.. الأن بعد أن وافقت علىَ تحمُّل المسؤوليّة ، وأدّيت اليمين الدستوريّة ، وأصبحت مُكلّفاُ أمام الشعب بتنفيذ نَصّ اليمين : “أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً علىَ النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعىَ مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ علىَ استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه”.
.. أعلم أنّك لا تملك عصىَ سحريّة لتغيِّر الأوضاع بين يوم وليلة، وأعلم أيضاً أنك لست قادماً من كوكب عطارد .. نحتاج منك أن تجعل لديك نظام حقيقي تسيطر به علىَ وزارتك ، لاتضع الأوراق كلّها فى يديك ولا في يدي أهل الثقة – فقط – بل اجعل بجوارك كفاءات حقيقيه واعطهم الأمل في أنّهم يمكن أن يكونوا يوماً مثلك .. وزراء أو مسئولين كبار.
معالى الوزير.. لا تخف علىَ زوال كُرسيك ولا تعمل مِن أجل أن تُخَلّد عليه .. فحتما ولابد ستكون وزيراً سابقاً في يوم مِن الأيام .. فاعمل مِن اليوم أن تكون وزيراً أحبّهُ الشعب لأنه عمَل كُلّ ما في وسعه ، رفع المواطنين لمكانه بدلاً مِن أن ينزل إليهم – ليلتقط صورا سينمائيه – حلّ مُشكلات المواطنين بالحقيقة وليست بالشعارات ، والصعب منها وضع لها خطط حقيقيّه لسُرعة حلّها ، صارح الناس بما في استطاعته وما سيعمل عليه بصدق واجتهاد .
معالى الوزير.. وزارة سيادتك مُترامية الأطراف في كُلّ ربوع مصر.. فالمديريات والإدارات وحتّىَ الوحدات في النجوع تتبع سيادتك وتؤثر بالسلب أو الإيجاب علىَ سمعة الوزارة .. فأرنا سيادة الوزير عبقريتك بالتحكُّم في كُلّ تلك الهيئات التابعة لسيادتك والسيطرة الحقيقية عليها لكي يشعر المواطن البعيد عن القاهرة أنّه يستطيع حلّ مشكلته وإلّا فهناك آليّة حقيقية – ناجزة – يستطيع مِن خلالها الوصول لأكبر مسئول في وزارة سيادتك لتُحَل مشكلته ، وساعتها فالموظف المُتكاسل أو المُتخاذل سيفهم أنّه إن لم يحِلّ بالقانون وروحه سوف ينال عقاباً وقتياً.
معالي الوزير .. نعرف أنك تحمل لنا خيراً .. وأنك لا تريد بنا شراً ولكن يا سيادة الوزير ليست كُل الأمنيات هي الحل – فقط – نريد منك تحركاُ علىَ الأرض .. واضح ومعروف للجميع .
.. واجِه المشكلات التي نعيشها بقوة وصلابة وترابُط ، واستمِع لأهل الخبرة والفهم وذاكر ما يهم المصريين وما يحتاجونه .. وطالما رضيت أن تتحمَّل المسئولية فاعطي لنا وقتاً مِن وقتك لدراسة واقعنا وما يمكن فعله .
معالى الوزير.. زملائك الوزراء في الحكومة هُم أعضاء فريق، أنت واحِد منهم فلا تتمَلمَل مِن أن وزيراً آخر – صدفة – قد تقابل مع عمل هو مِن اختصاص وزارتك ، ولا تحقد عليه ولا تغضب وتقاطعه ، بل حاول أن تصِل إليه وتتعاونوا.. فمصر تحتاج منّا التكاتف والعمل بروح الفريق المؤمن بهذا الوطن والمؤمن بشعبه.
.. وأرجو مِن معاليك أن تنتقى جيّداً جهازك ومعاونيك ومن يحيطون بك ، لا تسمع لمن يُمَجِّد في شخصك علىَ حساب الآخرين، ومن يعمل علىَ الوقيعة بينك وبين موظّفيك أو في مجال عملك.
أرجو مِن معاليك أن تخرج مِن الوزارة وأنت تفتخر أنّك قد أخرجت صف ثاني وثالث ورابع لتوَلّي القيادة .. وأنّك اهتمَمْت شخصياً بالإشراف والمتابعة علىَ تدريبهم وتأهيلهم التأهيل المتميّز، الذي يجعلهم علىَ رفعة وزارتك وتقديم أكبر جهد وفكر لرفعة مصر.
أسمى آيات التحية والترحيب بشخصكم الكريم .. ونوّرتنا .. ويارب تبقىَ وزير خفيف علىَ قلوبنا .. ونحبّك علىَ قدْر حُبَّك لمصر واحترامَك لشعب مصر.
التعليقات مغلقة.