موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

كلب ضال ….. قصة قصيرة

كلب ضال ..... قصة قصيرة

 

 

بقلم / ياسر عامر

أنهت نجمة الإغراء الشهيرة آخر مشاهدها في فيلمها الجديد، لم ترضى عنه كثيرا كالعادة، حاجتها للمال هي شيطانها الذي يدفعها لفعل تلك الأفلام الرخيصة في محتواها الغالية في أسعار مشاهدتها.

لم تخفي نيتها في تغييرنمط حياتها ومبادئها، كأنها جانية ارتكبت العديد من الجرائم وتريد التملص منها، فكرت في الاعتزال نهائياً هكذا قالت ضمن حوارها مع مساعدتها التي تجلس بجوارها وتنبهها كل فترة للطريق الذي بدأ الجزء السيئ به مظلم موحش صامت كأنه جسد قتيل حديث او بالاصح قاتل متسلسل يحصد ارواح ممن يعبرون هذا الطريق يومياً.

فجأة علي جانب الطريق سيارة مقلوبة حديثاً بدا شبح انسان يخرج منها متوجهاً زحفاً كحيوان صحراوي من فصيلة الزواحف يعبر الطريق الرئيسي.

عندما اقتربت رأت شخص أحاطت به دمائه من اثر جروح انقلاب السيارة، التي لم تمنعه من التعرف عليها عندما اقتربت منه تسعفه علي ضوء مصابيح سيارتها، توقفت فجأة تأوهاته واستغاثته عندما اقتربت منه هي ومساعدتها محاولتين إدخاله في السيارة، لم يخفي سعادته بلقائها، حلم تكرر كلما شاهد لها مشهداً من احد افلامها، محاولاً إظهار سعادته بلقائها بل شكر ظروف الحادث رغم الآلام لأنه سبب في لقائهما..

همت بالإسراع بسيارتها … صاح فجأة وكأن فاته شيء هام … “اعتقد ان زوجتي  ستغضب لذلك”… طمأنته انها ستصحبه الي فيلتها القريبة و تتصل بالطبيب جارها لأن أقرب مستشفى علي بعد ساعات وجروحه تنزف.

عند وصوله الي سرير في فيلتها بعد افاقته من غيبوبة …. ظل يصيح بعد ان أدرك مكانه…”اظن ان زوجتي ستغضب لذلك”… طمأنته انها ستتصل بزوجته لاحقاً بعد الاطمئنان عليه…. بدأ الطبيب يعمل باهتمام في كامل جسده الذي أصابته الجروح وتجبير قدمه المكسورة… وأمرها بعدم تحريكه ايام معدودات.. أبدت استعدادها لاستضافته واقتربت منه بحنان مبالغ فيه  لتطمئن او بالاحري تطمئنه .. وهو يظهر علامات السعادة … ولكن فجأة يصيح” أعلم ان زوجتي ستغضب لذلك”… كل يوم كانت تصر ان تشرف علي طعامه وعلاجه بنفسها … كلما اقتربت منه مدعية قياس درجة حرارته بيدها عن طريق جبينه ارتعش لا يدري ان كان فرحاً أو الماً ويعاود اصفرار وجهه وهو يصيح” اعتقد ان زوجتي ستغضب لذلك”… أبدت إعجابها بما لمسته من اخلاصه لزوجته وتفكيره الدائم لها رغم ما به من آلام وجراح، متوددة معه في الحوار ان كل الرجال ينسون زوجاتهم عندما يلتقون بها… كان يفكر كيف حققت له الظروف أحلامه وها هو ذا يعيش مع نجمة أحلامه المشهورة في سريرها تحت سقف منزلها، أزعجه حديث لها عندما اعلنت انها تفعل ذلك دوماً كعمل خير يخفف عنها وطأة ذنوبها وافلامها التي لا ترضي عنها، وأخذت تشرح له بعض اعمالها الانسانية ” متقمصة دور الداعية”، عندما وجدت كلباً ضالاً جريحاً وأخذته للطبيب ولم يغمض لها جفن حتى تماثل للشفاء قبل ان تعيده للشارع مرة اخرى… بعد عدة أيام طلبت منه ان النجمة ان يعطيها رقم زوجتة تطمئنها او عنوانها ترسل لها من يأتي  بها لأخذ زوجها …ولكنه قال: ” اعتقد ان زوجتي ستغضب جداً لذلك” عندما أصرت سألته سؤال مباشر بإصرار أين هي؟

أجاب: انها ان لم تكن وجدها أحد فهي ما زالت اسفل السيارة بالصحراء مكان حدوث الانقلاب وقد لك مرارً وتكراراً ” اكيد انها ستغضب لذلك.

 

التعليقات مغلقة.