كلمات الرئيس كشفت ما جري لمصر سنة 2002 من مؤامرات عالمية بالتواطؤ مع عناصر بالنظام البائد …
مصر 30 يونيو قضت علي مخططات عالمية لتركيع مصر …
عمرو عبدالرحمن يمزق أستار مراكز القوي
في خطابه قبل يوم من احتفال النصر في الثلاثين من يونيو، تكلم قائد الثورة المصرية ؛ الرئيس عبدالفتاح السيسي ؛ عن مرحلة مظلمة مرت علي مصر، وحدد الرئيس بالتحديد سنة 2002 ، ووصف حال مصر فيها بأن التنمية تقريبا توقفت نهائيا منذ هذا التاريخ.
إلي أن قامت ثورة 30 يونيو ضد الارهاب والفساد معا، يعني ضد النظام البائد بوجهيه – وليس وجه واحد فقط.
– قال الرئيس يومها : “مفيش مسؤول من 2002 كان قادر يحل كل المشاكل دي”.
هذه الكلمات تزامنت مع مقال قرأته قبلها بأيام، بقلم الكاتب السياسي ” ناجي عباس “، أشار فيه لنفس التاريخ : سنة 2002 !
وأنها السنة التي بدأ فيها تنفيذ مخطط عالمي لتركيع مصر بالتواطؤ مع كبار المسئولين بالنظام البائد (وطني وإخوان)، بهدف منعها من تنفيذ أي مخططات للتنمية داخلياً، والقضاء علي نفوذها السياسي والاقتصادي إقليميا، لمصلحة قوي النظام العالمي الجديد شرقا وغربا.
وكشف الكاتب عن حوار دار بينه وبين مسئول بالخارجية الألمانية، عن أسباب الضغوط التي تتعرض لها مصر 30 يونيو، داخليا وخارجيا، فجاء الرد الألماني صريحا وصادما لكنه ليس مفاجئاً – كالتالي:
- بصراحة – انتم أفشلتم خططاً أمريكية بريطانية صينية روسية رُصدت وصُرفت مبالغ هائلة لتنفيذها منذ عام 2002، خاصة بمصر والمنطقة كلها، علي أساس تقسيم كعكة الشرق العربي كمناطق نفوذ بين قوي الشرق والغرب!
- ما أحدثتموه عام 2013 في مصر هدم الخطط الأمريكية البريطانية – التي اعتبروها في لندن وواشنطن بعد 2005 قابلة للتنفيذ – وكان مهولاً الى حد دفع القوى الأخرى – وخاصة روسيا والصين للتفكير في سيناريوهاتها الخاصة، على سبيل المثال كانت روسيا مكتفية بقاعدتها على البحر في سوريا، وكانت الصين مكتفية بحصتها في افريقيا- أي أنها سلّما بأحقية واشنطن في كل منطقة الخليج وشمال افريقيا ومصر – وفجأة بدا ان لديكم في القاهرة – وخاصة في الجيش المدعوم شعبياً بشكل كبير – رأي آخر.
- هنا تكمن الكارثة بالنسبة للامركييين والبريطانيين وغيرهم، وأن القيادة الحاكمة لديها مشروع تنموي طموح … ويتجاوز بمراحل ما كانت العواصم الفاعله دولياً يمكن ان تسمح به.
- وتلك مشكلة حقيقية لدى مخططي السياسات في واشنطن ولندن وغيرهما.
- وهذا ما يدفع واشنطن وحلفائها للضغط عليكم – عبر عناصر التأثير الداخلية داخل المؤسسات الفاعلة كالبرلمان…
انتهي كلام المسئول الألماني – ونفهم منه التالي:
= أولا: توقف خطط التنمية في مصر عمدا مع سبق الإصرار والترصد بدأ من نفس التاريخ الذي تحدث عنه الرئيس في خطابه يعني سنة 2002 – بالتواطؤ بين قوي الغرب الصهيوني والنظام البائد حرصا منه علي مشروع التوريث وبقاء نخبة (بتوع الأعمال) علي قمة الهرم الاجتماعي والسلطة بالتقاسم بين الاخوان والوطني!
= ثانيا : أن مصر وجهت لقوي الشرق والغرب اكبر ضربة لمخططاتهم التوسعية، بإطلاق أضخم حزمة من المشروعات القومية العملاقة، استمرارا لاستراتيجية بناء مصر الكبري فور انتصار ثورة 30 يونيو، وهي المشروعات التي لا نظير لها في تاريخنا منذ 3000 سنة.
= ثالثا : الخطر الحقيقي يتمثل في أن هناك قوي سياسية داخلية تتحرك في الاتجاه المضاد للقيادة السياسية، التي تخوض حروبا علي كافة الجبهات الاستراتيجية.
وهو ما يمكن رصده – علي سبيل المثال – في سلوك الأكشاك السياسية الجديدة التي تمثل امتدادا للنظام البائد بوجهيه الفاسد المفسد في الأرض (الوطني) والإرهابي التابع لتنظيم القاعدة …
– منها ( مستغفل وطن ) … الذي يموله أكبر ممولي لجماعة الخوانجية بالتواطؤ مع شركاه القطرجية “خيرت الشاطر” و”حسن مالك” و . و …
إذ وبينما رئيس الجمهورية وقائد ثورة مصر 30 يونيو يتحدي أخطر أزمة اقتصادية عالمية ويعلن زيادة المعاشات بنسبة 14 % …
تطالب هذه الأكشاك بفرض الجباية علي الموظفين واصحاب المعاشات …
— نفس اساليب الوطني القديمة باستهداف البسطاء وحماية (بتوع الأعمال) الذين لا يدفعون أبدا – إلا قبل الانتخابات لنيل الحصانة وجمع الغلة بالكراتين …
وأيضا علي حساب البسطاء …
ومنهم أيضا من يدعو للمصالحة مع الجماعة الإرهابية بزعم أن فيهم من ( لم تتلوث أيديهم بالدماء) – علي غرار عناصر لجنة السياسات والوطني المنحل الذين (لم تتلوث أيديهم بالفساد) … وكلاهما فاسد وإرهابي ولو بالصمت والعضوية في حزب وجماعة إرهابية والتربح بالمناصب والحصانة … وما أدراك ما الحصانة التي يدفعون فيها الملايين لنيلها ويتحولوا إلي مراكز قوي معادية للثورة … تماما كتلك التي ظهرت عقب ثورة 23 يوليو.
= هكذا؛ يبقي الخطر الداخلي دوما هو الخطر الأكبر علي مصر التي لو اجتمعت عليها قوي الشرق والغرب ما نالت منها إلا باختراق من الداخل لا قدر الله.
كاتب المقال : الكاتب الصحفي والمحلل السياسي بتليفزيون جمهورية مصر العربية
حفظ الله مصر
التعليقات مغلقة.