في مصر، في حين تمثل نسب الاصابات الناتجة عن البكتيريا النيسرية السحائية “ب” نصف هذا المعدل تقريباً، وفقًا للدراسات، كما اشاد البروفيسور خوسيه بالتقنيات الحديثه و التكنولوجيا المتطورة المستخدمة في ابتكار تطعيم “بيكسيرو”.
أوضح دكتور أحمد البليدي، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، “أن مرض الالتهاب السحائي يُمثل تهديدًا حقيقيًا للأطفال، حيث يتطور بسرعة وقد يسبب الوفاه خلال ٢٤ ساعة. وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن واحدًا من كل عشره مصابين يفقد حياته، بينما يُعاني واحد من كل خمسة من مضاعفات شديدة، كما أوضح ان الأعاقات الدائمة الأكثر شيوعاً التي قد يسببها الالتهاب السحائي تشمل فقدان السمع، واضطرابات الحركة، والصرع، وأحيانًا فقدان الأطراف، ونظرًا لصعوبة تشخيص المرض في مراحله المبكرة بسبب تشابه الأعراض مع أمراض أخرى، تزداد أهمية التحصين الوقائي، خاصة في الأشهر الأولى من عمر الطفل، وأن حالات الإصابة بالمرض ترتفع بشكل خاص بين الرُضّع أقل من سنة واحدة، تليها الفئة العمرية من عمر سنه إلى أربع سنوات.”
أشار دكتور جمال سامي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس إلى خطورة مرض الالتهاب السحائي (الحمي الشوكية) الذي يحدث نتيجة التهاب الأغشية الرقيقة التي تغطي المخ والحبل الشوكي، والمعروفة باسم السحايا، و تحدث هذه الحالة غالبًا بسبب البكتيريا أو عدوى فيروسية و احيانا تكون بسبب بعض الفطريات او الطفليات. و يعد التشخيص والعلاج السريع أمرًا بالغ الأهمية لمنع حدوث مضاعفات خطيرة، فإذا تُرِك التهاب السحايا دون علاج قد يصبح خطيرًا للغاية، وقد يؤدي إلى تلف لا رجعة فيه في المخ أو الأعصاب كما يمكن ان يؤدي الي تسمم الدم والوفاة. و أوضح دكتور جمال أن من أعراض الحمى الشوكية البكتيرية للرضع أن يعانى الرضيع من عصبية غير معتادة فى سلوكه مع قىء متكرر، ورفض الرضاعة و يصبح وبكاؤه عالى النبرة، ونظرة عينية تكون خالية من التعبير، كما قد تحدث تشنجات وتكون درجة حرارته مرتفعة، و تتمثل الأعراض فى الأطفال الأكبر سناً بأن يشكو الطفل من صداع أو الم عند مؤخرة الرقبة ومن غثيان وكذلك عدم تحمله النظر للضوء، ومن الأعراض البارزة للمرض فى هذا السن حدوث قىء يندفع للأمام وارتفاع بدرجة الحرارة، كما اشار دكتور جمال أن تطعيم “بيكسيرو” مخصص للأطفال من عمر شهرين وحتى البالغين بعمر ٥٠ عامًا، ويتميز بأنه أول تطعيم في مصر يستهدف المجموعة “ب “من البكتيريا المسببة للالتهاب السحائي، كما أكد دكتور جمال علي أهمية توعيه الأم حول أعراض المرض و طرق الوقاية منه خصوصاً بالتطعيمات.
من جانبه دكتور محمود الزلباني – استاذ طب الأطفال بجامعه الإسكندرية و عميد القطاع الطبي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري والعميد الاسبق لكليه الطب بجامعة الاسكندرية، قام بالتأكيد على الدور المحوري لأطباء الأطفال في مصر في رفع مستوى الوعي المجتمعي تجاه هذا المرض، ودعوة أولياء الأمور إلى الالتزام بجداول التطعيمات الاجبارية و الاضافية، لحماية الأطفال من عواقب هذا المرض المدمر كما أشار إلي ان التحصين بالتطعيمات يعد أمر في غاية الأهمية حيث أن الحصول علي التطعيم يجنب الشخص العبء الناجم عن الإصابه بالأمراض و مضاعفتها المحتمله، خاصة وأن من الصعب تشخيص مرض الالتهاب السحائي في مراحله الأولى، حيث تكون الأعراض غير محددة كما أوضح أن ظهور أعراض الإلتهاب السحائي المحددة تكون في غضون ١٢-١٥ ساعة و تتمثل في الطفح النزفي، والهذيان، وتيبس الرقبة، والفوتوفوبيا و هي الحساسية الضوئية للعين أو انزعاج العين عند رؤية ضوء ساطع، وقد يؤدي الإصابه بالمرض للوفاة أو حدوث إعاقات دائمة تصل إلى فقدان الأطراف.
في ختام المؤتمر، عبّر المهندس حسن فهمي، مديرعام شركة جلاكسو سميثكلاين مصر، عن سعادته و فخره بإطلاق تطعيم “بيكسيرو” في السوق المصري، مؤكدًا علي حرص الشركة الدائم علي توفير التطعيمات و الأدويه الحديثه، المصنعه بإستخدام أحدث التقنيات المبتكره عالمياً. وأشار إلى أن إطلاق تطعيم “بيكسيرو” في مصر يُعد خطوة محورية نحو حماية الأجيال القادمة من مرض مدمر كالالتهاب السحائي، مضيفًا: “نحن فخورون بأن نكون شركاء موثوقين، وسنواصل العمل جنبًا إلى جنب مع الأطباء والخبراء والمؤسسات الصحية لتحقيق مستقبل أكثر أمانًا وصحة لأطفال مصر”.