موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

شريان الحياة

شريان الحياة .
بقلم اللواء / طارق الفامي .

أثار مشروع القطار الكهربائي السريع والذى سوف يربط بين العين السخنة في السويس ومدينة العالمين الجديدة جدلاً واسعاً وتساؤلات بين أفراد الشعب المصري العظيم وخاصة علي مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة وأن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع قدرها 360 مليار جنيه علي أن يتم الإنتهاء من أعمال تنفيذ المشروع خلال عامين من بداية تفعيل التعاقد مع شركة سيمنز الألمانية العالمية المنفذة للمشروع .
وقد صرح رئيس الهيئة القومية للأنفاق د / عصام والي بأن هذا المشروع سوف يكون عبارة عن مجوعة من الخطوط وليس خطا واحداً وأن هناك 5 مشروعات لسكك حديد القطار الكهربائي السريع بطول حوالي 1600 كم وأكثر وأنه أثناء إنشاء هذه المشروعات سوف تتوفر 70 ألف فرصة عمل للمشروع الواحد .
كما أضاف قائلاً أن هناك قطار سريع لنقل البضائع .
وهنا لنا وقفة طويلة حيث أن هذا المشروع قد قضي نهائياً علي الحلم الإسرائيلي .
فقد دأبت إسرائيل على محاولة إقامة مشاريع تهدف إلي تقليل الأهمية الإقتصادية والإستراتيچية لقناة السويس المصرية فبعد توقيع إتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة طلبت إسرائيل في إجتماع سري مساعدة دولة الإمارات لإحياء مشروع إيلات _ عسقلان وأن تعمل علي إقناع المملكة العربية السعودية بإنشاء خط أنابيب بترول يربط مصافي البترول في مدينة ينبع السعودية بميناء إيلات الإسرائيلي حتى تتمكن إسرائيل من نقل النفط الي أوروبا عن طريق موانئها على البحر المتوسط .
كما تعمل إسرائيل جاهدة لإحياء سكك حديد الحجاز لتكون بديل بري عن قناة السويس المصرية وذلك بربط دول الخليج العربي بخط سكك حديد الحجاز وصولاً إلى ميناء حيفا في إسرائيل وذلك لربط البحر المتوسط بدول الخليج العربي كما يمكن مستقبلاً ربط سكك حديد الحجاز بخطوط سكك حديدية أخرى مع إحياء مشروع طريق الحرير الصيني والذى يربط الصين بباقي دول العالم لتكون إسرائيل جزء هام في هذا المشروع والذي تطمح إسرائيل بأن يوفر لها عائداً إقتصاديا وذلك بمرور التجارة والنفط إليها من أقصي الشرق ودول الخليج العربي النفطية ثم نقلها الي دول أوروبا و أمريكا لتنافس مصر في إيرادات قناة السويس المصرية .
ولكن هذه المشاريع الإسرائيلية المزعومة لن تحقق أي جدوي إقتصادية ولا تمثل أي تهديد لقناة السويس المصرية ولا للإقتصاد المصري ولكن هذه المشاريع الغرض منها إغراء الدول العربية بالنمو الإقتصادي .
فقد سبق لإسرائيل أن طرحت العديد من المشروعات اللوچيستية علي مدار السنوات الماضية ولم تتحقق أو يكتب لها النجاح ولكن هي مناورات سياسية ضمن المشروع الإسرائيلي الأمريكي للتطبيع مع الدول العربية وفرض السلام بين العرب مع دولة إسرائيل وهذا ما تسعى إليه إسرائيل وتبذل في سبيله كل الجهود من أجل تطبيع العلاقات مع الدول العربية وبخاصة دول الخليج العربي النفطية .
ولكن سرعان ما قامت مصر بإجهاض هذا الحلم الإسرائيلي وتحويله الي كابوس حيث أن هذا المشروع هو بداية لربط كل محافظات جمهوريه مصر العربيه بعضها ببعض من شرقها الي غربها ومن شمالها الي جنوبها وليس هذا فقط بل سرعان ما سيتحول هذا المشروع لربط الدول العربية في شمال أفريقيا بعضها ببعض ليكون نواة الترابط العربي وسرعان ما ينتقل هذا المشروع إلي باقى الدول الأفريقية لتحقيق الترابط الأفريقي والذي سيكون لهم نافذة علي البحر المتوسط ليمكنهم من نقل بضائعهم إلي موانئ الدول العربية في شمال أفريقيا لتصديرها إلي أوروبا والعكس صحيح في إستيراد إحتياجاتهم من دول أوروبا عبر موانئ الدول العربية في شمال أفريقيا ثم نقلها عبر خطوط سكك حديد القطار الكهربائي السريع ليتحقق الترابط الأفريقي وخاصة وأن هذا القطار الكهربائي السريع موجود في دول أوروبا ويربطها تجارياً و ذو جدوي إقتصادية عالية وهذا ما وضعت مصر له اللبنة الأولي في القارة الأفريقية وسوف تتضح أهمية هذا المشروع علي المستوي المحلي و الأقليمي و القاري حينما يتعرض العالم للأزمة الإقتصادية العالمية القادمة ليكون شريان الحياه … حمى الله مصر العظمي و شعبها العظيم . ( طارق الفامي ) .

التعليقات مغلقة.