نحن نفطر بالحوت ونرتدي الزبون ونتغدي بالعصيدة
بقلم / أمل الدليو
أيام قليلة تفصلنا عن نهاية الشهر الفضيل شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات وتستقبل العاصمة الليبية طرابلس الأحتفال بقدوم عيد الفطر المبارك كما هو معروف كل عام بمظاهر فريدة ومميزة وذلك يبدأ مع بزوغ خيوط الفجر الأولى حيث تقوم السيدات بتجهيز قاعات استقبال الضيوف بعد تعطيرها بالبخور الوشق في حين يرتدي الرجال ما يعرف ب(الزبون) وهو زي تقليدي يتكون من ثلاث قطع (بنطلون وقميص وفرملة مطرزة بخيوط الحرير) قبل الخروج إلى الساحات لأداء صلاة العيد في أجواء من الفرح بقدوم العيد في مشهد انيق وبديع مملوء بالبهجة والسرور .
وترتدي النساء والأطفال ثياب العيد وتتزين كفوف البنات بالحناء والذهب،
ثم تبدأ زيارات الأهل والأقارب والأحباب للمعايدة عليهم وتحتل صلة الرحم المرتبة الأولى في طابور المعايدات بين الليبيين حيث تتزاور العائلات لتقديم التهاني وينال كبار السن الأولوية في المعايدة
كما ينتقل الليبيون بين المدن لزيارة الأقارب في أيام العيد للترفيه وقضاء هذه الأوقات التي ينتظرونها من العام للعام
وتكون وجبة الإفطار في معظم البيوت الليبية اول يوم عيد وجبة السمك واسمه (حوت ) عندنا ومعه الفطيرة أو ( الخبز ) نظرا لارتباط مهنة الصيد بسكان المدينة القديمة أو العتيقة ، وباعتبار أنه يجلب الحظ الجيد لأصحابه.
والرجال بعد عودتهم من الصلاة يقوموا برش ماء الزهر وهذه من العادات الجميلة وتكون الزوجه في أبهي صورها وزينتها وتستقبل زوجها أو والدها أو اخوها بماء الزهر أيضا .
ثم شرب القهوة العربية وبعدها يتم تقديم الحلويات الليبيية
وفي الغداء يتجمع كل أفراد العيلة في البيت الكبير ويكون غدانا فاصوليا
وفي الليل معظم العائلات تاكل العصيدة
في الشرق نفس العادات لكن الافطار يكون عصيدة
والقهوة العربية مع البكلاوة الطرابلسية والحلويات مثل كعك الحلو والملح والغريبة العربية باللوز والمقروض والدبلة.
وفي بعض العائلات يكون الفطور سفنز والشاهي بالنعناع ومالذ وطاب من حلويات الليبية التقليدية.
و في الشرق الليبي بصفة عامة يكون طبق العصيدة بالرب التي يتناولونها بعد صلاة العيد. وتكون ربة البيت قد جهزت مجموعة من الحلويات الليبية.
اما وجبة الغداء فالعادة في كل العائلات الليبية تتجمع في بيوت الأجداد لتناول وجبة الغداء وهي تختلف من بيت لآخر الذي يكون من ضمن أطباقه الرئيسية لحم الخروف.
وجبة الغداء المتعارف عليها في معظم البيوت الليبية في أول أيام عيد الفطر هي (ياهني الفاصوليا)
وتتكون من طبيخة بالحم الخروف وبصل وصلصة الطماطم وفلفل وكركم وملح والفاصوليا.
مع الكفتة بالبصلةالطرابلسية، و المبطن اللذيذ
وبعض البيوت يكون الغداء ياهني بطاطا أو بالزين أو عيش. يختلف من عائلة لأخرى حسب التقاليد.
ليبيين في الغربة
اما نحن الليبين في الغربة
نستقبل العيد بنفس الفرحة ولم يتغير علينا شي كما يحدث في ليبيا التي تقبع في القلب وكل عاداتنا وتقاليدنا كبرت معانا وفي داخل قلوبنا
فاليبيا بشرقها وغربها شمالها وجنوبها جزء منا وفينا
وقد صمدنا أمام كل الظروف للحفاظ على الحفاوة بهذه المناسبة هناك معايدات وكلمات حفظناها وتوارثناها من أجدادنا دائما ما نرددها مثل . (
تبدأ المعايدة من ليلة العيد ب (عيادي وسنين دايمة) (من العائدين الفايزين عليكم ياغالين السوم إنعيد قبل العيد بيوم)
( مبروك عيدك يالعزيز علينا.. نرجو سماحك كان فيك أخطينا)
كل عام وليبيا والليبيون والمسلمين وكل العرب بخير وصحة وسلامة يارب
التعليقات مغلقة.