موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

كشف تخاريف خلق النبي من نور وأكاذيب صك الغفران المتأسلمة …

  • الانحراف الديني وتحريف النصوص وجهان لعملة واحدة …

 

بقلم الكاتبة / نجلاء نبيل

هناك اعتقاد من البعض أن النبي مخلوق من نور وأنه أول خلق الله ولذلك وجب علينا البحث والتدقيق لإثبات الحقيقة وتعديل الفكر المنحرف عنها فلقد وجهت إلى هيئة كبار علماء السنة وإلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عدة أسئلة كثيرة حول موضوع خلق الرسول صل الله عليه وسلم هل هو بشر أم خلق من النور؟

وهل هو أول الخلق؟ وما إلى ذلك .

 

وكان السؤال الأكثر أهمية هو  : –

 

إذا مات الشخص وهو يعتقد أن الرسول صل الله عليه وسلم ليس ببشر وأنه يعلم الغيب وأن شفاعته حق مطلق مثل صك الغفران وأن التوسل بالأولياء والأموات قربة إلى الله عز وجل فهل يدخل النار ويعتبر مشركاً ؟

 

علماً بأنه لا يعلم غير هذا الإعتقاد وأنه كان يعيش في منطقة ل علماؤها وأهلها يقرون بذلك فما حكم هذا الإعتقاد ؟ وهل يجوز التصدق عن هذا الشخص بعد موته ليغفر له؟!! .

 

فكانت الإجابة عليه من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله- بقوله:

 

“من مات على هذا الإعتقاد بأن يعتقد أن محمداً صل الله عليه وسلم ليس ببشر أي ليس من بني آدم أو يعتقد أنه يعلم الغيب فهذا إعتقاد كفري يعتبر صاحبه كافراً كفراً أكبر .

وهكذا إذا كان يدعوه ويستغيث به أو ينذر له أو لغيره من الأنبياء والصالحين أو الجن أو الملائكة أو الأصنام

لأن هذا من جنس عمل المشركين الأولين كأبي جهل وأشباهه وهو شرك أكبر “.

 

كما أجاب فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين على مثل هذا السؤال بقوله:

“من اعتقد أن النبي صل الله عليه وسلم نور من الله وليس ببشر وأنه يعلم الغيب فهو كافر بالله ورسوله وهو من أعداء الله ورسوله وليس من أولياء الله ورسوله لأن قوله هذا تكذيب لله ورسوله ومن كذب الله ورسوله فهو كافر والدليل على أن قوله هذا تكذيب لله ورسوله قوله تعالى:

 

“قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ  ”

 

وقوله صل الله عليه وسلم: ” إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ”  .

 

هذا وقد وجِّه إلى اللجنة الدائمة السؤال التالي:

“هل النبي نور من نور الله كما يقول بعض الناس وهل هو نور عرش الله سبحانه وتعالى”؟

 

فأجابت اللجنة عليه بما يلي:

 

“النبي صل الله عليه وسلم نور هدى ورشاد ولي مخلوق من نور كما قال تعالى:

” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا .

أي أنه يقوم مقام السراج المنير في تبديد ظلمة الجهل والكفر للعالمين .

 

وليس بدنه نوراً وليس هو من نور الله الذي هو وصفه بل هو لحم وعظم وما خالطهما خلق من أب وأم كغيره كما مضت بذلك سنة الله تعالى في البشر وكان يأكل ويشرب ويقضي من شأنه وله ظل إذا مشى في شمس أو نحوها وليس كما أشاعوا أنه صل الله عليه وسلم ليس له ظل .

 

وأما قوله تعالى: ” قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ”

فالمراد بالنور في ذلك ما يبعثه الله به من الوحي من عطف الخاص على العام ولم يثبت في القرآن ولا في السنة الصحيحة أنه نور عرش الله فمن زعم ذلك فهو كاذب.

 

كما وجّه إلى اللجنة السؤال التالي:

“إن جل الناس يعتقدون أن الأشياء خلقت من نور محمد وأن نوره خلق من نور الله ويروون عدة روايات كاذبة منها  :

 

أنا نور الله وكل شيء من نوري  

 

ويروون أيضاً

أول ما خلق الله نور محمد صل الله عليه وسلم

 

فهل لذلك من أصل؟

 

ويروون : أنا عرب بلا عين أي رب!

أنا أحمد بلا ميم أي أحد 

 

فهل لذلك من أصل؟

 

قال القرطبي: “والصلاة من الله رحمته ورضوانه، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره”

 

وعن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: “ما مِنْ عبدٍ يُصَلّي عليَّ إلَّا صَلَّتْ عليه الملائكة، ما دام يصلي عليَّ، فلْيُقِلَّ العبدُ من ذلك أوْ لِيُكْثِرْ” رواه أحمد وحسنه الألباني

 

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: ” مَنْ نَسِيَ الصَّلاة عَلَيَّ، خَطِيءَ طريق الجنة” رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

 

نبينا صل الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، وصاحب المقام المحمود، والحوض المورود, وأول من تفتح له أبواب الجنة وأول من ينال أعلى منازلَها وهو صاحب الشفاعة العظمى  إلى غير ذلك من فضائله وخصائصه صلوات الله وسلامه عليه .

 

ومع ذلك فهو أيضا ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ محمد بن عبد الله رسول الله ونبيه وعبده لا يتجاوز هذه المنزلة، كما قال الله تعالى:  . قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ  ” .

 

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال:

” جاء رجلٌ إلى النبي صل الله عليه وسلم فراجعه في بعض الكلام فقال: ما شاء اللهُ وشئتَ، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: أجعَلْتني مع الله عِدلًا (وفي لفظ: ندًّا)   لا.. بل ما شاءَ اللهُ وحدَه  ” رواه أحمد وحسنه الألباني.

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:” أن ناساً قالوا: يا رسول الله يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل  ” رواه أحمد وصححه الألباني.

 

وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: ” لا تُطْروني -أي لا تتجاوزوا في مدحي- كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله  ” رواه البخاري.

 

قال تعالى   :

” قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ ” .

 

حفظ الله مصر

 

التعليقات مغلقة.