تتطور طقوس الاحتفال بشهر رمضان المعظم بمرور الزمن.. ويبقى الفانوس العامل المشترك الذي لا يختفي أبداً.. ففي بداية الشهر الكريم تتزيّن واجهات المحالّ بأشكال مختلفة للفانوس، تراثية ومستحدثة، تقليدية وغير تقليدية، ولكن ما هي قصة الفانوس في التراث العربي الإسلامي؟
الفانوس واحد من أهم المظاهر الفلكلورية الاحتفالية للوطن العربي، بلغت أهميته ظهور دراسات ورسائل بحثية حول نشأته وتطوره، وهو جزء لا يتجزأ من الاحتفال بالشهر الكريم.هناك العديد من القصص عن أصل الفانوس… إحدى هذه القصص أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، وكان كل طفل يحمل فانوسه ويغنّي الأطفال معاً بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان…
هناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضيء شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تضاء عن طريق شموع توضع بداخلها. وتروي قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا. هكذا كانت النساء يستمتعن بالخروج وفي نفس الوقت لا يراهن الرجال. وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج في أي وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون في الشوارع ويغنون.
ثم انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءاً من تقاليد شهر رمضان ولا سيما في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.
وهكذا بقيت الفوانيس تضيء الشوارع حتى آخر شهر رمضان لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة، ويتحول الفانوس رمزاً للفرحة وتقليداً محبباً في الشهر الكريم.
التعليقات مغلقة.