بقلم : جمال البدراوي
تحسست تليفوني وقمت بطلب رقم تليفون صديق غال وعزيز علي قلبي وعندما وجدته غير موجود بالخدمة خفق قلبي وازدادت دقاته بشكل اسرع واحسست بفقدانه وقمت بطلب ابنه احمد واجابني بعد ان عرفني وخفت ان اسأل عن والده ولكن جمعت قواي وسألته واجابني بصوته المتهدج والدي مات منذ عام ونصف العام وشعرت بدوار وجلست غير متمالك الألفاظ او الكلمات وقدمت العزاء والاعتذار معا لاني كنت في العنايه المركزه في وقت رحيله فلقد رحل صاحب أطيب قلب وانقي ابتسامه وليس بأيدينا سوي ان نرضي بقضاء الله وقدره ..بصعوبه بالغة استقبلت خبر وفاة صديق العمر في مشوار بلاط صاحبة الجلالة بسنوات البدايات الصعبة وقت معرفة معادن الناس بدون نفاق وفي السنوات الاخيرة أيضا الكاتب الصحفي العمالي يحيي الصاوي الذي لم يتغير يوما واحدا ..استقبلت الخبر وقلبي يعتصر وجعا ليس فقط لفراق الاخ والصديق والزميل يحيي ، ولكن لأنني فقدت واحدا من انقي الانقياء من أصحاب القلوب الوفية ناصعة البياض ..
ترك الصاوي بداخلي ذكريات جعلته الحاضر الغائب ولا استطيع ان امحو من ذاكرتي زياراتي الاخيرة له بمنزله في عابدين وهو علي فراش المرض وقبلت رأسه ويده لشعوري بشده مرضه صديقي ورفيق دروب الصحافة الذي انشغل طيلة سنوات عمله بهموم ومشاكل العمال ولطالما استقبل باب وراء شكواك الذي كان يحرره بجريدة العمال الصادرة عن الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ردود المسئولين بكافةالقطاعات وساهم بذلك في حل العديد من مشاكل العمال بالشركات والهيئات المختلفة.
وهو من مؤسسي جريدة العمال مع الراحل الكاتب الكبير احمد حرك رئيس مجلس إدارة الأتحاد العمالي والجريدة و
كان يحي الصاوي من ابرز الصحفيين العماليين المتخصص في شؤون العمل والعمال بجريدة العمال ومن أوائل العاملين فيها و من مؤسسيها ،يشهد له كل من عرفه بالاخلاق في العمل ،والصدق في الكلمة والابتسامة العريضة التي تملاء وجهه.
اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وكن في عون أسرته وبارك اللهم في ابنائة .. أسألكم الدعاء له ولنا بحسن الخاتمه والسيرة العطرة التي تعيش ابد الدهر ..السيرة الأطول من العمر ..رحمك الله يا حبيبي وصديقي المحترم وطيب الله ثراك ..وانا لله وانا اليه راجعون.
التعليقات مغلقة.