موقع اخباري شامل صادر عن مؤسسة تحيا مصر

زعيم مرتزقة إبليس وضياع تركيا

بقلم  _ محمد داغر
 دخلت الدولة التركية مرحلة السقوط نتيجة لسياسة الرئيس أردوغان زعيم الفوضى والإرهاب في الشرق الأوسط التي تستهدف التوسع على حساب الجيران، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورغم وجود مؤشرات كثيرة على دخول تركيا مرحلة السقوط، إلا أن أبرز تلك الشواهد هو «نهاية الدور الوظيفي (الخيانة)» لتركيا الذي ظلت تلعبه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى. طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر كان الغرب ينظر لتركيا باعتبارها القوة المانعة لوصول روسيا القيصرية إلى مضايق الدردنيل والبوسفور والمياه الدافئة لتعود إلى قوتها السابقة ، وبعد تدمير الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى فرض الحلفاء المنتصرون اتفاقية سيفر 1920 على تركيا، والاتفاقية تستقطع شرق الأناضول لصالح أرمينيا، وتراقيا الغربية لصالح اليونان، لكن خوف الغرب من ضغط قيصر روسيا على أوروبا أدى لعدول الغرب عن هذه الفكرة، ورفضوا تمزيق وتقسيم تركيا بشرط أن تكون «قوة حاجزة ومانعة» أمام التوغل الروسي. وكان هذا من خلال اتفاقية لوزان 1923، وبعد الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي السابق وحلف وارسو من ناحية، والولايات المتحدة وحلف الأطلسي من ناحية أخرى زاد الدور الوظيفي لتركيا باعتبارها قاعدة متقدمة لمحاربة الاتحاد السوفييتي، لكن قيام إسرائيل عام 1948 أعطى دفعة كبيرة للدور الوظيفي التركي عندما اعترفت تركيا بإسرائيل عام 1949، وبهذا تصبح تركيا التي تزايد اليوم بالقضية الفلسطينية هي أول دولة محسوبة على الاسلام في العالم تعترف بإسرائيل، وحصلت على مكافأة لذلك بدخول الناتو عام 1952. ورغم انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 إلا أن هناك في الغرب الولايات المتحدة الأمريكية حاولت الحفاظ على الدور الخدمي لتركيا حتى ولو كان بشكل نسبي وخصوصآ لمصالح خطوط الغاز الصخري الأمريكي. لكن سياسة أردوغان الإخواني الطامع، خاصة منذ 2011، بدأت تؤلب الجميع ضد تركيا، فحلف الناتو ينظر لتركيا الأردوغانية التي تطالبه يومياً بالتدخل معها ضد روسيا في إدلب السورية وليبيا والصومال وغيرها، بدأ يشعر أن تركيا عبء استراتيجي على الحلف، خاصة بعد الكشف عن أطماعه الشخصية بعودت الخلافة ونهب ثروات الجيران وخصوصآ اليونان وقبرص، وهو ما دفع الدول الغربية إلى التلويح بالتخلي عن الدور الوظيفي لتركيا. وأبرز مظاهر التخلي الغربي عن «الدور الوظيفي الخائن» لأنقرة رفض واشنطن وأوروبا الخطوات التركية في السيطرة على شمال سوريا، وإدانة السلوك التركي ضد اليونان وقبرص، ووقف برنامج تبادل المعلومات الاستخباراتية بين واشنطن ودول حلف الناتو ضد أنقرة ، وإعلان واشنطن وقف كل برامج التصنيع العسكري المشترك، وبحث الناتو نقل قاعدة إنجرليك من تركيا إلى بولندا أو رومانيا. إن تراجع القيمة النسبية لتركيا يؤكد أننا أمام سقوط الدولة التركية بسبب الخائن الذي يحكمهم أردوغان والتي تزداد ديونها الداخلية والخارجية، وتتعاظم خلافاتها مع الأصدقاء قبل الأعداء داخليآ وخارجيآ وفتت الجيش التركي وأعتقل جميع قادته ونخب الشرطه والقضاء لديه وبدلهم بمرتزقة خاصه به في حجة إنقلاب كاذب عليه. وكل هذا يؤكد أننا أمام نهاية وسقوط تركيا بأيادي غربية متمثله في روسيا واليونان وبعد الدول الأوربية فهم صنعوا له الفخ مستغلين أطماعه الشخصية وأردوغان سقط فيه وسيسقط معه الدولة التركية.
تعليق 1
  1. Khalifa يقول

    مقال رائع واسمح لى اضيف تعليق
    أمريكا فكرت فى إنشاء الحلف الإسلامى يشمل تركيا والشام العراق ومصر والسعودية وإيران وباكستان رفض النحاس باشا الإنضمام لأى حلف نحن لسنا مع أحد ضد أحد وليس لنا مصلحة فى عداء اى دول وتحول بعدها الى حلف بغداد ولم يكتمل بعد اضطرار عبدالناصر الإستمرار فى سياسة الحياد الايجابي والذى تحول فيما بعد انحياز للمعسكر الشيوعى ومن هنا نشأت فكرة حلف شمال الأطلنطي

التعليقات مغلقة.