كتبت د عبير سعد سلامة
يعتبر البحث العلمي أحد أكثر الواجبات الدراسية تعقيدًا واستهلاكًا للوقت والجهد.
لكنّه ذو أهميّة كبرى في الوقت ذاته .
مفهوم البحث العلميّ
ويُقصد بالبحث العلميّ بأنّه الطريقة العلميّة أو المنهج العلميّ الذي يتم اتّباعه لتحقيق أهداف العلم أوحل المشكلات، وإضافة بعض المعارف، والتثبت من صحة هذه المعارف عن طريق اختبارها بالطريقة العلميّة.
خطوات إعداد بحث علمى
تتمثّل عمليّة إعداد البحث العلميّ بعدّة مراحل، لا يمكن إغفال أي جزء منها، فكلّ جزء يمثّل عنصراً مهمّاً .
اختيار الموضوع
اختيار موضوع البحث يمكن أن تكون الخطوة الأولى في كتابة أيّ بحث هي اختيار موضوع البحث، إذ تُعدّ من أصعب الخطوات فيه وأكثرها أهمية،
وتُعدّ هذه المرحلة من أهم مراحل إعداد البحث العلميّ، فبناءً عليه يتمّ اختيار موضوع واحد من بين العديد من المواضيع. وبعد تحديد الموضوع، يتمّ اختيار عنوان البحث بحيث يكون مختصراً، واضحاً، ومعبّراً، وغير قابل للتأويل.
ويجب أن يكون اختيار الموضوع مبنياً على عدّة أسس منها
مدى قابليّة الموضوع للبحث.
أهميّة الموضوع وفائدته للمجتمع وللمتخصصين فيه.
نوع الحلول التي سيقدّمها؛ تطبيقيّة أم إنسانيّة.
توفّر المصادر والمراجع، وسهولة جمع المعلومات والتأكد من صحتها.
تحديد المشاكل
المشكلة هي أساس البحث، وهي الشرط المسبق لقيام البحث العلميّ.
فبعد تحديد الموضوع المُراد البحث فيه، تُحدد المشكلة الرئيسيّة فيه عن طريق الخبرات العمليّة،
أو القراءات، والدراسات، والبحوث التي يطّلع عليها الباحث، ثمّ يقوم بصياغتها على شكل عبارةٍ أو سؤالٍ واضحٍ ومحدّدٍ ومفهوم.
جمع المادّة العلميّة
للحصول على مادّة علميّة ثريّة يلجأ الباحث لجمعها من عدّة مصادر. فيمكن للباحث أن يبحث في المصادر النظريّة للمعلومات كالكتب والمقالات العلميّة الموثّقة. أو عن طريق المعلومات الميدانيّة عن طريق الاستبانة، أوالمقابلات الشخصيّة، أو عن طريق عمل اختباراتٍ تُطرح على مجموعةٍ من النّاس للحصول على حلولٍ مقترحةٍ، أو عن طريق الملاحظة وهيَ إحدى الأدوات التي يستخدمها الباحث لجمع معلومات عن طريق الانخراط في المشكلة
تنظيم البيانات وتحليلها
بعد جمع البيانات التي تخدم المشكلة المحدّدة، يستخدم الباحث عدّة أساليب لتنظيم البيانات والمعلومات، كالجداول، أو الأشكال، أو الرسومات البيانيّة، أو قد يستخدم الأساليب الإحصائيّة كالوسط الحسابي والوسيط وغيرها.
تحديد النتائج
يتوصّل الباحث للنتائج بعد دراسته الشّاملة لموضوع البحث، وهذه هي المرحلة التي يتوصّل فيها لأجوبة عن أسئلته التي طرحها في بداية البحث.
خصائص البحث العلميّ
ومن أهم الخصائص التي يجب مراعاتها عند كتابة البحث
الموضوعيّة: وذلك يعني بأن يقوم الباحث بكتابة الموضوع، والحلول، والنتائج بشكل موضوعيّ، بعيداً عن التحيّز أو التزمّت لفكرة أو اعتقاد شخصيّ.
الاختياريّة والدقّة: ونعني بذلك أن تكون النتائج المترتّبة على البحث قابلةً للبرهنة، كما يجب أن تكون المعلومات دقيقة ومن مصادر موثوقة.
المنطقيّة: فعند اقتراح حلول معيّنة لا بدّ أن تكون خاضعة للقواعد والأصول المستمدّة من المهنجيّة العلميّة.
التبسيط والاختصار: فيُبيّن الباحث جميع المعلومات والحلول التي توصّل إليها في دراسته، ولكن بطريقة مختصرة باختيار أهم النقاط المتعلقة بالمشكلة.
الأمانة العلميّة: فيوثّق الباحث جميع المعلومات بمصادرها، ويذكر الآراء والأفكار بدقّة.
أهميّة البحث العلميّ
يسجلّ آخر ما توصّل إليه الفكر الإنسانيّ في ميدانٍ أو موضوعٍ ما.
هدف البحث العلمي لإبراز الحقيقة في موضوع معيّن،
ويُعالج مشكلة ويضع لها حلولاً سواء كانت ثقافيّة، أو سياسيّة، أو اجتماعيّة، أو غيرها من المجالات،
يُساعد على النهوض بالمجتمع، وزيادة تطوّره ونُموه ليواكب التطوّر الحضاريّ للأمم.
التعليقات مغلقة.